دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس الأربعاء (27 مايو/ أيار 2015) الدول الإسلامية إلى نبذ الطائفية والتوحد لمواجهة الإرهاب.
وقال الشيخ صباح الأحمد في كلمة افتتح بها أمير الكويت الاجتماع الثاني والأربعون لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد حالياً بالكويت «يجب أن تكون هناك وقفة جادة نظراً للاحتقان الطائفي الذي بات يعصف بكيان أمتنا ويفتتها.. فهذه العصبية هي الأخطر على وجود الأمة.. فجميعنا نجتمع تحت لواء التوحيد وفي ظل أحكام كتاب واحد هو كتاب الله سبحانه وتعالى».
وأضاف «يجب علينا أن ننطلق من تلك الحقائق للتعاضد ونواجه التحديات الجسام التي يواجهها عالمنا الإسلامي فجميعنا خاسرون في هذه المواجهة.. والمنتصر هو من يريد أن يؤجج هذا الصراع المدمر لأهدافه الخاصة ونفوذه ويخطط لتشويه الإسلام وإضعافه».
وقال إن العالم الإسلامي يواجه محاولات لبعض التنظيمات الإرهابية لرسم صورة لا تعكس حقيقة الإسلام «متخذين فيها من الإسلام اسماً والقتل والدمار وسيلة والإرهاب منهجاً وترويع الآمنين أسلوباً حتى أضحت صورة المجتمع الإسلامي والفرد المسلم مرتبطة بتلك الأعمال الإجرامية الدنيئة».
وأكد أن الدول الإسلامية تقع على عاتقها مسئولية كبيرة «لتصحيح هذه الصورة المشوهة وتعريف العالم بحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف.. كما أننا مطالبون بتكثيف جهودنا مع العالم للتصدي لظاهرة الإرهاب التي تمارسها تلك المنظمات الإرهابية والتي هددت أمن دولنا واستقرارنا».
من جانبه، أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير أن ما يحدث في اليمن يعتبر مثالاً للمأساة والمعاناة التي «يعيشها عدد من بلداننا الإسلامية».
وقال الجبير، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف والطائفية التي ألحقت أضراراً جسمية في الأمة الإسلامية «تأتي في مقدمة التحديات التي تواجهها امتنا».
وأوضح أن فداحة الجرم الإرهابي الآثم الذي استهدف مسجداً في قرية القديح في منطقة القطيف السعودية يتنافى مع القيم الإنسانية والإسلامية.
وأكد الجبير حرص السعودية خلال ترؤسها الدورة الماضية على بذل ما بوسعها مع شقيقاتها الدول الإسلامية والأمانة العامة للمنظمة في تعزيز العمل الإسلامي المشترك في مختلف المجالات بما يزيد من تقارب الشعوب الإسلامية وتعميق قيم التضامن بين دولنا والتصدي للتحديات التي تواجهها أمتنا الإسلامية.
وأفاد بأن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أكد أن جهود المملكة لن تتوقف يوما عن محاربة الفئة الضالة والفكر الضال ومواجهة الإرهاب والقضاء عليه»، مؤكداً أن الإرهاب والتطرف يعملان على تقسيم الأمة الإسلامية إلى فرق وأحزاب تقاتل بعضها بعضا باسم الدين.
ولفت إلى أن «خادم الحرمين ذكر أن الواقع المؤلم الذي يعانيه عدد من الدول الإسلامية من إرهاب وصراعات وسفك للدماء هو نتيجة مباشرة للتحالف بين الإرهاب والطائفية».
إلى ذلك، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني أمس إلى زيارة المسجد الأقصى لتأكيد حق المسلمين فيه وكسر عزلته وهو ما يخالف التوجه العام الذي كان سائدا في الدول الإسلامية منذ سنوات.
وقال مدني في كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع الثاني والأربعين لمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي « المنظمة تستعد حاليا لعقد اجتماع وزاري خاص في منتصف يونيو/ حزيران المقبل لبحث أزمة اليمن بناء على طلب الحكومة اليمنية». وجدد تأكيد المنظمة لموقفها «المبدئي والثابت» الداعم لوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه. وأكد أيضاً دعم المنظمة «للشرعية الدستورية ورفض الانقلاب على الشرعية ورموزها».
العدد 4646 - الأربعاء 27 مايو 2015م الموافق 09 شعبان 1436هـ