الموازنة الضخمة التي تأتي بأفضل اللاعبين على المستوى المحلي أو الخارجي وبأفضل المدربين محلياً وخارجياً ليست وحدها الكفيلة بأن يحقق النادي أفضل الإنجازات على المستوى المحلي أو الخارجي، فهناك عوامل مهمة يجب أن تتوافر إلى جانب الميزانية الضخمة حتى تأتي أفضل النتائج.
وخير مثال على ذلك، ريال مدريد الإسباني الذي ودع الموسم من دون أن يحقق أي بطولة، خسر الدوري، وقبل ذلك الكأس، واكتمل المشهد بخروجه أمام الجوفنتوس الإيطالي. وما ينطبق على ريال مدريد ينطبق على مانشستر يونايتد الذي يعد الأكثر حركة في سوق الانتقالات الأمر الذي أدى لسلخ هوية النادي وفي النهاية المركز الرابع.
الأندية التي أسقطت النادي الملكي في الدوري الإسباني وحرمته من التتويج أو المواصلة في المنافسة على لقب الدوري والكأس هي أندية الوسط والمؤخرة التي مجموع رواتب لاعبيها لا تساوي راتب رونالدو أو أياً من بقية اللاعبين والأسماء ذات القيمة السوقية العالية، وكذلك الجوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.
ما يحدث في الدوريات العربية عامة والخليجية خاصة من قيام أكثر الأندية موازنة باستقطاب أفضل اللاعبين البارزين في الأندية الأخرى الأقل قدرة مالية هو نسخة طبق الأصل مما يحدث في أوروبا، الفارق الوحيد هو النظرة التحليلية ومستوى التقبل.
في واقعنا الرياضي ومفهوم البعض، أن الأندية المقتدرة تستقطب لاعبين من الأندية الأخرى تعمد إلى قتل المنافسة واحتكار اللاعبين وإقصاء النادي المتواضع مادياً من المنافسة وإرسال رسالة شديدة اللهجة لمن يفكر من الأندية الصغيرة في المنافسة.
وفي المقابل، تسمع حالة التباهي وأصوات التهاني والتبريكات عندما تقوم الأندية التي يشجعونها في أوروبا وغيرها بالتعاقد مع أفضل اللاعبين لدعم صفوفها، فإلى من يشجع الريال والبارشا والبايرن واليوفي والميلان والإنتر... كم منهم من بلد النادي نفسه وكم منهم مدرسة النادي نفسه؟... الريال على سبيل المثال من 11 لاعباً أساسياً لا يوجد إلا كاسياس!.
عندما تتغير المفاهيم وتصبح مواكبة للدول المتقدمة بغض النظر عن حجم التعاقدات ووجود احتراف كامل أو جزئي أو شبه احتراف، ستتغير الصورة التي ستكون عليها الأندية الصغيرة أو الأندية المنافسة التي لا تستطيع الشراء عندما تواجه الأندية التي تستقطب اللاعبين، ستشعر بأن اللقاء محسوم سلفاً، وهناك يشتاق اللاعب لملاقاة النادي المدجج بالأسماء ليثبت نفسه.
الميزانية الضخمة بحاجة إلى جانبها إلى التوفيق (الحظ) وبحاجة إلى إدارة فنية وإدارية قوية كي تحكم الفريق الذي يمتلك كوكبة النجوم، وإذا ما توافرت هذه العوامل مجتمعة فإن الفريق المدجج بالنجوم قد يودع من دون بطولة كما ودع الريال والمانشستر حالهما حال أصغر وأضعف نادي في الدوري، وهذه عِبَر يفترض أن تكون درساً يُأخذ منه.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4640 - الخميس 21 مايو 2015م الموافق 03 شعبان 1436هـ
صاحب العبر
تكرمت في مقالك عبر بأن الفريق الضعيف يمكنه غلب الفريق القوي دون الحاجه لشراء لاعبين محترفين وهذه لعبت الحظ والريال ومنشيتر فريقان كبيران لهما وزنهما حتى لو حصلوا على المرتبة الأخيرة لكنهما تاريخ لا يمكن تجاهله والعام الماضي حققوا بطولات كبيرة وعجبا لك كيف تتناسى كل البطولات ولولا وجود الحظ والتنافس لما أقيمت المنافسات وهذا واقع يا صاحب العبر
كلام مغلوووط
الريال والمان لم يخرجا حالهما حال اي فريق ضعيف يا استاذ الريال الوصيف في الدور ووصل الى قبل النهائي واقوى هجوم بغزارة الهداف في أوربا. وكذلك المان. فهو الرابع حاليا المؤهل لدوري الأبطال . وعليه فإنك كلامك أخي الكريم يجب إعتدة النظر فيه . يعني عدم حصولك على بطولة لا يعني انك فريق ضعيف