عقد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي صباح اليوم الخميس (21 مايو / أيار 2015) محاضرة حول العمارة التاريخية الجزائرية قدّمتها الهندسة المعمارية في جامعة وهران بالجمهورية الجزائرية دليلة صنهاجي تحت عنوان “مدينة وهران بين تاريخ وعمارة”، حيث تناولت صنهاجي أبرز ملامح العمارة التاريخية في المدينة وآخر أعمال الترميم الجارية فيها.
وفي مستهل المحاضرة، تقدّم مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناقي بالشكر لدليلة صنهاجي، مؤكداً على أهمية نشر المعرفة حول الإرث الإنساني العمراني في الدول العربية. كما وأشار بوشناقي أن المركز الإقليمي، الذي بإشراف مباشر من رئيسة مجلس إدارة المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ، يعمل ضمن إستراتيجية تحافظ على التراث العربي من خلال تعزيز الوعي بأهميته والتواصل مع الخبراء من جميع الجهات.
أما صنهاجي، فعبّرت عن سعادتها لتواجدها في مملكة البحرين للحديث حول عمارة الجزائر التاريخية، معربة عن شكرها للبحرين، وللمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لدوره في الجهود الرامية لتعزيز مكانة التراث العمراني في الوطن العربي.
وأشارت دليلة إلى المكانة التاريخية الهامة لمدينة وهران الجزائرية، وذلك لتتابع الحضارات عليها منذ العصر الروماني وصولا إلى العهد الإسلامي ومن ثم الاستعمار الإسباني والفرنسي، موضحة أن المدينة شهدت تطوراً عمرانياً مختلفاً في كل حقبة من الحقب، وهو ما أنتج ميراثاً عمرانياً كبيراً أصبح من مسؤولية الجزائر بعد استقلالها عام 1962م. كما وقدّمت الدكتورة صنهاجي أمثلة من التراث المعماري في المدينة كالحصن الإسباني الشهير، المسجد العثماني الكبير وملامح من المدينة الأوروبية التي بنيت في عهد الإستعمار الفرنسي.
وحول وضع التراث المعماري في المدينة في الوقت الراهن، فأكدت الدكتورة صنهاجي أن وزارة الثقافة الجزائرية سجلت على قائمة المواقع التراثية الوطنية العديد من المواقع الأثرية في مدينة وهران أهمها المدينة الإسبانية- العثمانية القديمة والتي تسمى حالياً (سيد الهواري)، إضافة إلى العمل على تسجيل مواقع عمرانية تاريخية من الحقبة الفرنسية على القائمة نفسها.
واستمرت محاضرة دليلة صنهاجي باستعراض تجربة إعادة التأهيل للمباني العمرانية وخصوصا من الحقبة الفرنسية، حيث أكدت الدكتورة أن المعماريين في المدينة تواصلوا مع الجهات الحكومية المعنية من أجل إنقاذ بعض المباني التاريخية التي تأثرت بعوامل الزمن والإهمال، حيث شهدت المبادرة تجاوباً من الحكومة وتم العمل على ترميم العديد من المواقع والآثار الفرنسية.
وكان موضوع العمارة الدينية آخر مواضيع المحاضرة، حيث قدمت تلخصياً حول أهم المساجد التاريخية والحديثة، موضحة أن عمارة المساجد في مدينة وهران اتخذت طابعاً عشوائياً بسبب غياب رقابة القانون الجزائري الذي يؤكد على ضرورة أن تتمتع المساجد بعمارة ذات طابع إسلامي يلائم الملامح التاريخية للمناطق التاريخية في المدن.
من الجدير ذكره أن دليلة صنهاجي مهندسة معمارية ومدرّسة في جامعة وهران لمساقات البكالوريوس والماجستير في مجال العمارة، كما وتعمل مستشارة للعديد من المشاريع المعمارية والترميمية في الجزائر. وتعد مدينة وهران ثاني أكبر مدن الجمهورية الجزائرية بعد العاصمة وتبعد عنها حوالي 400 كيلومتر.