نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان محاضرة "النمو رهاننا الأكبر" للأستاذ المشارك بقسم الإعلام والسياحة والفنون كلية الآداب بجامعة البحرين رضا محمود المثناني، حيث قدم المحاضرة عوض ها.
وقد أشار رضا المثناني إلى أن النمو رهان كل المجتمعات ، وهو مرتبط بتطور تكنولوجيا الاتصال وانتشار المعلومات ، ومجيء مجتمع المعلومات بداية التسعينات من القرن العشرين ، موضحا أن النمو هو فكر ومنه تأتي أهمية المعرفة ودور علوم الإعلام والاتصال ، ومع كل اكتشاف جديد في مجال الإعلام والاتصال يؤدي ذلك إلى تغير وجه العالم وزيادة وتيرة النمو ، وعند إلقاء نظرة على المحطات التاريخية التي مرت بها الإنسانية يرى أن اكتشاف الكتابة مخروطية الشكل منذ 5000 سنة أدى إلى تحول كبير في نمو المجتمعات ، وجاءت بعدها الطباعة عام 1440 على يد جوتنبرج ، وبعدها توالت الاختراعات وصولا إلى مجتمع المعلومات واستخدام تكنولوجيا المعلومات ، وفي كل مرة يأتي اكتشاف يحدث طفرة تساعد على نمو المجتمعات وتقدمها .
وأضاف أن اكتشاف الطباعة هو الذي هيئ لعصر النهضة في أوروبا في القرن السادس عشر ، وعليه تم نقل مشعل للحضارة من الصين إلى أوروبا بعد أن توقف الإبداع الصيني لمدة 5 قرون ، ولابد هنا من أن نشير إلى دور الحضارة العربية الإسلامية التي لم يستغرق تألقها أكثر من 4 قرون منذ بداية من القرن الثاني للهجرة إلى حدود القرن السادس للهجرة ، وبعدها تم نقل هذه العلوم والمعارف التي جاء بها العرب إلى أوروبا لتبدأ عصر جديد من النمو .
وكما ذكر المثناني أن عملية النمو تكون عن طريق تأطير الرأي العام ، والذي اعتبره الفلاسفة كما كفيلي وجان جاك روسو كقوة وأداء للنمو ، حيث يعد الرأي العام روح الأمة ووعي جماعي ، وعليه تم تحليل الرأي العام والاعتناء به كقوة فاعلة للتطور الاقتصادي والاجتماعي ، مؤكدا أن وسائل الإعلام وتقنيات الاتصال الحديثة هي التي ترسم الخطوط العريضة للرأي العام وبدونها لا يمكن أن تبعث هذه الروح في الرأي العام وتسعى وسائل الإعلام إلى إيجادها ، مضيفا أن المنظرون الأمريكيون تحدثوا حول المسئولية الاجتماعية لوسائل الإعلام والتي يجب أن تعمل وفقا للضوابط الاجتماعية والإيمان بالهدف والروح التي تحرك الرأي العام ، ووسائل الإعلام أحد مكونات المجتمع جنبا إلى جنب مع الجانب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وهي القادرة على أن تشكل الرأي العام وتوحد الأمة وتشكل المجموعات الوطنية ، وإذا أخلت وسائل الإعلام بهذه الوظيفة فعند ئذ يكون هو الانهيار ، حيث تعد وسائل الإعلام .