صحيح أن المدربين العالميين لهم بصمات كبيرة في الفرق التي يدربونها، إذ تقع على عاتق المدرب مسئولية اختيار التشكيل وطريقة اللعب الأنسب لإمكانيات الفريق بما يساهم في إبراز أفضل ما هو موجود من قدرات.
الخلطة السحرية التي يجب على كل مدرب أن يتوصل إليها عند تدريبه أي فريق يجب أن لا تتطابق مع ما عمل به مع الفرق الأخرى، لأن الإمكانات ونوعية اللاعبين مختلفة، بمعنى أن على المدرب أن يكيف طريقة لعبه بما يناسب إمكانات لاعبيه وليس على اللاعبين أن يتكيفوا مع طريقة لعب مدربهم.
المدرب الذكي هو من يستطيع أن يستخرج أفضل ما لدى لاعبيه بابتكار أفضل طريقة لعب تناسبهم.
قليل من المدربين من هو قادر على التكيف مع إمكانات لاعبيه وهم القلة الأكثر نجاحاً على مستوى العالم، وقليل أيضاً من اللاعبين القادرين على التكيف مع كل طريقة لعب لذلك على المدرب أن يرضخ لما يناسب لاعبيه ويبتكر ما يساعدهم على التأدية بأفضل طريقة ممكنة بدل أن ينتظر أن يستجيب اللاعبون للطريقة التي يريدها.
وقبل كل ذلك فإن الفرق الناجحة لا تعتمد بالأساس على المدرب وحده وإنما هي سياسة عمل متكاملة ينتهجها النادي سواء في استقطاب اللاعبين أو في اختيار المراكز أو معالجة الخلل وهو نوع من التقليد الرياضي العريق في الفرق الكبيرة التي تمتلك بصمة خاصة في كرة القدم العالمية.
نادي برشلونة الإسباني مثلاً أثبت في هذا الموسم أكثر من أي موسم آخر أنه من يصنع المدربين ويخرجهم للعالم، وفي حال وفق مدربه الإسباني الشاب لويس إنريكي في تحقيق الثلاثية المتاحة بعد الفوز ببطولة الدوري، فإنه بلاشك سيتحول في ظرف موسم واحد لأحد أهم المدربين في العالم.
قبل لويس إنريكي نجح غوارديولا مع برشلونة من الصفر وقاده لبناء أفضل فريق عرفه العالم في العقدين الأخيرين، إنريكي في الطريق نفسه الآن، وخصوصاً أن الفريق يستمر في التطور وزيادة الفعالية الهجومية إلى جانب الصلابة الدفاعية.
برشلونة حتى في أحلك ظروفه مع مرض مدربه فيلانوفا كان يسير من دون مدرب ويحقق الانتصارات لأن تقاليد العمل واضحة وطريقة اللعب خلاقة ومبتكرة.
على العكس فإن غوارديولا الذي لا يقهر مع برشلونة ليس هو نفسه مع بايرن ميونيخ بعد أن حاول تكييف لاعبيه مع فلسفته التدريبية ولم يفلح في ذلك بدل أن يستجيب هو لإمكانات لاعبيه وقدراتهم لبناء الرسم التكتيكي للفريق.
صحيح أن بايرن مسيطر محلياً وتعرض لظروف إصابات قاسية هذا الموسم، ولكن المؤكد أن موسمين حتى الآن لم يكونا بمستوى الطموح، والألمان عادة يتميزون بالصبر الاستراتيجي فلننتظر ونرَ.
المثال الثالث هو المدرب الإيطالي الشاب ماسيمو أليغري الذي وقع عليه الاختيار من قبل يوفنتوس الإيطالي وسط خيارات كثيرة متاحة بعد استقالة كونتي.
أليغري حقق ما عجز عنه كونتي وما استقال بسببه وهو دوري الأبطال، إذ كان كونتي يطمح في نوعية لاعبين مختلفة تساعده في دوري الأبطال فرفضت الإدارة الرياضية للفريق وأثبتت قدرتها على النجاح باللاعبين أنفسهم مع المدرب أليغري في تحقيق المطلوب والوصول إلى المباراة النهائية بعد سنوات عجاف على الكرة الإيطالية.
أليغري كيَّف طريقة لعبه بما يناسب إمكانات لاعبيه وسار في طريق شاق متخطياً العقبات توالياً حتى بات على أعتاب ثلاثية تاريخية.
فرق مثل برشلونة ويوفنتوس تمتلك إدارة رياضية قديرة وفلسفة كروية خاصة هي عادة من تصنع المدربين قبل أن تنتظر منهم أن يصنعوا لها فريقاً.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4637 - الإثنين 18 مايو 2015م الموافق 29 رجب 1436هـ
لا اعتقد
انا لست مدرب في كرة القدم بس لو دربت منتخب البرازيل راح أحقق نتائج طيبه لوجود لاعبين بارزين
اعتقد
أنا لست لاعب كرة قدم بس لو لعبت في كاس العالم سأحرز لقب هداف البطولة