تتابع الثقافة مسيرتها للقاء الحضارات، فكما تلتقي وتكتشف غنى الآخرين على أرض مملكة البحرين عبر مختلف أشكال الفعاليات الثقافية، تحضر ثقافة البحرين من خلال وفد ترأسه رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة المنتدى العالمي الثالث لحوار الثقافات والمنعقد يومي 18 و 19 الجاري في باكو برعاية رئيس جمهورية أذربيجان إلهام ألييف وبالتعاون مع منظمة اليونسكو، منظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة، منظمة السياحة العالمية، مجلس الاتحاد الأوروبي، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومركز "شمال- جنوب" الأوروبي.
يأتي هذا المؤتمر ثمرة لجهود لقاءات ومنتديات بعنوان حوار الثقافات والتي قدّمت رؤية لحوار حقيقي بين الحضارات مع الحفاظ على خصوصية كلٍ منها واعتمدتها عام 2001 الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يندرج ضمن الاتفاقية التي أبرمتها اليونسكو بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي عام 2005، وإعلان عام 2004 المعتمد من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بشأن التنوع الثقافي، فضلاً عن إعلان مؤتمر القمة لرؤساء وحكومات الدول الأوروبية لعام 2008.
بهذه المناسبة أعربت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن أهمية المنتدى العالمي لحوار الثقافات في خلق فرص للقاء الآخر المختلف، مردفة "البحرين التي تحتفي هذه السنة بالتراث تحت شعار تراثنا ثراؤنا، تلتقي بالتراث الغني لشعوب العالم وتشارك الهمّ الدولي في تقريب المسافات وخلق حوار بنّاء بين الثقافات من أجل تنمية مستدامة ترقى بمجتمعاتنا وتجعل من الاختلاف عنصر غنى نفخر به"، كما أشادت معاليها بالجهود الدولية للمنظمات العالمية ولجمهورية أذربيجان والتي تُبذَل في سبيل مدّ الجسور بين مختلف الشعوب عبر هذا المنتدى الذي يُعدّ حاجة ماسة يعوّل عليها عالمنا.
المنتدى الذي ينعقد في دورته الثالثة تحت عنوان "الثقافة والتنمية المستدامة" يسلّط الضوء على التنوع الثقافي من أجل حوار حقيقي وتنمية مستدامة مركزاً على أهمية التعاون وبناء الثقة بين الحضارات والثقافات من خلال مختلف المجالات من التعليم إلى الرياضة والفنّ وحتى الأعمال التجارية وغيرها. كما يولي أهمية للمنتديات والمنابر الدولية التي تجمع الرؤساء والحكومات والخبراء والإعلاميين والمثقفين في لعب الدور الأكبر لاتخاذ إجراءات ملموسة لدعم التنوع والتفاهم بين الشعوب، مشدداً على رفع مستوى الوعي حول أهمية الحوار الحقيقي بين الثقافات مع اختلاف غناها. أما الأهداف المنشودة من المنتدى فهي بالدرجة الأولى تعزيز التفاهم والحوار داخل وبين الثقافات، بالإضافة لزيادة التعاون بين المجتمعات الشرقية والغربية، بناء الاحترام والتفاهم بينها والتركيز على الأصوات المعتدلة، المصالحة والتعددية في سبيل تقليل التوترات الثقافية والدينية بين الشعوب، دعم الأنشطة الثقافية والفنية والتعرف على دور الفنانين والمبدعين كحافز للحوار والتفاهم المتبادل...
يذكر أن المنتدى الأول لحوار الثقافات عقد في أذربيجان عام 2011 متناولاً التحديات التي تواجه لقاء الحضارات ومقترحاً مبادرات تعالج العوائق المرصودة. أما المنتدى الثاني فعقد عام 2013 بعنوان "العيش معاً بسلام في عالم متنوع" متوقفاً عند كيفية بناء مستقبل آمن عبر لقاء الثقافات.