الفريق الأول لكرة السلة في نادي المنامة هو الأقوى محليا والأكثر نجوما والأغلى سعرا بين جميع الفرق، بل انه يفوق بمراحل عن البقية في ظل سيطرته في آخر موسمين وضمه أبرز نجوم اللعبة من المنافسين.

الفريق بعد فوزه بالدوري في آخر موسمين بدا أنه يسير في طريق مفتوح تماما هذا الموسم من دون وجود منافس حقيقي له، حتى أنه توج بكأس السوبر بمنتهى السهولة على حساب المحرق وكذلك فعل في نهائي كأس زين على حساب النجمة، وأجزم أغلب المتابعين أن الدوري لن يكون استثناء.

هذا الطريق السهل للمنامة في الموسم انعكس عليه سلبيا في المباريات النهائية؛ لأن الفريق بطريقة أو بأخرى أصابه نوع من التخدير الزائد وخصوصا أن الأهلي تحديدا اتبع سياسة تجنب المواجهة ضد المنامة مفضلا الدفع عادة بالبدلاء في مواجهته.

مشكلة المنامة الكبيرة في هذا الموسم أنه لم يخض مباريات قوية حقيقية، وبالتالي لم يختبر بالشكل المطلوب، وهو ما أثر حتى على جاهزية نجومه الذين توالت الإصابات عليهم في المراحل الأخيرة.

معضلة كبيرة أن يتعود نجوم المنامة على لعب 20 دقيقة أو أقل ربما طوال الموسم، ويطلب منهم في النهائي أن يلعبوا 35 دقيقة وأكثر.

الاسترخاء الزائد عن الحد يؤثر بلا شك على المستويات الفنية للنجوم، كما يؤثر على مستوى الجاهزية الذهنية والبدنية.

الفريق في المباريات النهائية الثلاث الأولى وبعد أن تعرض لضغط كبير من لاعبي الأهلي ارتكب الكثير من الأخطاء الفردية والجماعية كما تعرض لاعبوه للكثير من الإصابات.

الضغط النفسي والضغط البدني داخل الملعب المفاجئ للفريق بعد مرحلة تخدير طويلة مورست على سلة المنامة طوال الموسم بإرادته أو بإرادة غيره جعلته في وضع محرج.

تأثير الضغط النفسي بدا واضحا في إضاعة الرميات الحرة بشكل مفرط، إلى جانب الاحتجاجات على التحكيم وصولا للحصول على الأخطاء الفنية والتي كانت بعيدة عن الفريق.

تأثير الضغط البدني داخل الملعب بقوة الاحتكاكات والرقابة اللصيقة والدفاع القوي انعكس على معدل تسجيل الفريق الذي انخفض من متوسط 90 نقطة أو أكثر في المباراة طوال الموسم إلى 68 نقطة كمتوسط عام في المباريات النهائية الثلاث.

فريق المنامة تعرض لنوع من التنويم المغناطيسي في ظل غياب المنافس الحقيقي وسط تراجع مستوى المحرق بشكل عام وضعف مردود الحالة عادة أمام المنامة، وكذلك انهيار فرق الوسط من الربع الثاني. في حين أن الأهلي كان يتجنب منذ بداية الموسم خوض نزال حقيقي، مع تفضيله التمويه واللعب بالصف الثاني، أو عدم طلب الأوقات المستقطعة وغيرها من الأساليب التي توحي برغبة الفريق في تجنب الاختبار الحقيقي وترك الأمور للمستقبل.

صحيح أن المنامة يتفوق فنيا وفرديا على الجميع، كما أنه يمتلك مدربا عالميا ومحترفا هو الأبرز في الدوري، ولكنه افتقد لشيء رئيسي وهو وجود المنافس القادر على كشف الأخطاء ومكامن الخلل، ومن حسن حظه أن فترة الستة أيام ستمنحه الفرصة الكافية لمراجعة كل أموره بعد كل السلبيات التي كشفتها المباريات الثلاث السابقة للعودة أقوى من السابق.