شهد وسط كرة اليد البحرينية خلال الأسبوع الجاري أحداثاً غير معتادة، بعد أن قام الحكم الدولي معمر الوطني بالاعتذار علناً لنادي الاتفاق عن الخطأ الذي ارتكبه في مباراة الدور نصف النهائي أمام النجمة في بطولة كأس الأشبال، ثم خرج نادي الاتفاق ليقدم له الدعم ويؤكد أنه على قناعة بأن الخطأ رغم فداحته وما نتج عنه ليس متعمداً.

واقعاً، التصرف الذي أقدم عليه الحكم الدولي يعتبر تصرفاً سليماً، هو اعتذار ينم عن وعي وعدم غرور أو تعال على الرغم من أنه يُختلف عليه إداريا، هل كان صحيحاً أو لا؟، البعض يراه غير سليم في أنه سيفتح الباب أمام الآخرين وعلى الوطني ذاته بالاعتذار عن كل خطأ يرتكبه علناً، والبعض يراه حالة صحية جداً وهي موجودة في أوروبا التي تعتبر مثالاً يحتذى به.

وقبل نحو 7 أيام من الآن، خرج الحكم الألماني الذي أدار مباراة الدور نصف النهائي في بطولة كأس ألمانيا بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند ليقول أنه أخطأ حين لم يحتسب ضربة جزاء للفريق البافاري ووقتها كانت النتيجة تشير إلى تقدمه بهدف مقابل لاشيء، وغيره كُثر.

اعتراف الحكم بأنه أخطأ بخطأ فادحٍ تسبب في خسارة نادٍ لمباراة لا يقلل من هيبة التحكيم والحكم نفسه، ذلك انعكاساً كاملاً للمبدأ الذي يقول إن «أخطاء التحكيم جزء من اللعبة»، الحكم يخطئ ويتسبب في خسارة ناد كاللاعب والمدرب والإداري والجمهور. الخطأ وقع وانتهى، ولكن الاعتذار قد يمتص غضب المتضرر أحياناً، ولا يسيء للنادي المستفيد أو يقلل من شأن فوزه.

الحكم ليس مضطراً أو مطلوباً منه أن يخرج بعد كل مباراة كي يعتذر عن أخطاء ارتكبها في المباراة، هناك قاعدة معروفة ودائماً ما تقال إن «الحكم الذي يدير مباراة بأفضل ما يمكن ثم يخطئ خطأ فادحاً في اللحظات الأخيرة يعتبر فاشلاً في إدارتها»، لذلك يفترض أن تنظر إلى «اعتذار الوطني» بنظرة منطقية وواقعية بعيداً عن العواطف والحساسيات.

آخر السطور...

يقول أحد المهتمين بلعبة كرة اليد البحرينية «على الرغم من التنافس الذي شاهدته في الدورة السداسية فإن المستوى العام يعتبر هابطاً». كرة اليد البحرينية إن لم تفعل إعلامياً ببرامج ومن خلال التصريحات الرنانة في وسائل الإعلام فإنها لن تستطيع أن تستقطب الجمهور (... وللحديث في هذه الجزئية تتمة).