العدد 4622 - الأحد 03 مايو 2015م الموافق 14 رجب 1436هـ

التحالف بقيادة السعودية في عملية اليمن يراوح مكانه

تراوح العملية العسكرية بقيادة السعودية مكانها في اليمن حيث ما يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء ويقاومون في الجنوب في حين تنهال الانتقادات حيال تدهور الأوضاع الإنسانية في هذا البلد.

وقال خبراء إن الغارات الجوية منذ أكثر من خمسة أسابيع حرمت المتمردين الحوثيين ومن يحالفهم المتهمة إيران بدعمهم من منشآت عسكرية ومخارن كبيرة للأسلحة وسدت عليهم منافذ لوقف تقدمهم في الجنوب، لكنها لم تسفر عن تغيير جوهري في المعطيات ميدانياً.

وستكون الأوضاع في اليمن في صلب محادثات قادة دول مجلس التعاون الخليجي أثناء اجتماعهم في الرياض بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء كما سيتم التطرق إليها خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية الأربعاء والخميس المقبلين.

ويطرح العديد من المراقبين أسئلة عما إذا كان التحالف العربي بقيادة الرياض سيتمكن من إعادة السلطة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من دون تدخل بري.

وقال الخبير نيل بارتريك إن إحدى "تناقضات" الاستراتيجية السعودية هي البدء بعملية جوية لا "تتضمن بعداً برياً".

ويؤكد مطلعون أن وصول عشرات الجنود من دول التحالف العربي أمس الأحد (3 مايو/ أيار 2015) إلى عدن بشكل خفي يبدو وكأنه لسد الحاجة إلى تنظيم صفوف المقاتلين المؤيدين لهادي بشكل أفضل نظرا لعدم تمكنهم حتى الآن من طرد المتمردين من كبرى مدن الجنوب.

وقال خبير في الشؤون العسكرية في عدن إن "اللجان الشعبية" التي تضم ميليشيات موالية لهادي ومجموعات أخرى معادية للحوثيين تفتقد إلى الخبرة والقيادة.

وأضاف مشترطاً عدم الكشف عن اسمه أن "الدعم الجوي الذي يقدمه التحالف ليس كافيا إذا كان التنظيم غائباً على الأرض".

في المقابل، فان الحوثيين أصبحوا يتمتعون بخبرة قتالية منذ أن غادروا معاقلهم في صعدة، شمال اليمن، لاقتحام العاصمة في أيلول/سبتمبر الماضي قبل أن يطردوا هادي مطلع العام الحالي ويتقدموا باتجاه الجنوب في آذار/مارس.

وقال المحلل السياسي اليمني ماجد المذحدي إن "الحوثيين إيديولوجيين تربوا على بيئة الحروب".

والحوثيون متحالفون مع الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبداالله صالح.

وهناك أيضا أمر آخر بات يضغط بشكل ملح، وهو رد التحالف على الوضع الإنساني المتدهور في ظل تضاعف الدعوات للتوصل إلى هدنة من اجل تقديم المساعدات للسكان الذين يعانون ممن انقطاع التيار الكهربائي والعناية الطبية والمهددين بنقص خطير في المواد الغذائية.

وكانت آخر هذه المناشدات إلحاحا ذلك الذي وجهته منظمة "العمل ضد الجوع" (اكسيون كونتر لا فان) الإنسانية الاثنين إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لاغتنام مناسبة زيارته إلى الرياض للدعوة إلى وقف الهجمات في اليمن ورفع الحصار الذي يحول دون توزيع المساعدات على المدنيين.

وأضافت المنظمة "بمواجهة الكارثة، هناك واجب أنساني يجب أن يسمو فوق إي أهداف سياسية أو عسكرية".

وقد أدى النزاع إلى مقتل أكثر من 1200 شخص حتى الآن وإصابة أكثر من خمسة آلاف بجروح وفقا لأرقام المستشفيات اليمنية. لكن هذه الحصيلة قد تكون أكبر من ذلك بحسب مسئولين في الأمم المتحدة.

كما تقدر الأمم المتحدة أعداد النازحين بنحو 300 ألف شخص في حين يعاني 7,5 مليون يمني، أي ثلث السكان تقريباً، من مضاعفات الحرب.

إلى ذلك، يؤكد الخبراء ضرورة أن لا يسمح التحالف لتنظيم القاعدة بالاستفادة من النزاع لكي يعمل على توسيع مناطق انتشاره خصوصا في جنوب شرق اليمن.

وسبق للتنظيم الجهادي أن سيطر الشهر الماضي على المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت.

لكن مئات السكان تظاهروا في المدينة مساء أمس الأحد ضد تنظيم القاعدة وفقا لشهود.

وانطلقت التظاهرة من احد المساجد بعد أن حاول أحد عناصر القاعدة الاعتداء على إمام المسجد خلال صلاة العشاء، وفقا للمصدر.

ووجه عنصر القاعدة مسدسه إلى الإمام مهددا إياه بالقتل إذا لم يتوقف عن انتقاد المجموعة الجهادية التي تتحكم بمختلف أوجه حياة سكان المكلا، بحسب توضيحات الشهود.

وردد المتظاهرون هتافات "لا قاعدة لا حوثي ياجنوبي صح النوم" كما نددوا بخالد باطرفي، الذي يعتبر زعيم التنظيم في المدينة.

يذكر أن باطرفي تمكن من الفرار من سجن المكلا المركزي مع نحو 300 آخرين عقب اقتحام عناصر القاعدة السجن الشهر الماضي.

وقال احد المشاركين في التظاهرة مشترطا عدم ذكر اسمه "لن نتوقف عن الاحتجاجات للمطالبة بخروجهم فقد بدأوا يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا ولا يمكن أن نسكت عن ذلك".

وفضلا عن الحواجز العديدة للتدقيق والتفتيش، يطلب الجهاديون من السكان إحالة خلافاتهم إلى "محاكمهم الشرعية" التي تطبق الشريعة بشكل صارم، كما يسعى التنظيم إلى فرض أئمته على كافة المساجد في المدينة.

وللمفارقة، فان المكلا لا تعاني من أي نقص في الوقود أو المواد التموينية خلافا لسائر مدن جنوب اليمن مثل عدن وتعز بسبب المواجهات العنيفة بين المتمردين وأنصار هادي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً