استخرجت السلطات التايلاندية اليوم السبت (2 مايو/ أيار 2015) جثثا جديدة من مقبرة جماعية وسط الادغال، يبدو انها لمهاجرين غير شرعيين من بورما او بنغلادش وقعوا ضحايا المهربين. وامكن انقاذ اثنين فقط من الناجين في حالة هزال شديد.
وقد عثر في الاجمال على ثماني جثث في هذا المخيم المرتجل الذي اقيم على بعد مئات الامتار من الحدود الماليزية في اقليم سونغلا.
وادت امطار غزيرة ليل الجمعة السبت الى تأخير عملية استخراج الجثث التي قد تكون بالعشرات.
واوضح عمال انقاذ في المخيم لوكالة فرانس برس ان اربعا من الجثث قد تحللت وباتت هياكل عظمية، اما الخامسة فقد دفنت قبل بضعة ايام على ما يبدو.
ووصف قائد الشرطة التايلاندية سوميوت بومبانمونغ هذا المخيم الذي يستخدم نقطة عبور بأنه "سجن" حيث كان اللاجئون يحتجزون في اقفاص من القصب.
وقال انه يميل الى الافتراض انهم من الروهينيجيا في بورما المجاورة التي يهربون منها بالالاف الى ماليزيا.
والروهينجيا إحدى اكثر الاقليات تعرضا للاضطهاد في العالم كما تقول الامم المتحدة
واعربت منظمة هيومن رايتس واتش غير الحكومية عن اسفها السبت موضحة ان وجود مخيمات العبور هذه في ادغال جنوب تايلاند، "ليس مفاجأة".
لكن من النادر ان تكشف السلطات ما تعثر عليه، فيما يتهم موظفون وعناصر شرطة وضباط في الجيش بأنهم جزء لا يتجزأ من هذه التجارة المربحة.
وقد اعلن المجلس العسكري في كانون الثاني/يناير عن ملاحقة حوالى عشرة موظفين منهم ضباط في الشرطة وواحد في البحرية، بتهمة الاتجار بالبشر.
ورغم التشدد الذي ابداه المجلس العسكري الحاكم في تايلاند، ما زالت مشكلة الاتجار بالبشر "خارج نطاق السيطرة"، كما ذكرت هيومن رايتس واتش، داعية الى اجراء تحقيق دولي حول هذه المقبرة الجماعية.
وعادة ما يدفع اللاجئون الى المهربين حتى يتمكنوا من الخروج من هذه المخيمات في الادغال واجتياز الحدود باتجاه ماليزيا، بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
وتعرب الشرطة التايلاندية عن اعتقادها بأن المهاجرين الاخرين من المجموعة نقلوا الى الاراضي الماليزية، لان المهربين تخلوا عن المتوفين والمريضين.
وعولج هذان الناجيان (25 و35 عاما) السبت في مستشفى ببادانغ بيسار، كما اكد لوكالة فرانس برس الاطباء الذين رفضوا ان يجريا مقابلات مع وسائل الاعلام.
وقال الطبيب كوانيلاي شوتبيتشايناكو لمراسل فرانس برس الذي رأى الرجلين اللذين يعالجان بالامصال لاصابتهما بهزال شديد، ان "الاكبر سنا لا يستطيع المشي، وقد حمله اشخاص" لانزاله من المنطقة الوعرة حيث كان المخيم.
واضاف ان هذا الرجل الذي قد يكون من بورما او من بنغلادش "قال انه عانى من الحمى منذ شهرين في الادغال"، مؤكدا فرضية الاحتجاز الطويل في الادغال للراغبين في الهجرة.
ويتزامن الاعلان عن العثور على هذا المخيم مع اصرار المجلس العسكري التايلاندي على التأكيد للمجموعة الدولية ولاسيما منها واشنطن انه جدي في معالجة هذه المشكلة.
ويختار عدد من هؤلاء المهاجرين السريين طريق الهجرة عبر البحر. وتنطوي هذه الهجرة على اهمية خاصة في هذا الفصل الجاف الذي تتسم خلاله مياه بحر اندامان بمزيد من الهدوء.
وقد فر عشرات الاف الروهينجا من بورما منذ اندلاع اعمال العنف الاتنية الدامية في 2012.
واسفرت اعمال العنف تلك بين البوذيين من اقلية الراخين والروهينجيا المسلمين، عن اكثر من 200 قتيل و140 الف نازح في ولاية راخين، معظمهم من المسلمين الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات ولا يحصلون على العناية الطبية والتعليم ولا تتوافر لديهم فرص للعمل.
ولا يلفت القسم الاكبر من عمليات النزوح هذه النظر، إلا اذا وقعت مأساة، كما حصل في كانون الثاني/يناير لدى العثور على امرأة من الروهينجيا مختنقة في شاحنة صغيرة مكتظة باللاجئين وصلوا من بورما.