العدد 462 - الخميس 11 ديسمبر 2003م الموافق 16 شوال 1424هـ

الحركة الإسلامية من العمل في المطلق إلى العمل في قلب الحدث

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

هو ثقب في الجدار، كيف نستطيع ان نوسعه؟ لا يمكن للسلطة - أية سلطة - ان تعطيك إياه ما لم تسع إليه بوعي، وذكاء. عندما تعطيك الدولة 10 في المئة ليس يعني ذلك انها تملك قوة الـ 90 في المئة المتبقية، فلو كانت تمتلكها لما اعطتك العشرة. انت تتوهم انها تمتلك قوة التسعين، في حين أنها في قوة الاربعين واللجوء الى العنف يعني مقابر أخرى.

هذه خلاصة ما توصل اليه المفكر الإسلامي محمد أبي القاسم عندما رحت اناقشه في جلسة مطولة في كيفية تحقيق المطالب سلميا بين السلطة والمجتمع.

اعتقد ان جزءا من المعركة الديمقراطية هي معركة معلومات. وهذه المعلومات لا نقدر ان نصطادها الا بوعي، بذكاء، بعمل متواصل... المعلومة الموثقة تكشف الفساد، تكشف اسماء تقود الى سقوط رؤوس ساهمت في محاربة الديمقراطية، والرؤوس تجر وراءها رؤوسا... وهكذا.

مشكلاتنا لا يمكن ان نحلها بلا أرقام، وبلا معلومات دقيقة، وبلا وثائق لاننا بذلك سنبقى نتحرك في المطلق وفي عالم الانشاء.

الساحات الممتدة والمليئة بالاصوات لا تعطيك الحدث، ولن تمنحك جريمة الرقم... ان تعرف الحقيقة لابد ان تكون في صلب المؤسسة والوزارة والشركة. وقدرتك تقوى عندما تنتزع المعلومة بقوة القانون، وحماية القرار الذي لا يستطيع ان يلف عليك.

بالعمل السلمي نستطيع - وبالقانون - ان نطلب الاسماء، نبحث عن الارقام ونعرف الحقائق... قد تكون في بداية الطريق، مغلفة، مموهة لكن مع الايام الحبل الصغير يجر الحبل الكبير ونصف المعلومة تقود الى المعلومة الاكبر، وهكذا هي خلاصة النتيجة التي وصلت اليها الحركة الاسلامية في الأردن هذا العام.

ولا يكون ذلك في واقع مترتر ابدا. كل ما تحتاجه القوى الوطنية الاستقرار السياسي ودخول اللعبة ومن ثم العمل ببطء.

فقط في الصحافة استطعنا ان نحصل على معلومات لو نشرت ستربك عددا من المسئولين، وعددا من الموظفين الكبار. ولم نكن نستطيع أن نحقق ذلك لو انا رفضنا ان نتعامل مع الصحافة لأنها محكومة بسقوف ليست بمستوى الطموح.

المعلومة كانت تخيف وتربك المسئول ودخلنا معارك وطنية كبرى. مواطنون حصلوا على أعمال لهم بفضل الصحافة، وبفضل المعلومة التي ما كانت لتصل لولا العمل من موقع الحدث، وهكذا قادنا العمل السلمي الى كشف مزيد من الحقائق، والضغط للحصول على مشروعات لصالح المجتمع، وتغيرت بعض التوازنات، و كشفت مواقع الفساد في بعض المؤسسات.

بالهامشين الصغير والبسيط الذين قدما للصحافة تغيرت بعض التوازنات. في السنين الماضية كانت هناك صورة واحدة تصل الى الناس، وتعمل على تشكيل وعي الجمهور بالطريقة التي تحبها، اليوم تغير ذلك. وما كان ذلك ليحدث لو تشرنقنا على بعضنا بحجة ان هامش الحرية ضعيف. هو ضعيف ولكن يمكنك ان تلعب سياسيا على توسيعه، وعلى رفع سقفه بين مد وجزر، وهكذا مع القضايا الأخرى.

لسنا بحاجة ابدا الى عنف القول أو الوصول الى مراحل كسر العظم بالشعار. كل ما نحتاجه للحصول على المكاسب الوطنية هو العمل من الداخل مع توثيق المعلومات، ومن ثم اللعب على تحريكها باتجاه يخدم مطالب المجتمع على ان نستثمرها بالضغط سلميا للحصول على مزيد من المكاسب المعيشية للمواطن. نحن بحاجة الى برامج عمل وتحويل الشعار الى برنامج عملي يقوده فريق كفء يقوم على الاخلاص والوعي ومن ثم العمل. ما اطرحه هو خلاصة آراء كثير من المفكرين ممن دخلوا في عنف الصراع والقول ثم آمنوا وتيقنوا بحتمية العمل السلمي واللعب على الهامش الموجود.

1 - الحركة الاسلامية ثغرات في الطريق للنفيسي.

2 - الحريات العامة للغنوشي.

3 - الحركة الاسلامية: اوراق في النقد الذاتي.

4 - السلطة والمجتمع والعمل السياسي لوجيه كوثراني.

5 - تنبيه الامة لآية الله النائيني.

6 - ايران سباق الاصلاح لمحمد صادق الحسيني.

7 - الاسلام من المواجهة الى المراجعة.

8 - الوصايا للشيخ محمد مهدي شمس الدين.

9 - الحركة الاسلامية للسيد فضل الله.

وأعتقد ان العمل من الداخل هو الحل

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 462 - الخميس 11 ديسمبر 2003م الموافق 16 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً