شارك عشرة متحدثين من البحرين والمملكة العربية السعودية ومصر وإفريقيا في مؤتمر طب الأطفال الذي نظمه مستشفى الكندي أمس السبت (25 أبريل/ نيسان 2015) بفندق الخليج، وسط مطالبة بتوفير حماية إلى الطفل والحفاظ على سلامته، وذلك لكون أن سلامته هي امتداد لسلامة الأسرة.
وافتتح المؤتمر وزير الصحة صادق الشهابي قائلاً: «إن انطلاق هذا المؤتمر سيساهم في التغلب على التحديات التي تواجه القطاع الصحي المختص في طب الأطفال، وذلك عبر توحيد الجهود، وخصوصاً أن صحة الطفل هي امتداد لصحة الأسرة».
وأضاف قائلاً: «لقد خطت البحرين خطوات متقدمة في مجال حماية الطفل من خلال برنامج الرصد والتمنيع والذي يعنى بتطعيمنا الأطفال، وذلك للتغلب على الأمراض القاتلة التي كانت تفتك بعدد كبير من الأطفال».
وتابع قائلاً: «على رغم أن البحرين استطاعت أن تتغلب على الأمراض المميتة التي كانت تصيب الأطفال، إلا أن هناك تحديات كبرى تواجه هذه الفئة والمتمثلة في التغذية والسمنة والإصابة بالسكري».
وأكد الشهابي أن عدد الحالات الجديدة من المصابين الأطفال بالسكري «النوع أ» يتراوح سنوياً بين 60 إلى 70 حالة، ما يشكل تهديداً على صحة الأطفال، موضحاً أن زيادة نسبة السمنة تدق ناقوس الخطر، مشيراً إلى أنه حان الوقت لتكثيف الجهود للتغلب عليها بين الأطفال.
وقالت الرئيس التنفيذي لمستشفى الكندي ابتسام الدلال: «شارك في مؤتمر طب الأطفال 10 متحدثين، وطرحت أوراق عمل بشأن التهاب الأطفال والتوحد، والأمراض المعقدة التي يصاب بها الأطفال، إضافة إلى التطرق للأمراض الوراثية التي يصابون بها». وأضافت قائلة: «هناك العديد من التوصيات التي طرحها المؤتمر والتي سيتم مناقشتها، كما ستعقد ورش عمل في المستقبل لأولياء الأمور لمناقشة مرض التوحد، وذلك في ظل وجود لبس في تشخيص التوحد».
وأكدت الدلال أن الهدف من هذا المؤتمر هو حماية الطفل وتوفير السلامة له، وذلك لكون أن هذه الفئة تحتاج إلى اهتمام خاص.
من جهته، قال مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي نجيب فريجي: «يومياً يموت ألفين طفل في العالم أما بسبب الحروب أو الحوادث، وتلعب الحوادث دوراً في القضاء على الأطفال».
وأضاف قائلاً: «أغلب الحوادث التي يتعرض لها الأطفال وتكون مميتة هي حوادث الحريق والتي تشكل خطراً عليهم، وكمسئولين علينا حماية الأطفال وخفض معدل الوفيات لهذه الفئة الناجمة عن الحروق».
وأكد فريجي أن تحسين مستوى الرعاية المقدمة إلى الأطفال في جميع أنحاء العالم وتوفير التطعيمات لهم سيساهم في خفض معدل الوفيات من ألفين إلى ألف حالة يومياً.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية الأطباء أن الدراسات الحديثة أكدت أن صحة البالغين هي امتداد لصحتهم في المراحل المبكرة من العمر، مشيراً إلى أن خفض وفيات الأطفال من خلال توفير الرعاية الصحية الجيدة والتعليم وتحسين المستوى الاجتماعي هو الهدف الإنمائي الرابع الذي أجمعت على تحقيقه 189 دولة بحلول العام 2015، وذلك ضمن الأهداف الإنمائية الألفية التي وضعتها الأمم المتحدة قبل 15 عاماً.
وقال رفيع: «لقد نجحت مملكة البحرين في خفض وفيات الأطفال الرضع بفضل الجهود الحكومية المبذولة للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للأطفال والأمهات الحوامل في مملكة البحرين في القطاع الصحي الحكومي والخاص، مع تعميم التحصين التطعيمات وسهولة الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية وتوفير الفحوص الدورية للأطفال لرصد مراحل التطور والنمو واكتشاف أية انحرافات تستدعي التدخل في سن مبكرة».
وأضاف قائلاً: «خدمات رعاية الطفولة والأمومة متوافرة ومجانية، ويسهل الوصول إليها في جميع أنحاء المملكة، وهذا ما لعب دوراً أساسياً في تلك الإنجازات، حيث يتم تقديم هذه الخدمات في كل المراكز الصحية بوزارة الصحة عن طريق أطباء وممرضات خدمة المجتمع الذين تم تدريبهم جيداً وفق دلائل إرشادية مبنية على البراهين».
وذكر رفيع أن جمعية الأطباء تولي اهتماماً بجميع البرامج الصحية المعنية بالطفولة، والتي انعكست نتائجها بالإيجاب على صحة المجتمع من خلال خفض الإعاقات النفسية والجسدية عن طريق توفير برنامج موسع للتطعيمات لجميع الأطفال، وكان نتيجة ذلك الإعلان منذ العام 1984 عن خلو مملكة البحرين من الكزاز الوليدي والخناق، والإعلان بعد ذلك بعشر سنوات، أي في العام 1994 عن خلو مملكة البحرين من مرض شلل الأطفال، مشيراً إلى وجود تحسن في مستويات النمو الجسدي والنفسي والتغذية من خلال توفير برامج الفحص الدوري الشامل للطفل وتشجيع الرضاعة الطبيعية، إلى جانب الحد من التمييز واكتشاف الأطفال الذين يتعرضون لأي نوع من سوء المعاملة ومتابعة الطفل المعنف والتأكد من حصوله على رعاية صحية اجتماعية ونفسية متكاملة، مبيناً أن مملكة البحرين تحرص على تحقيق ذلك من خلال قانون الطفل رقم 37 والذي صدر في العام 2012 حيث تنص المادة (1) من القانون أن الدولة تكفل حماية الطفولة والأمومة، وترعى الأطفال، وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتنشئتهم تنشئة صحيحة من جميع النواحي. وأشار رفيع إلى أن الجمعية احتضنت هذا المؤتمر بهدف رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهذه الفئة العمرية المهمة والتي تشكل 43 في المئة من سكان مملكة البحرين من جهة، وللنهوض بمستوى الطبيب البحريني في مجال طب الأطفال من الناحيتين العلمية والمهنية من جهة أخرى.
العدد 4614 - السبت 25 أبريل 2015م الموافق 06 رجب 1436هـ