لعل الامراض المزمنة غير السارية كالسكري وامراض القلب والسرطان اكبر تحد يواجه وزارات الصحة في دول العالم كافة بشكل عام وفي دولنا الخليجية بشكل خاص، بسبب الانتشار الواسع للسمنة وزيادة الوزن حيث تقع كل دول الخليج ضمن المراكز العشرين الاولى عالميا في انتشار السمنة بين مواطنيها من جهة ولارتباطها ارتباطا وثيقا ومباشرا بسلوك الانسان وعاداته اليومية من طعام وشراب وحركة وغيرها من جهة اخرى. وكما اظهر اخر مسح وطني في مملكة البحرين ان نسبة انتشار السمنة وزيادة الوزن بين البالغين البحرينيين تصل الى 70 في المئة.

وإنه لفخر لمملكة البحرين ان يتم اعداد الخطة الخليجية لمكافحة الامراض غير السارية على اراضيها وبمشاركة عدد كبير من العاملين في وزارة الصحة. وفي اجتماع القمة الخليجية لقادة دول مجلس التعاون وتحديدا في الدورة 32 المنعقدة في الرياض من 19 الى 20 ديسمبر/ كانون الثاني 2011 تم تبني وثيقة المنامة لمكافحة الامراض غير المعدية وهذا بحد ذاته قمه الالتزام السياسي.

ولقد قام مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بالبدء بتنفيذ قرارات القمة الخليجية المتعلقة بمكافحة هذه الامراض وتبني رؤية ورسالة واهداف استراتيجية واحدة ذات مؤشرات واضحة للمتابعة والتقييم.

ومن ضمن الاستراتيجيات الموحدة لمكافحة الامراض المزمنة غير المعدية يأتي الاسبوع الخليجي الاول لتعزيز الصحة برعاية الدار المحلية للعلاقات العامة بدءا من 25 الى 30 أبريل في جميع الدول الخليجية ليؤكد اهمية توحيد الرسالة الصحية. تم اختيار موضوع الوقاية من السمنة وتحديدا شعار «وزني مسئوليتي» لانطلاق اول اسبوع خليجي لتعزيز الصحة لما لمكافحة السمنة من تأثير بالغ على تغيير نسب انتشار معظم الامراض المزمنة غير السارية. ومن المؤكد ان مثل هذه البرامج الخليجية الموحدة في المحتوى والمضمون والوقت تعزز من الرسالة الصحية بين مواطني الدول الخليجية والمقيمين على اراضيها.

ولقد اعدت ادارة تعزيز الصحة برنامجا حافلا يعكس توجهاتنا ورؤانا واهتماماتنا بأهمية الوقاية من السمنة للحد من كل الامراض المزمنة، والتأكيد على الوصول الى كل الفئات المستهدفة.

واغتنم هذه الفرصة لأحيي جميع الجهات الاخرى من خارج وزارة الصحة التي اخذت على عاتقها مسئولية مكافحة السمنة من خلال تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات التي من شأنها الترويج للغذاء الصحي والنشاط البدني وتمكن الافراد من تطبيق هذه السلوكيات السليمة وهو ترجمة فعلية لمبدأ الشراكة المجتمعية وتبني هذه المشكلة كقضية وطنية تستدعي تضافر كل الجهات الحكومية والاهلية والقطاع الخاص لمنع الازدواجية أو بعثرة الجهود.

ومن الجدير بالذكر ان السمنة والامراض المزمنة غير السارية هي مشكلة تقلقنا وتؤرقنا وكنا ومازلنا نضع الخطط والمبادارات المختلفة لمواجهتها ومن اهم التدخلات الوقائية والعلاجية تأتي برامج التوعية المستمرة وعيادات الاكتشاف المبكر في المراكز الصحية وبرامج الصحة المدرسية وعيادات التغذية العلاجية بالرعاية الاولية والثانوية.