من وحي حكايات كليلة ودمنة الشهيرة، افتتح متحف البحرين الوطني، مساء الخميس الموافق 23 أبريل 2015م، معرض "كليلة ودمنة حكايات عبر الزمن" بالتعاون مع متحف الأطفال بمدينة إنديانا بوليس الأمريكيّة، عبر استعادة شخصيات تلك الحكايات وعلاقاتهم والدروس والعبر المستقاة منها، وذلك بحضور رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي، وعُرضت خلال المعرض رسومات أصليّة ودليل رقميّ لكل من تلك الحكايات، في حالة فنية قيميّة تقدم في عدّة قوالب تتناسب وأنماط وفئات عمرية متعدّدة.
يضم المعرض عددًا من المقتنيات والمعروضات، التي تلامس حكاية كليلة ودمنة من عدة جوانب، الفنية منها، التاريخيّة، والقيمية الاجتماعية، من بينها ورقة أثرية من المخطوط الأصلي لكتاب كليلة ودمنة، شاشة عرض تبَث من خلالها صورٌ لمجموعة من أوراق المخطوط الأصليّ التي لا تزال موجودة، وأماكن عرضها أو تواجدها حول العالم، رسومات مصاحبة لكل قصة من القصص التي تم اختيارها، ألعاب تفاعلية للأطفال، عروض الكاليدوسكوب لأشكال وصور ملونة من قصص كليلة ودمنة موضوعة بين ثلاث مرايا مسطحة تعطي أشكالاً جميلة ومدهشة تتغير عند أقل تدوير، وعروض الأنيميشن المصممة خصيصًا لهذا المعرض، تصوّر حكايات كليلة ودمنة، وتقدّمها للجمهور الذي سيحظى في هذا المعرض بأنماط تلقٍ متعددةٍ سمعيًا وبصريًا وحسيًا.
وتقام رفقة المعرض مجموعة من الفعاليات المصاحبة التثقيفية والترفيهية الهادفة، من بينها محاضرة بعنوان "التراث والحداثة" قدّمتها صبيحة الخمير، وعدد من الورش المصاحبة المقدّمة للأطفال والتي تتنوع ما بين ورش كليلة ودمنة لتلوين الوجوه، ورشة إعادة التدوير، ورشة النحت وتشكيل الشخصيّات، ورشة رواية القصص، ورشة الدراما وغيرها، كما يضم المعرض مسرحًا يستعرض عددا من الحكايات البحرينية التراثية، والتي تنطوي على المبادئ والقيم الإنسانية ذاتها التي تتناولها قصص كليلة ودمنة، في إشارة إلى عمق وغنى الموروث الثقافي والإنساني البحرينيّ، وصلته بالثقافة العالمية، إضافة إلى خصوصيته المحلية، ويعدّ هذا المزج الفني والثقافي، انعكاسًا لرؤية هيئة البحرين للثقافة والآثار التي تحتفي هذا العام بالتراث، تحت شعار تراثنا ثراؤنا.
جدير بالذكر أن كتاب كليلة ودمنة يعدّ من نفائس الأدب العالمي الخالدة، وهو مجموعة قصص رمزية ذات طابع يرتبط بالحكمة والأخلاق يرجح أنها تعود لأصول هندية مكتوب بالسنسكريتية وهي قصة الفيلسوف بيدبا. كتاب يسرد مجموعة قصص خرافية أبطالها حيوانات، يهدف إلى النصح الخلقي والإصلاح الاجتماعي والتوجيه السياسي.
وكانت النسخة العربية من ترجمة ابن المُقَفَّع (142هـ، 759م)، ترجمها وزاد عليها بعض القصص، أما الترجمات التي نُقلت عن النص العربي مباشرة أو عن نصوص مترجمة عن النص العربي فهي: السريانية الحديثة، والإنجليزية، والفارسية الأولى ثم الثانية، والفارسية الهندية، والتركية واليونانية، والإيطالية، والعبرية، واللاتينية الوسطى، ثم اللاتينية القديمة، والأسبانية القديمة. أما الترجمات الأوروبية الأخرى، فأكثرها تُرْجم عن لغات وسيطة أخذت عن النص العربي مباشرة.