عقدت ندوة في ملتقى الأدب بمركز اكسبو الشارقة ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته السابعة، تناولت حقوق الطفل المعاق الفنية والإبداعية، شارك فيها الروائي فؤاد قنديل، والإعلامي أسامة مارديني، وأدارت الندوة الدكتور هويدا صالح. واعتبر المتحدثان أن للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة حقوق عدة، يجب على المختصين وكافة أفراد المجتمع العمل على تفعيلها والالتزام بها، خاصة تلك الحقوق المرتبطة بالجانب الإبداعي القادر على خلق مساحة تتسع لعرض الأفكار والرؤى المبتكرة، وتطوير أساليب الابتكار والإبداع، بما يتوافق مع ظروف هؤلاء الأطفال ممن يمتلكون قدرات إبداعية.
وعرض مارديني في حديثه لتجربة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تأسست منذ عام 1979، وما زالت تسير على نهجها في التعامل مع المعاقين، وحققت بهذا الصدد نجاحات عديدة في أكثر من مجال وأكثر من مستوى، لافتاً إلى أنها تتعامل مع أكثر من 3800 معاق من مختلف مستويات وأنواع الإعاقة، وتقدم لهم مختلف الخدمات اللازمة.
وأكد على أهمية العمل باستمرار من أجل تنمية قدرات ومهارات ومواهب المعاق الفنية والفكرية والثقافية، وإتاحة الفرصة للمعاقين، للمساهمة في تنمية وإثراء المجتمع، ولفت إلى أن هناك علاقة ما بين الإعاقة والإبداع، قد ترتبط بما يمكن تسميته نظرية التعويض، ودلل على ذلك من خلال إبداعات شخصيات عربية وعالمية لديها إعاقات ما. مؤكداً أن الإبداع لا يعترف بالإعاقة، ويتجاوزها، مهما كان نوعها وطبيعتها ومضمونها.
وبدوره، قال فؤاد قنديل، إن مسيرة البشرية تدلل في مختلف محطاتها ومراحلها على أن هناك دوماً اهتمام خاص بالأطفال، فالمستقبل المفتوح هو أمام الأطفال، كما أن تأسيس وبناء واستمرار الحضارات ليس بالأمر السهل، خصوصاً أنه يبدأ مع الطفل الذي هو مصدر كل نماء، وبالتالي لا بد من تشجيع الطفل على الإبداع. ولفت إلى أن كلمة حقوق تعني المطالب القانونية والإنسانية من دون سعي أو كفاح، ويبدأ هذا قبل أن يرى الطفل النور، والنظر إلى الطفل على أنه كائن خاص يختلف تماماً عن الشاب والكهل.
وتابع: الطفل حريص على معانقة الحياة من خلال اللهو وحب الاستطلاع والإقبال على المغامرة، لافتاً إلى أن الطفل غالباً ما يمتلك سمات خاصة، فهو مثلاً لا يكف عن تقييم الآخرين مهما كانت ظروفه وحالته وأوضاعه، سوياً أم معاقاً.
وأشار قنديل إلى أن الطفل فنان بطبعه، فهو ميال إلى الفنون بغض النظر عن حالته، ولا أبالغ إن قلت إنه يولد فناناً ويسعى دوماً إلى التغيير والتجديد.
وأكد ليس ثمة اختلاف جذري بين الطفل السوي وغير السوي، لافتاً إلى أن المعاق يتمتع بإرادة أكبر من الطفل السوي، ويتميز بالتركيز الكبير، ويحرص على أن يعكف على مواجهة التحديات التي تواجهه مهما كلف الأمر وطال الوقت.
وأشار إلى ان هناك في العالم أكثر من 750 مليون معاق، بمعنى وجود معاق واحد مقابل 7 أشخاص غير معاقين، وفي مصر هناك أكثر من 10 ملايين معاق. وأكد على ضرورة الالتفات لهم والحرص على توفير حقوقهم بدرجة كبيرة.
ووجه في ختام حديثه عدة نصائح، لا بد من اتباعها والتقيد بها، خصوصاً من قبل المعلم، ومن قبل الأسرة، في التعامل مع الطفل المعاق.