أنهت البحرين بنجاح كبير استضافة السباق الـ 11 في تاريخها للفورمولا 1 وسط حضور جماهيري مميز لتدخل بذلك العقد الثاني للاستضافة بثاني سباق ليلي على التوالي.

10 سنوات من التنظيم كانت كافية تماماً للارتقاء بثقافة الفورمولا 1 في البحرين سواء للجماهير أو للمسئولين عن التنظيم.

هذه الثقافة التي كانت تعني فيما تعني العمل الدقيق والمحكم والسلاسة في التحرك من دون تعقيدات وبوضوح كامل بحيث يعرف كل فرد دوره دون زيادة أو نقصان.

حلبة البحرين الدولية نجحت وبعد عقد من القيام بتكوين فريق عمل وطني مميز حتى أن الرئيس التنفيذي للحلبة الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة افتخر أكثر من مرة بأن فريق العمل بحريني بنسبة 100 في المئة تقريباً.

العنصر البحريني كان سباقاً للعمل في الحلبة منذ السباق الأول وبعد أن كانت الإدارة العليا للسباق من الأجانب تحولت مع مرور الزمن بتطور ثقافة الفورمولا 1 في البحرين وبتطور العنصر البحريني إلى إدارة بحرينية كاملة في ظل التميز الوطني في هذا المجال.

ما شهدناه في السباق الأخير كان مختلفاً تماماً عن كل ما شهدناه في السباقات العشرة السابقة وخصوصاً لناحية الوصول إلى الحلبة.

السلبية الوحيدة في سباق العام الماضي كان الازدحامات الشديدة خارج الحلبة من خلال التعطيل الكبير والذي منع بعض الجماهير من الوصول لما بعد منتصف السباق.

في هذا العام كانت الصورة مختلفة تماماً بل مقلوبة رأساً على عقب بعد أن تحولت عملية الدخول إلى الحلبة إلى عملية سلسة ومريحة وبأقل قدر من التعقيدات بل من دون أي ازدحامات خارج الحلبة.

تنظيم الدخول للحلبة كان أكثر من رائع إذ تم تقليل نقاط التوقف وكان التعامل مثالياً مع الجماهير وفي ظل خطة دخول وخروج محكمة حتى أن السباق الختامي شهد خروج الجماهير على كثرتها بسلاسة بعد أن تم فتح جميع الشوارع.

إدارة المرور استفادت من سلبيات العام الماضي وحولتها إلى إيجابيات وهو أمر يحسب لها، والحلبة في سباقها الـ 11 ودخولها العقد الجديد من السباقات تمكنت من التحول إلى التنظيم المثالي أكثر من أي وقت مضى.

ما نرجوه أن يستمر العمل بالسلاسة وبالطريقة نفسها، كما أننا بعد أن أتقنا التنظيم بهذه الصورة المثالية وبعد ارتفاع ثقافة الفورمولا 1 ليس فقط لدى الجماهير وإنما لدى جميع المنظمين، فإنه بات من المهم أيضاً أن يتحصل المتسابقون البحرينيون على الدعم الكافي لكي ينجحوا في بلوغ أعلى المراتب لأنه يمكننا بالفعل كما نجحنا في التنظيم أن ننجح في أن نكون السباقين على مستوى الشرق الأوسط.