لون البشرة، الإثنيَّة، أَو الطائفة، جميعها هويَّات فرعيَّة يمكن أَن تطغى على الحياة السياسيَّة في أَيّ بلد، والحلُّ لهذه المعضلة يحتاج إلى رؤية وطنيَّة مدعومة بخطوات شجاعة، وإرادة ثابتة؛ لتخطّي التخندق خلف هذه الهويَّات، أَو حدوث الأَسوأ، وهو الانفصال النفسي أَو الفعلي بين هذه الهويَّات على أَرض الواقع.
مثل هذه المشكلة قد تتواجد في بريطانيا، أَو تتواجد في جنوب إفريقيا، أو في أَيّ مكان آخر. ففي بريطانيا، أَدى شعور الاسكتلنديين (شمال بريطانيا) بأَنَّهم لا يحصلون على حصَّتهم كاملة من النظام السياسي للمملكة المتحدة، إلى إجراء استفتاء تاريخيّ العام الماضي، انتهى بالتصويت بـ 55 في المئة لصالح البقاء في المملكة المتحدة. وحاليّاً، فإنَّ الانتخابات البريطانيَّة العامَّة التي ستجرى في (7 ما يو/ أيار 2015) تشهد تحدّيات كبيرة للأَحزاب الرئيسيَّة، والتي تضطرُّ حاليّاً إلى إثبات أَنَّها تمثّل جميع المواطنين من دون استثناء.
وفي جنوب إفريقيا، أعلن قبل أَيَّام قياديٌّ برلمانيٌّ (بشرته سوداء)، واسمه مموسي مايماني (34 عاماً)، أَنَّه سيترشَّح لرئاسة حزب التحالف الديمقراطي، وهو أَكبر أَحزاب المعارضة في جنوب إفريقيا، والذي يتألف تقليديّاً من المواطنين من ذوي البشرة البيضاء. وتشير التوقعات إلى احتمال فوزه برئاسة الحزب، وهو ما سيؤهله لتوسيع قاعدة تأييد الحزب التي تقتصر حاليّاً على الأَقليَّة البيضاء، بحيث يمكن اجتذاب السود إِليه، ومنافسة المؤتمر الوطني الإفريقي.
الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني الإفريقي) يسيطر على الحياة السياسيَّة في جنوب إفريقيا منذ العام 1994، عندما انتخب نيلسون مانديلا رئيساً للبلاد، والمشكلة أَنَّ المؤتمر الوطني ثار على التفرقة العنصريَّة، وانتصر سلميّاً عليها بفضل مانديلا، لكنَّه الآن أَصبح مترهلاً وهدفاً لانتقاد الآخرين؛ بسبب دعاوى انتشار الفساد. ثم أَنَّه فشل في أَحد أَهمّ الأَهداف التي ناضل مانديلا من أَجلها، وهي خلق هويَّة وطنيَّة واحدة، تحت مسمى «أُمَّة قوس القزح»، وإنَّ التنافس الديمقراطي سيكون على أَساس البرامج التي تعزز هذه الهويَّة المشتركة، وليس على أَساس الهويَّة العرقيَّة.
كان بإمكان المؤتمر الوطني الإِفريقي أَن يقوم بمبادرات نوعيَّة - بحجم المبادرات التي كان يطرحها مانديلا - لكسر الهويَّات الفرعيَّة، لكنَّه لم يفعل ذلك إلى الآن، مما يفتح الفرصة لحزب الأَقليَّة البيضاء أَن يأخذ زمام المبادرة لتحقيق «أُمَّة قوس القزح» التي تسمو على الهويَّات الفرعيَّة.
أَمَّا في منطقتنا، التي ابتليت بالإرهاب والتطرُّف والاستئثار بالسلطة، فإنَّ الطائفيَّة أَصبحت وسيلة استراتيجيَّة للتخندق وتفريق المجتمعات، وخلق أَعداء وهميّين من أَجل شحذ الهمم تجاهها، وإلهاء الناس ببعضهم بعضاً.
من المؤسف أَنَّ منطقتنا تغرق في الطائفيَّة، وتعميق الهويَّات الفرعيّة التي تهزُّ الاستقرار من كل جانب، بينما تسعى الأُمم الأُخرى إلى عدم الوقوع في هذه المعضلات، وتشجّع على تخطّيها، وذلك لأَنَّ الاستسلام أَمامها لا يُحقّق أَمناً أَو عدلاً أَو استقراراً لأَحد.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4607 - السبت 18 أبريل 2015م الموافق 28 جمادى الآخرة 1436هـ
لقد
لقد نجحت امريكا وحلافائها فى الفتنه الطائفيه وناس ماصدقو ان يخرجوون احقادهم على الشيعة يقدروون اقولون ويش استفادو من الطائفيه الي استفاد الاجانب سلبو خيرات شعوووب المنطقة العربيه والحين فى البحرين وفى مناطقهم يصيحون من الاجانب قاتل الله الجهل والمشتكى لله
التخندق خلف الرموز الطائفية هو سبب غرق المنطقة في التحارب والإرهاب 0910
والعجيب نرى التحارب والفرقة والكراهية بسبب هذه الأحزاب الدينيه و المذهبية ومن يقف وراء تأسيسها وما نزال نردد بعد هذه الكوارث هم صمام الأمان هذا بالضبط ما كان يعتقد به شعوب الدول المتحضرة سابقاً هم موزعين صكوك الجنة
منطقتنا تغرق في الطائفية 0710
وأمام أعيننا نرى كوارثها وتعرف مع الأسف أسبابها ونستسلم أمام رموزها ومن أوقع المنطقة في هذا المستنقع الطائفي بحجة العدل والمساواة فهل بالعنصرية المذهبية والموروث التاريخي الحاقد للآخر والمكفر لأهم رموز الآخر نترجى الخير فمتا نحكم العقل بدل العاطفة الدينية ونقف بكل شجاعة ضد الأحزاب المذهبية جميعها
فليحضرون ويستفيدون من تجربتنا
فنحن بخير ومتقدمين على مستوى حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمساواة في جميع مناحي الحياة لكن مع شديد الأسف على الورق
وكلما إنتهت عاصفة أتتنا أخرى أشد منها، وللخلف والتدمير سر..
في منطقتنا، التي ابتليت بالإرهاب والتطرُّف، فإنَّ الطائفيَّة أَصبحت وسيلة استراتيجيَّة للتخندق وتفريق المجتمعات، وخلق أَعداء وهميّين من أَجل شحذ الهمم تجاهها، وإلهاء الناس ببعضهم بعضاً.
صح يادكتور
الله سبحانه وتعالى يقفر الذنوب جميعاً ما عد الشرك وعبادة الحجر والبشر والتوسل بهم الله لايحتاج لواسطه والجنه والنار بيده سبحانه وتعالى على مايصغون