اعلنت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء (15 أبريل/ نيسان 2015) ان اعادة استيعاب فائض النفط من الاسواق سيستغرق وقتا اطول من المتوقع، خاصة نتيجة الاتفاق حول الملف النووي الايراني الذي يوحي باحتمال زيادة جديدة للانتاج.
وحذرت المنظمة في تقريرها الشهري لنيسان/ابريل عن النفط من ان "اعادة توازن السوق" النفطية التي تدهورت اسعارها في الفصل الثاني من 2014 "قد تكون في بداياتها فحسب".
واشارت المنظمة التي تتخذ مقرا في باريس الى ان وضوح الرؤية على مستوى توقعات الاسواق لم يتحسن، بل تراجع في الاسابيع الاخيرة نتيجة مناخ "في تبدل مستمر".
وشكل الاتفاق الاطار حول الملف النووي الايراني المبرم في 2 نيسان/ابريل العنصر الرئيسي الجديد منذ تقرير المنظمة السابق، تغييرا كبيرا للمعطيات لانه يفسح المجال امام رفع الحظر الاميركي والاوروبي على صادرات المحروقات الايرانية.
واكدت المنظمة "ان احد الاسئلة المعلقة حاليا في الاسواق يتعلق بسرعة تزايد الانتاج والصادرات الايرانية في حال توقيع اتفاق نهائي".
واضافت ان ايران التي انتجت 2,8 ملايين برميل في اليوم في اذار/مارس "قادرة نظريا على انتاج ما لا يقل عن 3,4 الى 3,6 ملايين برميل في اليوم بعد اشهر من موعد رفع العقوبات".
كما ان ايران العضو في منظمة الدول المنتجة للنفط (اوبك) راكمت مخزونا كبيرا يقدر بحوالى 30 مليون برميل على الاقل، يمكن ان يصب في الاسواق بسرعة اكبر.
في الوقت نفسه قد تكون امكانية عودة ايران "بدات تشجع منتجين اخرين على زيادة عرضهم لحفظ مركز لهم في الاسواق" قبل هذا الاستحقاق.
لكن هذه التبدلات يجري فيما العرض في فائض كبير اصلا. وقدرت المنظمة العرض في الفصل الاول في 2015 بحوالى 94,5 مليون برميل في اليوم فيما بلغ الطلب معدل 93 مليون برميل في اليوم.
وتوقعت وكالة الطاقة الاميركية في مطلع الشهر ان رفع العقوبات عن ايران سيدفع بها الى تخفيض توقعاتها لاسعار النفط في 2106 بين 5 و15 دولارا. وقدرت المنظمة سعر برميل البرنت بـ75 دولارا للعام المقبل والنفط الخفيف (لايت سويت كرود) بسبعين دولارا.
واشارت الوكالة الدولية للطاقة الى عوامل اخرى تبقي الضغوط على الاسعار ومنها "سعر الدولار المرتفع الذي يجعل الخام المسعر بالدولار اعلى كلفة لاصحاب العملات الاخرى" اضافة الى المستوى القياسي للمخازين في الولايات المتحدة.
وخسرت اسعار النفط حوالى 50 بالمئة من قيمتها منذ حزيران/يونيو 2014 بالرغم من ارتفاع بسيط منذ مطلع العام الجاري.
وبلغ سعر برميل النفط الخفيف في نيويورك الاربعاء حوالى 54 دولارا فيما فاق البرنت في لندن 60 دولارا.
على مدى اقصر خفضت الوكالة الدولية توقعاتها لانتاج الدول خارج اوبك للعام 2015 نتيجة تراجع التوقعات بخصوص انتاج النفط الصخري الاميركي والرمال النفطية الكندية (نتيجة هبوط الاسعار) وكذلك بسبب الحرب في اليمن التي ادت الى تراجع انتاجه الى النصف.
وتوقعت ارتفاع الانتاج خارج اوبك حوالى 630 الف برميل في اليوم مقابل تقديرات بلغت 750 الفا في الشهر الفائت، لتبلغ 57,4 مليون برميل في اليوم.
اما اوبك فلديها سقف انتاج رسمي يبلغ 30 مليون برميل في اليوم، لكنه بلغ في اذار/مارس 31,02 مليون برميل في اليوم بعد قرار السعودية "رفع انتاجها الى مستويات قياسية" فيما شهد انتاج العراق وليبيا "زيادة كبيرة".
على مستوى الطلب زادت الوكالة التي تدافع عن مصالح الدول المستهلكة من توقعاتها للعام 2015.
واشارت الى توقع ارتفاع استهلاك النفط في العالم 1,1 مليون برميل في اليوم هذا العام ليبلغ حوالى 93,6 ملايين مليون برميل في اليوم نتيجة "تدني درجات الحرارة في الفصل الاول وتحسن بارز في المناخ الاقتصادي". في الشهر الفائت توقعت المنظمة زيادة من 990 الف برميل في اليوم، ليبلغ الاستهلاك 93,5 ملايين برميل في اليوم.
واضافت "برزت جيوب غير متوقعة من الطلب الكبير" لافتة الى ان ذلك يتجاوز كونه ردا على تدني اسعار النفط وقد يرتبط بمشتريات انتهازية او من اجل التخزين ربما "تكون مدتها قصيرة".