تسلم مرزوق احتجاجات كثيرة (مرة أخرى) على قبول جميع الاصناف في جمعية من لا برج لهم. وربما ذهبت الاحتجاجات بعيدا، إذ اعتقد بعضهم أن الجمعية ستقبل عضوية «الفري فيزا» قبل ان يقدموا إلى البحرين، بحيث تضاف في استمارة طلب استجلاب العمالة السائبة فقرة خاصة تطلب من «الفري فيزا» الانضمام بصورة تلقائية إلى الجمعية بمجرد وصوله إلى مطار البحرين. ولربما اعتقد بعضهم ان الجمعية ستفتح أبوابها لأولئك الاشخاص الذين يستجلبون «الفري فيزا» في حال خسر هؤلاء مواقعهم في المرحلة المقبلة عندما يتم ضبط المخالفات ويتم تقديم بعض المتلاعبين بالمصلحة العامة من أجل مصالحهم الأنانية...

وأود التأكيد على حق افراد «الفري فيزا» في الانضمام إلى الجمعية عندما يقدمون إلى البحرين ويكتشفون عبوديتهم وكيف ان مستعبديهم يستغلونهم من أجل زيادة الثراء الفاحش في مقابل إفقار أبناء جلدتهم، هؤلاء مظلومون أساسا وليس لهم ذنب لأنهم لم يكونوا على علم بدرجة الاستغلال التي سيتعرضون لها، ثم إنهم لا يشعرون بها، لأن حال الفقر التي يعيشونها في بلدهم الأم تجعلهم يقبلون بالعبودية. وهذا كان حال الأفارقة الذين استعبدتهم بريطانيا وأميركا قبل 500 سنة واستمر استعبادهم قرابة أربعة قرون. فالافارقة كانت حاجتهم للأكل تدفعهم للذهاب الى الساحل حيث البواخر تقدم لهم مأكولات لم يحلموبها، وبمجرد صعودهم الى البواخر تتحرك بهم الامواج لتنقلهم الى أوروبا ومن ثم الى أميركا حيث يتم استعبادهم.

هؤلاء الافارقة، وبعد مضي عدة قرون من استعبادهم، تمردوا وأصبحوا سادة على أنفسهم وعلى غيرهم... ولذلك فإن جمعية من لا برج لهم تود قبول عضوية «الفري فيزا» بهدف تحريرهم من جانب، ومن جانب آخر ستطرح اقتراحات ومشروعات لتحويل «الفري فيزا» إلى سادة على الذين استجلبوهم. فيمكن ان تعمل «جمعية من لا برج لهم» مع الحكومة الهندية لرفع دعوى ضد المستعبدين في محكمة الجنايات الدولية التي بدأت عملها في يوليو/تموز الماضي، شريطة ان تكون حصة «جمعية من لا برج لهم» نصف المبلغ التعويضي الذي ستفرضه المحكمة على المستعبدين. وبما ان المستعبدين سيعجزون عن دفع المبالغ المستحقة فإن الجمعية ستعرض عليهم العضوية بشرط ان يقوموا بخدمة «الفري فيزا» بالطريقة نفسها التي كان هؤلاء المساكين يخدمونهم...

أحد أصحاب مرزوق قاطعه قائلا: «والله إحنا ابتلينا بها الجمعية، كل يوم اتودينا في وادي والله يستر الى أين ستصل الامور!»