تستعد سلطات بنغلادش على ما يبدو لتنفيذ عقوبة الاعدام شنقا اليوم السبت (11 أبريل / نيسان 2015) في احد قادة حزب اسلامي ادين بمجزرة ارتكبت خلال حرب الاستقلال عام 1971 بعدما رفض ان يطلب عفوا رئاسيا.
وقال محامي محمد قمر الزمان الامين العام المساعد لحزب الجماعة الاسلامية ان عقوبة الاعدام شنقا بموكله قد يتم مساء السبت، بعدما كان مقررا في الصباح لكن تم تأجيل موعده.
ولم يتم اعطاء اي تبرير للتأجيل لكن وزير الدولة للشؤون الداخلية أسد الزمان خان صرح للصحافيين ان عقوبة الاعدام شنقا ستنفذ السبت في السجن المركزي في العاصمة بحق الزعيم الاسلامي البالغ من العمر 62 عاما.
وقال خان في تصريحات نشرتها صحيفة بنغالي دايلي بروثوم الو"سيتم تنفيذ عقوبة الاعدام شنقا بقمر الزمان اليوم (السبت)".
وقال محاميه شيشير منير لوكالة فرانس برس ان ادارة السجن قالت لاسرة قمر الزمان انه في امكانها زيارته مرة اخيرة بعد ظهر السبت. واضاف "هذا يدل على انه قد يعدم مساء".
وزار قاضيان قمر الزمان في السجن لمعرفة ما اذا سيطلب عفوا من الرئيس عبد الحميد ولم يدليا باي تصريح لدى مغادرة السجن.
وقال خان ان السلطات قررت ان قمر الزمان لن يمنح المزيد من الوقت ليطلب العفو. وصرح للصحافيين "كلا لن يمنح المزيد من الوقت".
وستنفذ عقوبة الاعدام بعد ان رفضت المحكمة العليا في بنغلادش الاثنين طلب استئناف قدمه قمر الزمان للطعن بالحكم عليه بالاعدام. وكانت "محكمة الجرائم الدولية" حكمت على الزعيم الاسلامي بالاعدام في ايار/مايو 2013 لادانته بعمليات قتل جماعي وتعذيب وخطف.
وكان قمر الزمان ادين في المجزرة التي وقعت في "قرية الارامل"، تسمية مدينة سوهاغبور الحدودية حيث قتل ما لا يقل عن 120 قرويا أعزل في حقول الأرز.
وبحسب الاتهام فان الزعيم الاسلامي كان احد قادة ميليشيا البدر الموالية لباكستان والمتهمة بقتل مثقفين في بنغلادش وبالاشراف على مجزرة "قرية الارامل" وشهدت ثلاث ارامل ضده في هذه المجزرة.
وكانت حرب الاستقلال عام 1971 ادت الى قيام دولة بنغلادش التي كانت منذ 1947 ولاية تابعة لباكستان تحت اسم باكستان الشرقية.
وفي حال تنفيذ العقوبة سيكون قمر الزمان الزعيم الاسلامي الثاني الذي يعدم بتهمة ارتكاب جرائم حرب رغم ان احكاما بالاعدام صدرت بحق اخرين.
وكانت الامم المتحدة دعت الاربعاء بنغلادش الى عدم تنفيذ عقوبة الاعدام لان محاكمته لا تستوفي "المعايير الدولية العادلة".
وقال المدعون ان قمر الزمان اشرف على المجزرة التي ذهب ضحيتها 120 قرويا اعزل على الاقل في قرية سوهاغبور الشمالية خلال حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971.
والنزاع الذي استمر تسعة اشهر ويعتبر الاكثر دموية في تاريخ البشرية، ادى الى قيام دولة بنغلادش التي كانت منذ 1947 ولاية تابعة لباكستان تحت اسم باكستان الشرقية.
والجماعة الاسلامية أكبر الاحزاب الاسلامية، متحالف مع حزب بنغلادش القومي، اكبر احزاب المعارضة بزعامة خالدة ضياء الذي يسعى لاطاحة حكومة الشيخة حسينة.
واتهم اعضاء في الجماعة بالوقوف وراء عدة تفجيرات منذ مطلع العام بما في ذلك ضد حافلات. واعمال العنف خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة افضت الى سقوط 120 قتيلا على الاقل.
ويتهم الاسلاميون الحكومة باستخدام "محكمة الجرائم الدولية" التي انشئت عام 2010 لاسكات المعارضة اكثر من احقاق العدالة. وتقول حكومة حسينة واجد ان المحاكمات ضرورية لبلسمة جراح النزاع.
ويهدد اعدام قمر الزمان باثارة اضطرابات جديدة في بنغلادش التي تشهد ازمة سياسية مستمرة منذ فترة طويلة.