يشكل التحكيم عنصرا أساسيا من أي منافسة رياضية، بل هو العنصر الأهم الذي تقوم عليه فكرة التنافس الرياضي.
لا شك في أن للحكام أخطاءهم وعيوبهم وهذا أمر طبيعي؛ لأن الحكم جزء من اللعبة يتأثر ويؤثر فيها، ويرتكب الأخطاء الساذجة منها بعض الأحيان حاله حال اللاعبين أو المدربين.
غير أن هناك الكثير من الحالات التي يمكن للحكم فيها أن يظهر قدرا أكبر من الهدوء والحيادية، فهو الطرف المتداخل مباشرة في جميع الكرات، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون بعيدا عن التداخل المباشر انفعاليا أو عاطفيا؛ ليتمكن من اتخاذ القرار الصحيح.
لجنة الحكام في الاتحاد البحريني لكرة السلة عقدت اجتماعا تنسيقيا مع ممثلي الأندية الأربعة المتأهلة للمربع الذهبي لدوري السلة، وبحضور مجموعة من الحكام لمناقشة قضية التحكيم في المربع.
هذه الخطوة لا شك في أنها خطوة جيدة وتذيب الكثير من الجليد بين الطرفين، غير أن الأهم فيها هو كيفية ضبط المباريات من قبل الحكام، بعيدا عن الانفعال المبالغ فيه، وبعيدا عن ترك الحبل على الغارب، إلى جانب كيفية تعامل الإداريين والمدربين واللاعبين مع هؤلاء الحكام.
هاتان القضيتان تمثلان حجر الزاوية الذي يمكن البناء عليه لتخليص التحكيم البحريني من عقدة شماعة الهزيمة؛ لأن التجربة أثبتت وبشكل عملي أن من يحتج أكثر وباستمرار داخل الملعب يكون عرضة أكثر لتلقي الهزائم.
الاحتجاجات المستمرة على القرارات التحكيمية لم تحقق بطولة لأحد، بل العكس هو الصحيح؛ إذ عادة ما يفوز الفريق الأقل احتجاجا؛ ليس لأنه أكثر استفادة من قرارات التحكيم ولكن لأنه الأكثر تركيزا.
فريق المنامة يعتبر أحد الأمثلة العملية في هذا الجانب، إذ كان الفريق وعلى مدار سنوات طويلة سابقة الأكثر احتجاجا على كل قرار تحكيمي، إذ يبدأ الاحتجاج من اللاعبين إلى المدرب إلى الجهاز الإداري إلى الجماهير، إذ يقف الجميع مع كل صافرة.
ويستتبع الاحتجاجات في داخل الملعب تصريحات هجومية في الصحف والتلفزيون، غير أن كل ذلك لم يغنِ عن الفريق شيئا، بعد أن ظل بعيدا عن نيل بطولة الدوري 6 مواسم متتالية.
في واحدة من تلك المواسم تمت مطاردة بعض الحكام من قبل الجماهير إلى خارج الملعب والنتيجة كانت خسارات متتالية.
المنامة الذي مر بمرحلة تجديد كاملة في الدماء كما في الفكر، هو الآن الأقل احتجاجا على التحكيم بين الفرق المحلية، بل هو الأكثر تعاونا مع الحكام في الملعب.
الفريق يسير في هدوء كامل لحصد الألقاب واحدا تلو الآخر، على رغم أنه يتضرر حاليا من بعض قرارات الحكام أضعاف ما كان يتضرر منه في السابق، بل انه سابقا بمساعدة التحكيم فشل بالتتويج، وحاليا يسير بثبات مهما كانت القرارات مجحفة بحقه، بل إنه لا ينبس ببنت شفة اتجاه قرارات مجحفة وواضحة.
والمثال العملي الآخر مدرب النجمة رؤوف حبيل، الذي كان لا يخرج من مباراة من دون صراع مع الحكام، حتى وصل به الأمر في إحدى المرات إلى حمل كاميرا لتصوير تحركات الحكام وقراراتهم من على خط الملعب وهو يدرب فريقه!
حبيل الذي كان مشهورا عنه تصريحاته الساخنة اتجاه الحكام بعد كل لقاء كان فريقه في ذلك الوقت يحتل المركز الأخير في الدوري، والآن بعد أن تحول إلى أحد أقل المدربين احتجاجا، وجدنا أن فريقه بات في القمة بل بات ثاني أفضل فريق هذا الموسم.
هل الحكام هم من تغيروا أم أن الفرق هي من غيرت تعاملها؟ الجواب واضح تماما... لا يوجد حكم في العالم يمكن أن يمنحك بطولة، صحيح قد يظلمك، ولكن بيدك وحدك أن تحول هذا الظلم إلى خسارة أو تحوله لحافز من أجل الفوز.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4595 - الإثنين 06 أبريل 2015م الموافق 16 جمادى الآخرة 1436هـ
لا يمكن
لا يمكن لحكم أن يعطيك بطوله ولكن يمكن لحكم بصافره واحده يمكن ان يضيع عليك مجهود موسم كامل.
جملة اعتراضية
" بل انه سابقا بمساعدة التحكيم فشل بالتتويج"
هذه الفقرة تحتاج للتأمل ،، ومامدى مصداقيتها ،،، أرجو من الكاتب العزيز أن يراجعها ..