مساء الأربعاء (1 أبريل/ نيسان 2015) شهدت البحرين تصاعداً للأتربة غطت الطرقات والمنازل والسيارات بل إنها غطت كل شيء، وكانت الرؤية محدودة بسببها، وهذه العاصفة الرملية التي حملت الأتربة معها، وقال أحدهم وهو يصف ما جرى له: «ذهبت للمنزل هرباً من الغبار، ولكنني تفاجأت بالغبار في المنزل يستقبلني».

وأعلنت السعودية تعليق الدراسة في المدارس والجامعات بعدد من المناطق بشكل احتياطي وفي وقت مبكر، وكان الجميع في البحرين ينتظر أن تصدر وزارة التربية والتعليم بياناً إلا أنها لم تصدر أي بيان لا بالتأكيد على الحضور أو بالإعلان عن إجازة، وظلت النكات تتناقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

إلا أن المفاجأة أن الوزارة لم تعلن عن قرارها إلا في صباح اليوم التالي وبعد خروج الطلبة والطالبات للمدارس وقرار الكثير من أولياء الأمور بعدم ذهاب أبنائهم وبناتهم للمدارس بشكل احتياطي.

طبعاً القرار كانت له تبعاته، هناك طلاب وطالبات عادوا أدراجهم، وكانت الفصول ومكاتب المدرسين في معظمها «مغبرة» تحتاج إلى التنظيف.

وموجة تصاعد الأتربة وما صاحبها من تدنٍ للرؤية في الطرقات وقرار وزارة التربية والتعليم، ينطبق على واقعنا السياسي الذي لا يمكن التنبؤ بما يحمل معه في الغد في ظل أزمات إقليمية متصاعدة وتوتر متزايد. فضلاً عن أن وضعنا الداخلي جامد، يوتره أشخاص لا يهمهم إلا التحريض على كل من يختلف معهم في الرأي حتى لو اختلقوا لهم في كل يوم ألف كذبة وكذبة.

ما يمنع تصاعد الأتربة السياسية هو الخروج مما يعانيه الوطن بحل سياسي شامل لن يكون هناك خاسر فيه مادام الوطن رابحاً إلا المتملقون.

وقفات

- يشتكي أهالي الهملة من الطرقات «الخربانة» والصرف الصحي إليه «مو راضي يستوي»، ولا يعلمون متى تنتهي الوزارة من أعمال الصرف الصحي.

- مجلس النواب وفي موضوع التوظيف في وزارة التربية والتعليم فشل مرة أخرى في الخروج من قوقعة الفئوية التي لازمته منذ العام 2002 على رغم عدم وجود المعارضة وضعف الجمعيات السياسية القريبة من السلطة، فأين يقع الخلل؟