جون ألين. هو جنرال في البحرية الأميركية، لكنه متقاعد. عُيِّن منذ شهور منسقاً للعمل العسكري الدولي ضد داعش في العراق وسورية. قبل فترة، وخلال عرضه أمام الكونغرس الأميركي لـ «إنجازات» التحالف ضد ذلك التنظيم قال: «إن داعش فقد نصف قيادته الموجودة في العراق والآلاف من محاربيه الأشداء بفضل الهجمات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة».
هذا التفاؤل من الجنرال ألين، تقابله رؤية اتساع في قدرة التنظيم في غير مكان من سورية والعراق وليبيا. ربما كانت معركة تكريت الأخيرة حالة مختلفة، لكن في الأعم فإن التنظيم باقٍ ويتمدَّد كما هو شعاره. وهو أمر يدعونا للتأمل في كيفية توصل ألين إلى تلك النتيجة المتفائلة، في ظل ما نراه على الأرض، والذي يخالف ما توصل إليه حتماً.
ولكي لا نجادل في ذلك كثيراً يمكننا الاستعانة بما ذهبت إليه جينَّا جوردان، وهي أستاذة مساعدة بمدرسة سام نن للشئون الدولية التابعة لمعهد جورجيا للتكنولوجيا، ونشرته صحيفة «واشنطن بوست» في مقال لأحد كتَّابها وهو ديفيد إجنيشس. ملخص ذلك القول هو أن جوردان ترى أن سياسة «قطع الرأس ليس استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب».
فهي ترى أن الإجهاز على كبار قادة التنظيم «لا يعزز احتمال الانهيار التنظيمي للجماعة، وإن وقطع رؤوس مثل هذه الجماعات ينطوي في الغالب الأعم على آثار عكسية بالنسبة للمنظمات الأصولية والانفصالية الأكبر والأقدم». لاعتقادها بأن ذلك يؤدي إلى توالدها بشكل دائم على هيئة فروع صغيرة ما تلبث أن تكبر وتتوحش.
أهم ما قدمته جينَّا هي أن دراستها وتحليلها لـ289 حادثة لزعماء جماعات إرهابية أو حركات سياسية مسلحة تمت تصفيتهم منذ العام 1945 ولغاية العام 2004 لم يؤد إلاَّ لانهيار 30 في المئة منها. أما الحركات والجماعات ذات التوجه السياسي الديني فإن نسبة الانهيار فيها لا تتعدى 5 بالمئة في حال اغتيلت أو قُتِلت زعامتها، بل إن نسبة الأمل في تفككها يكون بوجود قادتها، ربما بسبب المشاكل التنظيمية لتلك الجماعات وانشطار أفهامها لظروف الميدان.
ورغم الفارق فإن جوردان تعرض لحالة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس كمثال على ذلك، حين لجأت تل أبيب إلى تصفية قادة حماس منذ العام 1995 دون أن يؤثر ذلك على حركتها وقوتها رغم مضي زهاء العشرين عاماً. ثم تعرض لتجربة تنظيم القاعدة أيضاً، حيث وجهت الولايات المتحدة الأميركية 109 من الضربات إلى قيادات تنظيم القاعدة بين عاميْ 2001 و2011 لكن ذلك لم يؤثر على عملها ولا على توالدها بحسب رأيها.
الحقيقة، أن ما قالته جينَّا جوردان هو رأي حصيف جداً، لكني لم أجد رأياً لها عن البديل والواقعي لتلك المعارضة لسياسة قطع الرؤوس، أو ربما لم يقم ديفيد إجنيشس باستعراضه في المقال، لكن ذلك يفتح لنا آفاق الحديث لأن نعرض لما يمكن أن يكون نقداً لذات الموضوع. نعم، هي معركة تتطلب قتالاً حربياً صدراً بصدر، لكن الحلول الأخرى الموازية لا ينبغي أن تكون غائبة عنا، ومن أهمها إيقاف التعامل مع تلك التنظيمات الإرهابية وعدم اعتبارها «ورقة» يمكن لأحد أن يحقق بها انتصارات.
بمعنى، ترك «التواصل» الخفي مع تلك الجماعات من قِبَل بعض أجهزة الاستخبارات العالمية، التي تعتقد بأنها قادرة على توظيفها لتحقيق أغراض محددة. هذا أمر مهم جداً. بالتأكيد لا توجد أشياء ملموسة عن تلك العلاقات المشبوهة، لكن الأكيد، أن تنظيماً محاصراً من كل مكان كما يُقال، لا يمكنه أن يبقى قادراً على الحركة والتمدد بل وبالقيام بالفعل دوماً دون عون من أحد.
في وقت سابق، كنا نقول ان قدرة التنظيم على توفير الأمن لنفسه وأعضائه، وإنشائه لمركز اتصالات لتوحيد شبكة التواصل الداخلي والعالمي، وتعيين مندوبين له بغرض التجنيد من أوربا وآسيا وإفريقيا فضلاً عن السلاح بأنواعه والسيولة الدائمة، يعني أن هناك دعماً وتسهيلاً له من أطراف ما. هذا أمر لا يمكن أن يعارضه منطق ولا استقراء.
بل مؤخراً أعلن تنظيم داعش أنه بصدد إنشاء شبكة هاتف محمول خاصة به في محافظة الرقة السورية، وفي المناطق الشرقية من سورية، ستمكِّنه من قطع أي اتصال غير آمن بالشبكات الأرضية واللاسلكية في محيطه. فهل يتصور عاقل أن ذلك يحدث دون مد تقني أو لوجستي سخي لذلك التنظيم كي يقوم بما أعلن عنه؟! هذا مُحال.
الموضوع ليس مع داعش فقط، بل في غيرها من التنظيمات. فطالبان في أفغانستان مازالت قوية، رغم أن كل الدول المحيطة بأفغانستان تقول إنها تقاتلها كباكستان وإيران وطاجيكستان وتركمانستان. ذلك الحال يتكرر مع «بوكوحرام» في نيجيريا أيضاً، فرغم أن الدول المحيطة بنيجيريا وهي الكاميرون وتشاد والنيجر يقاتلونها، إلاَّ أنها مازالت قوية.
هذا أمر واضح، وهو أن هناك مَنْ يدعم مثل هذه الجماعات لأهداف يعتقد أنها يمكن أن تتحقق عبر تلك الجماعات. وبالتالي، حتى لو أبِيْدت كل قيادات تلك التنظيمات، فإن هناك مَنْ سيقوم بإنشاء بدائل من رمادها بمساعدة قوى لها إمكانات دولة. هذا الأمر يجب أن يكون معلوماً، لأنه وبخلاف ذلك لن تُجفَّف منابع الإرهاب، بل سينهض كلما ضُرِب.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ
ايران هي الرافد الأساسي للارهاب
ايران هي الرافد الأساسي للارهاب
ولا تنسى ايضا أنها
هي المسؤولة عن بركان اندونيسيا وعن موجات الغبار وعن الغباء المعشعش عند البعض باقي بس تقولون انها المسؤولة عن حرب المئة عام بين فرنسا وبريطانيا . مخوخ آخر الزمان
الاخ محمد سلام الله عليك ،لابد انك اطلعت على موضوع - المسكوت عنه في تكريت - معلومات يشيب لها الولدان
تكفي هذه المعلومة ، الكلام محاربة الارهاب وداعش والمخفي تزويد باحدث الاسلحة واجهزة الاتصالات وحماية الرؤوس الكبيرة وتدريبها باحسن الخبراء ، وهذا يتكرر في جميع مناطق الارهاب ، والسياسة نجاسة لا يمكن ان تطيح على مراميها ولا تصدق ما يحدث فيها ،هذه الازمات في الاربع السنوات تكشفت للمتابع اشياء كثيرة كانت طوال السنوات مخفية وغير مصدقة ، مصالح دولية ،ولا يوجد انسان او حقوق انسانية ؟؟؟!!
من مواصفات الذئاب
من مواصفات الذئاب أنها حيوانات انتهازية تأكل الجيفة والقمامة وبني البشر وليس لها أمان
الأخ محمد
تعلم بأن آخر الزمان يموت الحكماء ويبقى الجهلاء انظر لمعركة تكريت لولا التحالف مأرجعت والحشد يكابر ويسرق ويحرق ظنا منهم بأن عملهم يحصلون علي الجنه