يحلو الحديث هذه الفترة عن النهائي التاريخي لكأس الملك لكرة القدم والذي سيُقام مساء غد بين فريقي البسيتين والحد، والنهائي تاريخي (جداً) لأنه يجمع هذين الفريقين لأول مرة في ختام هذه المسابقة الغالية، فالحد لم يسبق له التأهل لهذه المرحلة، بينما البسيتين يصل إليها للمرة الخامسة، ولكن دون الحصول على فرصة رفع الكأس، وكان يكتفي بالفضة في النهائيات الأربعة السابقة (2003، 2010، 2011 والموسم الماضي 2014).
نحن كإعلاميين وكذلك المُحايدين يتمنون بأن يُشاهدوا مهرجاناً رياضياً متكاملاً، يُتوج بمستوى فني كبير بين الجانبين، لا يهمنا من سيرفع الكأس في النهاية، بل يهمنا أن تكون المباراة على مستوى الحدث، فالاتحاد البحريني لكرة القدم من خلال تعاقده مع إحدى الشركات المُتخصصة بتنظيم مثل هذه الفعاليات أراد تحول الحفل الختامي لمهرجان كبير وأيضاً تم تخصيص العديد من الجوائز للجماهير من بينها 3 سيارات ومبالغ مالية وتذاكر سفر، ولكن كل ذلك من أمور تنظيمية في جانب، وما سيقدمه الفريقان في جانبٍ آخر، فالمستوى الفني نأمل أن يكون مرتفعاً بالإضافة للحماس والإثارة والتنافس من أجل الفوز بالبطولة.
وكل الأمور تبدو محفزة لأن يكون النهائي مُثيراً، وأن يكون التنافس حاضراً بقوة، والسبب في ذلك أن البسيتين يُريد أن يكون (ذهبياً) في هذه البطولة بعد أن (شبع) من طعم الفضة في المرات الأربع السابقة، فالوضع سيكون مختلفاً للغاية في حالة الفوز بالكأس هذه المرة، وطبعاً سيتم نسيان عدم النجاح في الوصول للذهب في المرات الأربع السابقة.
أما في الجانب الآخر، فإن الحد سيخوض النهائي التاريخي الأول له منذ التأسيس قبل 70 عاماً بالتمام والكمال، ولا أحد يُنكر أن السبب الرئيسي وراء تقدم الفريق ووصوله لهذا الحد من التنافس على البطولات يعود للرئيس أحمد المسلم الذي بذل من ماله وجهده الكثير، دون إغفال الجهود الإدارية الأخرى من قِبل جميع الحداويين.
في النهاية الانجاز لو تحقق فسيُسجل باسم النادي بكل تأكيد، لكن الرئيس المسلم سيكون هو (القائد) الذهبي لهذا الفوز، بعد أن نقل ناديه من القاع إلى القمة، وأصبح أحد الأرقام الصعبة محلياً، ووصل صدى تنافسه للخارج أيضاً.
بين هذا وذاك، فإن طريق الذهب لا يكون مفروشاً بالورود، وكل المشوار السابق في المراحل الماضية بكفة، ومباراة الغد بكفة أخرى، فمن يُرد الذهب عليه أن (يحرث) الملعب عرضاً وطولاً، وحينها نحن سنكون المستفيدين في النهاية من مشاهدة مباراة تليق بمستوى الحدث. فأين ستستقر الكأس غداً، في «نادي الذهب»، أم بين أيدي «الرئيس الذهبي»؟
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ