دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إلى دعم ومساندة المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة على رعاية الأيتام، واصفاً ذلك بأنه «أمانة عظمى ومسئولية كبرى».
وأكد القطان أن دعم ومساندة تلك المؤسسات والجمعيات يجعلها تلقى الانتشار الواسع والعطاء الممتد.
جاء ذلك في خطبة القطان يوم أمس الجمعة (3 أبريل/ نيسان 2015)، والتي ركّز فيها على الحديث عن الأيتام، وذلك بمناسبة يوم اليتيم العربي الذي يصادف الأول من شهر أبريل من كل عام.
وقال: «إن واجبنا أن نتعاون جميعاً في الدعم والمساعدة لقضاء حوائج الأيتام، وإدخال السرور على أنفسهم، وكشف كربهم».
وأشار إلى أن «العالم العربي يحتفل في أوائل شهر أبريل من كل عام باليتيم، ليذكر بهذه الفئة المهمة من المجتمع، لإدراكه أهمية اليتيم في بناء المجتمعات والنهوض بها، وليذكر الناس بهذه الفئة، التي كادت أن تنسى عند بعضهم، وقد سبق الإسلام المجتمع الدولي، منذ فجر الإسلام، للاهتمام باليتيم، والأمر برعايته وكفالته، وحفظ حقوقه، والحث على تربيته والقيام بشأنه، والتحذير من ظلمه، وأكل أمواله، وقد قام المسلمون بذلك خير قيام فكفلوا الأيتام، وأنشأوا المبرات، وأوقفوا الأوقاف على كفالة الأيتام ورعايتهم، ونشأ من الأيتام من كان مفخرة وعزاً للمسلمين، وكان شمساً تستضيء به الدنيا، ويسترشد به الناس على مر الدهور».
وأضاف «لا عجب إذا رأينا استمرار هذه الرعاية والعناية بالأيتام من قبل المسلمين، وتسارعهم في كفالة اليتيم، والمسح على رأسه، وكفكفة دموعه، فهذا عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يضرب لنا خير قدوة وأسوة، في كفالة الأيتام والقيام على أمرهم، والعناية بشئونهم، وتلمس احتياجاتهم، فيصدر أمره السامي في 14 من شهر يوليو/ تموز العام? ?2001، إلى المؤسسة الخيرية الملكية، بكفالة جميع الأيتام البحرينيين وأمهاتهم من الأسر المحتاجة».
وأكد أن «المؤسسة استطاعت بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل الرعاية الكريمة لجلالة الملك من كفالة أكثر من خمسة آلاف يتيم من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى حوالي خمسة آلاف أرملة، وتقوم هذه المؤسسة التي أسسها جلالة الملك، وكلف نجله سمو الشيخ ناصر بن حمد برئاستها، والذي حرص منذ توليه على تطويرها وتحقيق رؤى وتطلعات جلالة الملك، حيث تقوم هذه المؤسسة بتقديم الكفالة المادية لهؤلاء الأيتام والأرامل بصورة ميسرة ومستمرة، للوفاء باحتياجاتهم اليومية، وتوفير المعيشة الكريمة لهم».
وتابع «كما توفر لهم الرعاية التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، وما هذه الأعمال وغيرها الكثير مما يقوم به جلالته لأبناء شعبه الوفي، إلا إيماناً منه بأهمية هذه الفئة من المجتمع وعظم تأثيرها عليه، فكان بحق نعم الأب الراعي لهم الساهر على مصالحهم وشئونهم».
ولفت إلى أنه «في هذا المجتمع البحريني الآمن، نجد أن لرعاية الأيتام بيننا نصيباً وافراً، على مستوى القيادة والشعب، ومجتمعنا ـ بحمد الله ـ مجتمع متراحم مترابط متماسك، يسوده العطف والرحمة والإحسان، وندرك أن من واجبنا أن نقوم على هذه الحقوق، تجاه هذه الفئة الضعيفة من المجتمع، وهذا هو عزنا ونصرنا ورفعتنا... لقد انتشرت في بلادنا مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والمؤسسات والجمعيات الخيرية، وانطلقت بمنهج خاص، يستمد نهجه وسيره من تعاليم الإسلام».
وأفاد بأن «ديننا الإسلامي الحنيف حث على كفالة اليتيم، بالرعاية التامة، والتربية القويمة، والمحبة الكاملة، وجعل ذلك من أهم الأسباب التي ترفع منزلة المؤمن، ليكون قرين النبي (ص)».
وأكد أن «الإسلام أوجب على أتباعه رعاية اليتيم، وحرم إهماله وإذلاله وقهره، لما يؤدي إليه ذلك من تأثير على سلوكه مستقبلاً، وإشعاره بالضعف، ولهذا أمر الله تعالى الأوصياء على اليتامى، بإحسان المعاملة، والقيام بأمرهم، وكفالتهم، وتأديبهم، وتعليمهم وتوجيههم، حتى يتربوا على الخير، وينشأوا على مكارم الأخلاق وجميل العادات، ويجدوا في ظل من يرعونهم كل عطف ومحبة ومودة وحنو وإخلاص».
ونبّه إلى أن «تعاليم الإسلام ومبادئه وقيمه السامية غابت عن أقوام غلبت عليهم متع الحياة الدنيا وشهوات النفوس، فلم يحفظوا ليتيم حقاً، ولم يرعوا له مالاً، ولّاهمُ الله تعالى أمر اليتامى فبددوا أموالهم، وأكلوها إسرافاً وبداراً، وآخرون لا وصاية لهم على اليتامى، لكنهم لم يسلموا من أذاهم وشرهم، استغلوا ضعف اليتيم، وقلة حيلته، فهضموا حقه، واجترأوا على أكل ماله، ألا يعتبر هؤلاء بأقوام دار عليهم الزمان، وعدت عليهم العوادي، واجتاحتهم صروف الليالي فاستدار عزهم ذلاً، وغناهم فقراً، ونعيمهم جحيماً، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس». وقال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إن «الإسلام حذّر الأولياء من التصرف بمال اليتيم، إلاَّ بما يعود عليه بالمصلحة والمنفعة، فإذا بلغ أشدَّه، فيجب أن يسلم له جميع ماله، ولا يجوز للوصي أن يبخس أو يأخذ منه شيئاً إلا بطيبة نفس من اليتيم، بعد أن يبلغ أشده، ويحصل رشده، فكل تصرف في مال اليتيم لا يقع في دائرة ما هو أحسن، فهو محظور ومنهيٌّ عنه، فأكل ماله طمعاً فيه، واستضعافاً له، محرم ومنهي عنه، وتجميد ماله وعدم استثماره بالتجارة أو الصناعة أو الزراعة، محرم ومنهي عنه، وإهماله وعدم صيانته محرم ومنهي عنه».
العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ