أعلنت الولايات المتحدة أمس الجمعة (20 مارس/ آذار 2015) أن المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران بشأن البرنامج النووي لطهران ستُستأنف «الأسبوع المقبل»، بعد خمسة أيام من المشاورات الدولية في لوزان.
يأتي ذلك بعد أن دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت متأخر أمس الأول (الخميس) شعب وقادة إيران إلى اغتنام «أفضل فرصة تتاح منذ عقود» أمام الدولتين لتصحيح علاقتهما عبر التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، وحذر من أنه يبقى هناك الكثير من العمل لإنجازه في المفاوضات الجارية.
لوزان، طهران - د ب أ، أ ف ب
ذكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (الجمعة) (20 مارس/آذار 2015) أن الولايات المتحدة وإيران ستأخذان فترة استراحة قصيرة من محادثاتهما النووية في لوزان بسويسرا، ويستأنفان اجتماعاتهما هناك يوم الأربعاء.
وقال دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيعود إلى طهران لأيام قليلة؛ بسبب عطلات عيد «النيروز»، ومن المقرر أن يلتقي كيري نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في إحدى العواصم الأوروبية اليوم (السبت) لمناقشة اتفاق معتزم بشأن برنامج إيران النووي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني أنه لا مبرر للقلق الذي تبديه بعض دول المنطقة من الاتفاق النووي المحتمل بين بلاده ومجموعة «5 + 1» (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا).
وأضاف ظريف في تصريحات لقناة «العالم» الإيرانية أمس من لوزان حيث أجرى مباحثات مع كيري: «أدعو بعض دول المنطقة التي تبدي قلقها من الاتفاق النووي إلى إعادة النظر في مواقفها ورؤاها». وتابع أن بعض دول المنطقة التي تعتبر أن الاتفاق النووي يضر بمصالحها ينبغي أن تفكر ما هي مصالح المنطقة وشعوبها.
كان رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل حذر أخيراً من أن التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي «قد يدفع دولاً أخرى في المنطقة لبدء تطوير وقود ذرّي». وقال الأمير تركي: « قلت دائماً، مهما كانت نتيجة هذه المحادثات فإننا سنريد المثل».
ودعا ظريف الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في «5 + 1» إلى التخلي عن الضغوط التي يمارسونها في المفاوضات النووية والموافقة على اتفاق. وفي ما بدا ردا على الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي دعا إيران إلى الاختيار بين طريق العزلة أو اغتنام «فرصة تاريخية»، قال ظريف إن الطرف الآخر هو الذي عليه أن يتخذ القرار.
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت متأخر أمس الأول (الخميس) شعب وقادة إيران إلى اغتنام «أفضل فرصة تتاح منذ عقود» أمام الدولتين لتصحيح علاقتهما عبر التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، وحذر من أنه يبقى هناك الكثير من العمل لانجازه في المفاوضات الجارية.
وخلال رسالته السنوية بمناسبة عيد «النيروز»، توجه أوباما إلى شعب وقادة إيران. وقال في رسالته المصورة إن «أمامنا هذا العام أفضل فرصة تتاح لنا منذ عقود لنسعى إلى مستقبل مختلف بين بلدينا». وأضاف أن «الأيام والأسابيع المقبلة حاسمة جداً. شهدت المفاوضات تقدما ولكن لاتزال هناك فجوات»، مشيراً إلى «هناك أشخاص في بلدينا وخارجهما يعارضون الحل الدبلوماسي».
ويعارض الجمهوريون في الولايات المتحدة والمحافظون في إيران فضلاً عن إسرائيل ودول الخليج التوصل إلى اتفاق نووي.
وتابع أوباما «رسالتي لكم شعب إيران أنه علينا أن نرفع صوتنا سوية من أجل المستقبل الذي نسعى إليه». وترجم خطاب أوباما إلى اللغة الفارسية وتضمن مناشدة خاصة إلى الشباب في إيران الذين لم تعرف غالبيتهم سوى العلاقات المتوترة بين بلدهم والولايات المتحدة.
العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ