يبدو أن الإرهاب لا يقرأ، وإذا قرأ لا يفهم، وإذا فهم لا يعنيه موضوع القراءة، وإذا عنَتْه فمن باب العلم بالشيء، والعلم بالشيء للعلم به فقط كارثة، وفي كثير من الأحيان، يكون مثل ذلك العلم جهلاً.
الله الذي نعرف ونؤمن به ليس قاتلاً؛ ولم يدْعُ إلى القتل بالمزاج والهوى، و»داعش» في القتل والذبح والحرق والصلب تجد بهيميَّتها ووحشيتها وأرواحها المضطربة.
الله الذي نحبُّ وأمر بالمحبَّة ليس الله الذي تمارس «داعش» كراهيتها على الناس باسمه. الله الذي وسعتْ رحمته كل شيء ليس الله الذي تقدّمه للناس بدمويتها؛ وتُكره الخلق على أن يكونوا نُسخاً عنها.
الله الذي خلق فصوَّر وأحسن خلقه، ذلك الذي تدَّعي أنها باسمه تجتاح الحدود، وتنتهك الأعراض، لم يخلق الخلق كي تعيد «داعش» النظر في ما صوَّره، اجتثاثاً لكل حسَن وجميل، وتكريساً لكل قبيح ودميم، ذلك الذي تطلع به على العالم، ليس على مستوى الهيئات والأشكال؛ بل على مستوى النفوس المريضة والكريهة.
الله الذي لم يجبر خلقه على الإيمان به، ليس الله الذي تُدخل باسمه «داعش» الناس إلى دين مُشوَّه ودمويٍّ، وهي أقرب إلى شياطينها من الله الذي نعرف ونؤمن به.
بحب الله الذي نعرف ونؤمن، ويعرف الناس ويؤمنون، تتسع مساحة الجمال والنور، فيما الله الذي تدعو إليه، وهو شيطانها واقعاً، لا يصدر عنه إلا تمدُّد القبح، وطغيان الليل.
والاطمئنان هو ما يريده الله لكل مخلوقاته. الله الذي نعرف ونؤمن به، فيما الله الذي تدعو إليه «داعش»، لم يترك شبراً من الأرض إلا وحوَّلها إلا اضطراب يتبع اضطراباً، ورعباً يتبع رعباً، ولا أحد ممن لديه شيء من عقل، يرى في ذلك ضرورةً من ضرورات إحياء الله في النفوس، واستقراراً للأرض ومن عليها.
خلق اللهُ الذي نعرف ونؤمن به الناسَ كي يتعارفوا، بينما الله الذي تدعو إليه، وبالممارسة، يدفع الناس كي يتناحروا، ويضرب بعضهم رقاب بعض. تماماً كالذين عبدوا آلهة الجاهلية الأولى، فيما «داعش» تدشِّن جاهلية لم يعرفها الإنسان في تاريخه، وباسم الله وباسم الدِّين الذي تدعو إليه.
ذبحتم البشر والذاكرة معاً، والله أحيا الأول ليكتشف طاقته ويُصيِّرها في طريق دفع الحياة إلى مزيد من الفضاءات التي تمنح العقل قدرته على الاكتشاف، وما ينتج عنه، أرضاً لا تحجر عليه ولا تحدُّ من إمكاناته، وأحيا الله الثانية لتكون مرجعه في العِبرة واللجوء والاغتراف منها؛ ما يقيم اعوجاجه في الراهن من حياته، والمقبل منها.
الله الذي نعرف ونؤمن به، ترك للخلق خيارات في الحياة، ترك لهم نجْدين، ولم يفرض عليهم أحدهما، خيراً أو شرَّاً؛ بينما الذي تدعو إليه «داعش»؛ بل تريد للخلق أن يكونوا بهائم في حظائرها، وأنعاماً تعلف الذل والجهل والظلام والوحشية.
حتى أجدادهم قبل أن يهتدوا للدِّين السمح، لم يتجرَّأوا، على رغم الجاهلية التي وُصموا بها، على الحرمات والأرحام والأبرياء والضعفاء والعُزَّل. لم يقربوا معشار ذلك أيضاً؛ على رغم أن إلههم هواهم، وأنفس «داعش» بآلهة الهوى تكتظ وتضج.
كأنه تبادل أدوار ذلك الذي تمارسه. كلما رحلت أمة طاغية ورثت أختها، وبين الوراثة تتعدَّد اللعنات وتمتدُّ، تماماً كالذين يلِجون النار. النار التي تسجِّرها اليوم في المدن والمتاحف والمكتبات. إرثٌ تجاوزت به الذين سبقوها، ولن يأتي بعدها من يبلغ معشار ما بلغته من دموية وانحطاط ونماذج فشل.
ستدَّخرها الأمم لفصول لن تنتهي من اللعنات. وحتى الذاكرة التي محتْها - أو هكذا توهمت - ستنبت من بعدها أكثر من ذاكرة، وسيحق لها أن تنسب لـ «داعش» ما لم تبلغه ولم تجْنِه، ليس لأنها لا تريد؛ بل لأنها لم تهتدِ إلى طرقه، ولم يسعفها الوقت كي تنجز آخر نماذج البربرية التي يمكن أن يصل إليها البشر، الذين لا علاقة لها بهم إلا في الهيئات، ولم تقم الأمم، ولم يقم الإنجاز البشري على الهيئات؛ بل على المضامين والمعاني.
في التيه هي مهما تمدَّدت، ومهما هيمنت على الأرض، وصادرت الأموال، واستعبدت الناس، وأبادت الطوائف التي لا تلتقي مع مسعاها، ولا يشرفها أن تفعل ذلك.
في النهايات من الوجود هي، مهما بدا أنها في أوله. والخلافة التي ترفع لواءها، بريئة من وجودها، من دون أن تُحدث ما أحدثته، وترتكب ما ارتكبته، ومن دون كل التطاول والجرأة على الله والضمير والإنسان وتنجيس الحاضر، ودفع الوباء ليطول المستقبل.
لا معنى لهذا الوجود الإنساني. لا معنى للمدنية التي أنجزها الإنسان طوال قرون. لا معنى لما تبقَّى من حضارات، طالما ظلت بأنفاسها وأنفاس أتباعها والمشايعين لها، تسعى بين الناس، ولا نجاة لهذا الوجود بكل ما يرتبط به إلا حين يتكالب عليها وعليهم العالم - وسيفعل - لتعود وأتباعها من حيث أتوا: العدم، ذلك الذي جسَّدت صوره وأشكاله كلما حطت رحالها على أرض، واستقرَّ بها مقام.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 4576 - الأربعاء 18 مارس 2015م الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ
والله ثم والله
هؤلاء ليس مسلمين انهم اذناب اليهوود وقائدهم البغدادى يهوودى وهؤلاء الدواعش ينفذون اجندة اليهوود بس ليستولون على الشرق الاوسط لاكن الله خيب رجائهم والجيش العراقى بقيادة السستانى سينهيهم قريبا وكل يوم انشوف جثثهم الخايسة الى نار جهنم وبئس المصير والله يهلكهك ويهلك كل من يواليهم وهاده الي بصير باذن لله
ولى ذلك الزمان
في طفولتنا كنا نرى في كتبنا المدرسية صور واشكال ملهمة ورائعة للورد والزهر والحديقة والبحر والطير والانسان الصادق لكن كبرنا اليوم وادركنا ان ما درسناه كان حبر على ورق
الإدانة لجميع المتطرفين
ليست الإدانة للدواعش فقط ؛ بل لكل داعش: جيش النصرة، لواء أبي الفضل العباس، طالبان ، القاعدة ، عصائب أهل الحق.
لن تنتهي
بتروح داعش وبجيك تنظيم جديد كاتبنا العزيز هذا مسلسل مكسيكي لن ينتهي عند الغرب طالما توجد أرض خصبه لها ولمسعاها