في يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من شهر مارس/ آذار، يحتفل العالم الإنساني بمختلف لغاته وأعراقه ودياناته وثقافاته، في كل عام بهذا اليوم الذي يعتبر من أبرز متكسبات المرأة خصوصاً في مجال حقوق الإنسان، التي حققتها بعد سنوات من مطالباتها وكفاحها المجيد.
ولم يأت هذا اليوم إلا بعد أن أثبتت نفسها ووجودها بصبرها ونضالها وثباتها وعطائها في المجال العلمي والطبي والمهني والثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
والمرأة البحرينية التي لبت نداء العلم قبل 87 عاماً وسبقت المرأة الخليجية في طلب العلم، لم تختلف في طموحاتها وأمنياتها وآمالها عن مثيلاتها في العالم، وقد أصبحت بفضل وعيها والتزامها بالمبادئ والأخلاقيات ذات مكانة بارزة ودور كبير في تنمية وتطوير بلادها في مختلف المجالات. كما تمكنت من فرض وجودها كسيدة أعمال وإدارية وسياسية وحقوقية وقانونية، وفي مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية التطوعية، رغم العقبات الكثيرة والمنغصات العديدة والضغوطات التي تصادفها في كل يوم، إلا أنها تحمل بتفانيها وتضحياتها وإخلاصها وجودة عملها الأمل للجيل الحاضر وأجيال المستقبل. ولم نجدها متقاعسة أو متكاسلة عن أداء عملها على أكمل وجه في مختلف الميادين، بل وجدناها دائماً مبادرةً وحريصةً على تقديم جهودها الكبيرة وتبذل الغالي والنفيس في سبيل أن ترسم لوحة أمل جميلة مزينة بألوان زاهية لأبناء مجتمعها. فالمرأة الأم والزوجة والبنت والأخت نجدها تحنو على الرجل الأب والزوج والولد والأخ، وتعطيه أعلى مراتب الوفاء والإخلاص، كيف لا وهي التي تربت في أحضان الإسلام الذي أعطاها العفاف والعزة والكرامة والرفعة والسمو، وجعل رأيها وقبولها مقدماً على كل رأي وقبول في اختيارها للزوج، ولا أحد يستطيع أن يجبرها على الإقتران برجل لا ترغب بالاقتران به، فقد أصبح لها بفضل الإسلام الشأن العظيم الذي يليق بدورها الذي تقوم به إنسانياً واجتماعياً في محيط أسرتها ومجتمعها، فالكثيرات من النساء في تاريخنا الإنساني تركن بصمات واضحة لا أحد يستطيع إنكارها أو تجاهلها أو تناسيها أو التغافل عنها.
والإسلام خلد النساء المؤمنات العارفات القانتات الواعيات الباذلات في سبيل الله والعظيمات في مواقفهن وعطاءاتهن ومواقفهن الإنسانية، أمثال أمنا حواء والسيدة العذراء مريم بنت عمران عليهما السلام، وزوجة فرعون، وزوجات وبنات وحفيدات خاتم الأنبياء النبي محمد (ص)، وفي مقدمتهن السيدة خديجة بنت خويلد (رض)، وابنتها السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وحفيدتها السيدة زينب (ع)، وغيرهن كثيرات ممن دوّن التاريخ في كل الأزمان والعصور أسماءهن بأحرف من نور، وجعلها قدوة للرجال والنساء في صلابتها وقوة صبرها وصدق قولها وبيان كلامها وثباتها على الحق. ومازال قلم التاريخ يدون في صفحاته البيضاء الناصعة بالأعمال الصالحة أسماء النساء العظيمات في عطاءاتهن الخيّرة، اللاتي يقدمنها لمجتمعاتهن الإنسانية، لتكونن نبراساً نيراً للأجيال الحاضرة والقادمة.
بارك الله في نساء وفتيات بلدي الواعيات الصادقات والمخلصات لوطنهن، والمجتهدات في طلب العلم، والمشاركات في رفعة بلادهن في مختلف ميادين العلم والعمل. ربنا احفظ وسدد جميع نساء وفتيات بلدنا الحبيب، وحقّق لهن طموحاتهن الخيّرة من فضلك الوفير. .
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ