تمكن فريق البسيتين بالواقعية والهدوء من تحقيق الفوز الثمين على المحرق وعبره بالركلات الترجيحية ليقطع تذكرة العبور للمباراة النهائية لنهائي كأس الملك للمرة الخامسة في تاريخه بعد مواسم «2004 و2010 و2011 و2014».
وما ساعد البسيتين في خطف بطاقة العبور أنه أجاد التمركز والانتشار في الملعب وسد الطرق المؤدية إلى مرماه واعتماده على الهجمات المرتدة عن طريق سامي الحسيني الذي يعتبر مفتاحه الأول والأخطر في المباراة بجانب حماس وروح بقية زملائه اللاعبين، وأكد البسيتين أنه استفاد جيدا من الدرس القاسي الذي تلقاه من المحرق وخسارته القاسية وبالخمسة في مسابقة الدوري قبل أسبوعين وعالج الأخطاء أمامه في هذه المباراة، بوجود منظومة دفاعية جيدة ساعدها التركيز العالي على تسيير المباراة إلى الوجهة التي يريدونها وهي ركلات «الحظ» الترجيحية.
فكانت النتيجة أن البسيتين عاد من بعيد وخرج بصيد ثمين هو بطاقة العبور للمباراة النهائية بفوزه بالركلات الترجيحية، ولم يفعل اللاعبون ما كان منتظرا منهم، ولم تنفع معهم انفعالات مدربهم المستمرة، وتوجيهاته المتلاحقة، فضاعوا وضيعوا جماهيرهم والمباراة معهم.
في حين كان عناصر البسيتين أكثر حيوية، وأكثر رغبة في تحقيق نتيجة إيجابية، فلعبوا «من صميم قلوبهم» ونزفوا عرقا غزيرا فوق أعشاق ملعب مدينة خليفة الرياضية، فكافأهم ميزان العدل بالفوز، وفي الوقت الذي لم تظهر فيه ملامح تعكس شهية لاعبي المحرق على الفوز فإن الأمر كان مختلفا بالكلية لدى لاعبي البسيتين الذين وضح أنهم تعرضوا «لتحريض» نفسي، وشحن معنوي كبير مكنهم من التألق والفوز.
من جانبه، المحرق افتقر للحلول الهجومية وافتقد للاعب القادر على هز الشباك من أنصاف الفرص ولعل غياب مهاجمه الدولي إسماعيل عبداللطيف كان الضربة القاضية والقاصمة لظهره وخصوصا أن غيابه ترك أثرا وفراغا لم ينجح أحد في سده، والطامة الكبرى أن مدربه الجديد رادان ارتكب خطأ بعدم الاعتماد على مهاجم صريح في تشكيلته بعد حالة الطرد التي تعرضت لها صفوفه نتيجة استبعاد البرازيلي جوناثان بالبطاقة الحمراء، وأخرج رادان المهاجم أدمير وأدخل لاعب وسط بدلا عنه وأبقى لاعبه المهاجم الآخر أحمد عابد على دكة البدلاء في خطوة يمكن أن تفسر على عدم اقتناعه به.
عموما، المثل المصري المعروف والمشهور «جات الحزينة تفرح، ما لأت لهاش مطرح»، يمكنه أن ينطبق بجزئياته على الحالة التي وصل إليها فريق المحرق وجماهيره خلال مباراة الدور نصف النهائي من كأس الملك وخسارته «القاسية والمؤلمة» التي تعرض لها وفقد على إثرها أول ألقاب هذا الموسم محليا.
العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ