العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ

نحن ومجموعة «الآسيان»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذه أول دورة كرة أحضرها منذ ثلاثين عاماً، بدعوةٍ كريمةٍ من السفارة الماليزية، لمشاهدة دورة «الآسيان 2015»، وكانت فرصةً للترويح والخروج يوماً واحداً من عالم السياسة الخانق، وللتعرف على عالم آخر من البشر يشاطرنا العيش على هذه الأرض الطيبة.

معلوماتي الرياضية محدودةٌ جداً وغير محدَّثة، فآخر متابعاتي اليومية لأخبار الرياضة توقّفت منذ العام 1978، إلا أن هذه الدورة المختصرة أعادت شريط الذكريات القديم، فاختلطت الأفكار وتداخلت الذكريات بالسياسة التي لا يمكن الخلاص منها في بلدٍ مدمنِ سياسةٍ كالبحرين.

الدورة نظمت على أستاذ النادي الأهلي، وشاركت فيها أربع فرق (ماليزيا، إندونيسيا، الفلبين وتايلند)، وهي مع سنغافورة من مؤسسي مجموعة «الآسيان»، (بالإضافة إلى بروناي، فيتنام، لاوس، بورما، وكمبوديا). وهذه الدورة الرياضية تجمع هذه الجاليات، في حدث سنوي رياضي، من أجل مدّ الجسور بينها على مستوى القاعدة الشعبية، حيث تهدف هذه الفعالية للتركيز على جمع الشعوب لتكون أقرب، فيما يعمل القادة على مستوى القمة.

الدورة افتتحت في وقت مبكر من صباح الجمعة (الساعة السابعة)، وتوزعت المباريات بين الفرق الأربعة صباحاً وعصراً، فيما جرت مباراة الختام السابعة مساءً، حيث فازت تايلند على ماليزيا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

الفرق المشاركة كلها من الهواة وليست منتخبات، وكانت متفاوتة من حيث المستوى الفني، وشهد بعضها تسجيل نسبة كبيرة من الأهداف، كما في مباراة تايلند ضد إندونيسيا أو الفلبين (8 / صفر). ويشفع لأغلب هذه الفرق ضعف اللياقة أو المهارات الفنية، فهم جميعاً من المهاجرين للعمل في الخارج.

في الحديث مع السفير الماليزي أحمد شاهيزان عبدالصمد، الذي تترأس بلاده مجموعة الآسيان حالياً، تستشف الطموح الكبير لهذه المجموعة الدولية لتأخذ مكانها تحت الشمس، في عالمٍ يتجه ليكون متعدد الأقطاب... فحركة هذه البلدان تتم ونصب أعينها تجربة الاتحاد الأوروبي.

حين سألت السفير عبدالصمد عن عدد مواطنيه في البحرين قال إنهم في حدود 450 شخصاً، وعن القطاعات التي يعملون بها، أجاب بأنهم موزعون على قطاعات المال والأعمال والمصارف والهندسة، وهناك مدراء تنفيذيون حتى في بعض الوزارات والمؤسسات العامة. وهو أمر بديهي لارتفاع المستوى المعيشي في بلاده، ما لا يدفع إلى الهجرة والاغتراب.

حين سألت السفير الإندونيسي شيلمان أريسمان عن عدد مواطنيه في البحرين، قدّرهم بـ 8 آلاف، 80 في المئة منهم من النساء. أمّا السفير التايلندي فيشاي فراسريكول فذكر أن عدد مواطنيه «3000 رسمياً»، مع تقارب نسبة الرجال والنساء، ويعملون في قطاعات مختلفة كالفنادق والصالونات ومحلات المساج والمطاعم، فضلاً عن العمل كفنيين. أما السفير الفلبيني فلم يشهد مباراة الختام، ولكن يُقدَّرُ عدد الفلبينيين في البحرين بـ 75 ألفاً، وهي من الجاليات الآسيوية الكبيرة والمؤثرة، وتأتي بعد الهند والباكستان وبنغلاديش.

منظمة دول جنوب شرق آسيا، «الآسيان» كتلة بشرية واقتصادية متحركة، تضم 650 مليون نسمة، وهي ترفع شعار: «الآسيان... رؤية واحدة، هوية واحدة، ومجتمع واحد». والمفارقة أن هذه المجموعة انطلقت في العام 1967، الذي يعني لنا نحن العرب عام النكسة القومية الكبرى، حيث فشلت دولنا العربية في ذروة المد القومي في الدفاع عن وجودها وكرامتها، وتعرّضت لهزيمةٍ مازالت تعاني من آثارها حتى الآن، بعد احتلال كامل جزيرة سيناء، والجولان وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس.

تعدادنا اليوم نصف تعداد «الآسيان»، وتدفقت علينا خلال هذه العقود ثروات نفطية هائلة بآلاف المليارات، استخدم أكثرها في الحروب والصراعات. كل المجموعات البشرية تتقدّم وتتطوّر، فيما تمخّضت دولنا فأنجبت «داعش» وأشباهها من معاول الهدم وتدمير الحضارات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:46 ص

      بالضبط الشعوب الاخرى تتقدم ونحن في مؤخرة الركب

      تعدادنا اليوم نصف تعداد «الآسيان»، وتدفقت علينا خلال هذه العقود ثروات نفطية هائلة بآلاف المليارات، استخدم أكثرها في الحروب والصراعات. كل المجموعات البشرية تتقدّم وتتطوّر، فيما تمخّضت دولنا فأنجبت «داعش» وأشباهها من معاول الهدم وتدمير الحضارات

    • زائر 9 | 1:07 ص

      هذا آخر ما توصل اليه حكام الخليج من تطور

      انتاج داعش لتدمير ما تبقى من حضارة وثروة

    • زائر 5 | 11:38 م

      لا تكن سوداوي

      لا تخلط السم بالعسل يا زائر (3).... فشتان بين الإثنين
      ففي اليمن ثوره تُستكمل بعد أن حاول ساستها أن يحرفوها عن جادة الطريق
      مما حدى بإخوتنا من الشعب اليمني وفيهم الحوثيون أن يقطعوا الطريق على من تسول له نفسه باستغلال الإحتقان السياسي و التدخل نفود الغربي وبعض من الجوار في قلب المعادله السياسيه لبعض من لا يرضيه أن يرى اليمن السعيد قد استعاد عافيته وشعبٌ يبني حضارته الحضرموتيه من جديد بعد أن ظل مكبوتاً تحت حكم الحديد والنار......
      كما هو الحال في بعض الدول المجاوره

    • زائر 4 | 11:36 م

      خرجت من السياسة لتقع فيها ياسيد

      احد أصدقائي يقول حتى لو تكلمت في الطماطم ستجد نفسك في السياسة

    • زائر 3 | 11:03 م

      داعش واخواتها

      وانت الصادق يا استاذ فاسم فيما تمخضت دولنا وانجبت داعش واجرام الحوثيين في حق اخواههم اليمنيين واجرام رئيس سورية وما يفعلهه بشعبه الابي وكذلك تمخضت بوجود ميليشيات سفاكة باخوانهم كما في العراق ولبنا ن والقائمة تطول يا اخ قاسم وشكرا

    • زائر 6 زائر 3 | 11:52 م

      العب غيرها

      الميليشيات التي تسميها في العراق هي التي ستسحق داعش وتخلص العراق من هؤلاء الاوباش القتلة. والتي تسميها ميليشيات في لبنان هي التي هزمت بنت العم اسرائيل وسحقت كبريائها.

    • زائر 7 زائر 3 | 12:06 ص

      ولاتنسي

      ولاتنسي حكام الدول ألعربيه وديمقراطياتهم العريقه

    • زائر 8 زائر 3 | 12:19 ص

      اشوي اشوي

      لا ينط لك عرق.داعش في طريقها لزوال والسحق هم ومن يحبهم ويطبطب عليهم.

    • زائر 10 زائر 3 | 1:44 ص

      الى زائر رقم 3

      الذين تسميهم ميليشيات في لبنان هم الذين هزموا اسرائيل. والذين تسميهم ميليشيات في العراق هم الذين سيسحقون داعش قريبا وقريب جداً. اصبر قليل وراح تشوف بعيونك.

    • زائر 12 زائر 3 | 3:48 ص

      وانتو ليش زعلانين من كلامه !!


      الرجال ما قال كلام غلط مليشيات لبنان والعراق واليمن الحوثيين انتهكوا حقوق المدنيين بإعتراف منظمات حقوق الإنسان وهومن رايست ‏

    • زائر 1 | 9:51 م

      محرقي

      وكذلك كل المجموعات البشرية تتقدّم وتتطوّر، فيما تمخّضت دولنا فأنجبت «حزب الله» وأشباهها من معاول الهدم وتدمير الحضارات.

    • زائر 14 زائر 1 | 11:08 ص

      سمعت المثل العربي الاصيل الذي يقول:

      رمتني بدائها وانسلت؟

اقرأ ايضاً