قتل المعارض الروسي نائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف ليل السبت (28 فبراير/ شباط 2015) بالرصاص أمام الكرملين في وسط موسكو».
من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الروسية إيلينا اليكسييفا لقناة «روسيا 24 « التلفزيونية الحكومية أن نيمتسوف كان يتنزه برفقة شابة على الجسر الكبير المحاذي للكرملين عندما «اقتربت منه سيارة نحو الساعة 23:15 وأطلق عليه مجهول النار فأصابه بأربع رصاصات في ظهره أدت إلى مقتله».
وقال المتحدث باسم الكرملين ان «بوتين صرح أن هذا الاغتيال الوحشي يحمل بصمات عملية قتل مأجورة وكل سمات العمل الاستفزازي».
ونيمتسوف (55 عاماً) شغل لمدة عام ونصف منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين في نهاية تسعينيات القرن الماضي. وبعد وصول بوتين الى السلطة تحول إلى أحد أشرس معارضي الكرملين.
وأكد فلاديمير ماركين المسئول في لجنة التحقيق أن «ست أو سبع رصاصات على الأقل أطلقت على بوريس نيمتسوف من قبل مجهول في سيارة».
من جهته، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ببذل كل الجهود اللازمة «لينال مخططو ومنفذو هذه الجريمة البشعة العقاب الذي يستحقونه».
وأضاف في رسالة تعزية إلى دينا ايدمان (86 عاماً) والدة نيمتسوف «سنفعل كل ما يجب عمله لينال منظمو ومنفذو هذه الجريمة البشعة العقاب الذي يستحقونه».
وقال في الرسالة إن مقتل ابنها خسارة لا تعوض وأن نيمتسوف «ترك بصماته على تاريخ روسيا، في الحياة السياسية والعامة».
وقال إن «تولى مناصب مهمة خلال فترة انتقالية صعبة لبلادنا».
وأضاف أن نيمتسوف «عبر دائماً عن مواقفه بكل صراحة ونزاهة، ودافع عن وجهة نظره».
كما اشاد رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بنيمتسوف وقال انه «شخص يتحلى بالمبادئ... عمل علنا وبثبات ولم يتراجع عن آرائه».
وقال المحققون الروس إن اغتيال نيمتسوف «تم التخطيط له بدقة».
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية في بيان «لا شك أن هذه الجريمة تم التخطيط لها بدقة تماماً مثل المكان الذي تم اختياره للقتل» على الجسر الكبير قرب الكرملين تماماً.
وأضاف أن «السلاح الذي استخدم على ما يبدو هو مسدس من نوع ماكاروف»، وهو سلاح تستخدمه قوات الأمن والجيش ومنتشر بشكل كبير.
وتابع أن المحققين عثروا على ست رصاصات فارغة من عيار 9 ملم من إنتاج شركات عدة مما يجعل تحديد مصدرها صعباً.
وأكد البيان أن المحققين قاموا باستجواب الشهود.
ووراء الجريمة التي يعتقد ان دوافعها سياسية، تدرس السلطات الخيط الإسلامي إذ إن نيمتسوف تلقى تهديدات إثر دعمه لمجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة بعد اعتداءات باريس مطلع يناير وفقاً للجنة التحقيق.
من جانبه، أدان الرئيس الأميركي باراك أوباما عملية «القتل الوحشي» للمعارض السياسي الروسي بوريس نيمتسوف ودعا إلى تحقيق كامل في الجريمة.
قال أوباما في بيان «تدين الولايات المتحدة القتل الوحشي لبوريس نيمتسوف ونطالب الحكومة الروسية بإجراء تحقيق فوري ومحايد وشفاف في ملابسات مقتله وضمان مثول الهؤلاء المسئولين عن هذا القتل الوحشي أمام العدالة».
والتقى أوباما مع نيمتسوف أثناء رحلة إلى موسكو في العام 2009 أجرى خلالها محادثات مع أحزاب المعارضة بعد أن اجتمع مع الرئيس الروسي -آنذاك- ديمتري ميدفيديف. وقال أوباما إنه أُعجب «بتصميم نيمتسوف الشجاع على مكافحة الفساد في روسيا.»
أضاف اوباما أنه بمقتل نيمتسوف فقد الروس «واحداً من أكثر المدافعين عن حقوقهم تفانياً وبلاغة».
كما أعربت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني عن صدمتها إزاء قتل المعارض الروسي البارز نيمتسوف.
وقالت موغيريني في رد نشر في بروكسل: «تلقيت بغضب وحزن عميقين نبأ القتل الوحشي لبوريس نيمتسوف».
إلى ذلك، سمحت السلطات الروسية في موسكو للمعارضة بتنظيم مسيرة اليوم (الاحد) في وسط العاصمة في ذكرى المعارض بوريس نيمتسوف.
وقال المسئول في بلدية موسكو اليكسي مايوروف لوكالة «ريا نوفوستي»: «أعطينا موافقتنا على تنظيم هذا الحدث»، مشيراً الى أن المسيرة ستمر على الجسر الكبير المحاذي للكرملين حيث قتل نيمتسوف.
ووافقت السلطات على تنظيم المسيرة على أن يشارك فيها 50 ألفاً كحد اقصى وستنطلق عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش.
العدد 4558 - السبت 28 فبراير 2015م الموافق 09 جمادى الأولى 1436هـ