انتقد المدرب الفرنسي آرسين فينغر فريقه أرسنال الإنجليزي واصفا الأخطاء التي ارتكبها الأربعاء أمام ضيفه موناكو الفرنسي (1/3) في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بالساذجة والانتحارية.
وكان الفريق اللندني مرشحا فوق العادة لحسم مواجهته مع الفريق الذي اشرف عليه فينغر لسبعة أعوام بين 1987 و1994 وأحرز معه لقب الدوري الفرنسي العام 1988 والكأس العام 1991، والتأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2010 لكنه وجد نفسه بعد سقوط الأربعاء على مشارف توديع المسابقة من دورها الثاني للمرة الخامسة على التوالي.
وافتتح موناكو التسجيل في الشوط الأول عبر جيفري كوندوغبيا ثم عزز تقدمه في الشوط الثاني عبر لاعب توتنهام ومانشستر يونايتد السابق البلغاري ديميتار برباتوف، قبل أن يقلص أرسنال الفارق في الدقيقة الأخير عبر اليكس اوكسلايد-تشامبرلاين لكن فريق الإمارة أعاد الفارق إلى هدفين في الوقت بدل الضائع بفضل يانيك فيريرا كاراسكو، ما جعل مهمة «المدفعجية» صعبة جدا في مباراة الإياب المقررة في 17 الشهر المقبل على «استاد لويس الثاني».
ولم يتمكن فينغر من إخفاء امتعاضه من الأداء الذي قدمه لاعبوه أمام فريقه السابق، وهو قال بعد المباراة: «كنا غير محظوظين في الهدف الأول الذي سجل بعد أن تحولت الكرة (من بطن المدافع الألماني بير مرتيساكر) لكن الهدفين الثاني والثالث كانا انتحاريين. ليس من المسموح أن نسمح بتسجيل هدف مماثل للهدف الثالث الذي دخل مرمانا».
وواصل «لم يكن هناك توازن صحيح وخسرنا الكرة وتركنا أنفسنا مكشوفين. شعرت بخيبة كبيرة خاصة من سذاجتنا الدفاعية. يبدو أننا فقدنا أعصابنا وعقلانيتنا. القلب تغلب على الفكر وعلى هذا المستوى (من التنافس) لا يمكن أن تصيب النجاح. لم نكن جاهزين ذهنيا للدخول في أجواء المباراة ودفعنا ثمن ذلك».
وبعد استعادته شيئا من مستواه في الدوري المحلي بتحقيقه الفوز في 5 من مبارياته الست الأخيرة، عاد أرسنال في مباراة موناكو لإظهار الضعف الذهني والهشاشة الدفاعية اللذين قضيا سابقا على آمال فينغر بقيادة «المدفعجية» إلى المجد القاري أو حتى المحلي (لم يحرز أي لقب منذ 2005 باستثناء الكأس المحلية الموسم الماضي).
وقد اعتبر المدرب الفرنسي بان سبب الخسارة في لقاء أمس قد يكون بسبب تراخي لاعبيه واعتقادهم بان الفوز في جيوبهم، مضيفا «لقد استعجلنا في طريقة لعبنا والفارق كان في الذهنية، عابنا غياب الصبر وخصوصا ان هذه المواجهة تمتد لـ180 دقيقة (مباراتي الذهاب والإياب)».
ويحتاج أرسنال إلى الفوز بفارق 3 أهداف في لقاء الإياب من اجل مواصلة مشواره في المسابقة التي وصل إلى مباراتها النهائية العام 2006 في أفضل نتيجة له فيها قبل أن يسقط أمام برشلونة الاسباني، لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق وخصوصا أن موناكو لم يتلق 3 أهداف على أرضه في أي من المباريات التي خاضها هذا الموسم كما انه لم ينجح أي فريق في مواصلة مشواره في المسابقة بعد خسارته بفارق هدفين على أرضه منذ أن حقق ذلك أياكس أمستردام الهولندي العام 1969. وقد تطرق فينغر إلى هذه المسألة، قائلا: «مهمتنا أصبحت صعبة للغاية الآن. الهدف الثالث الذي تلقيناه صعب الأمور كثيرا. فرصتنا أصبحت ضئيلة لكن وبغض النظر عن حجم حظوظنا سنقدم كل شيء من اجل محاولة تحقيق المطلوب».
ولم يكن فوز موناكو في «استاد الإمارات» عاديا لدرجة أن الفريق نال تهنئة الأمير البير الذي انضم إلى اللاعبين في أرضية الملعب بعد صافرة النهاية من اجل الاحتفال بهذا الفوز الذي توقعه مدرب الفريق البرتغالي ليوناردو جارديم في حال تمكن لاعبوه من استيعاب فورة أصحاب الأرض في بداية اللقاء، وهذا ما حصل بحسب رأيه: «لقد حللنا أرسنال سلفا وكنا نعلم بأنهم سيكونون أقوياء في الشوط الأول ثم سيعانون بعد استراحة الشوطين». وواصل «كرة القدم فن، يجب أن تعلم كيف تهاجم وتدافع. نحن فريق متوازن جدا. من الصعب أن تسجل الكثير من الأهداف في دوري أبطال أوروبا لكن اليوم (الأربعاء) وبالمساحة التي تركها لنا أرسنال، تمكنا من استغلال ما سنح لنا».
العدد 4556 - الخميس 26 فبراير 2015م الموافق 07 جمادى الأولى 1436هـ