الكويت في الذكرى تحتفل بالاستقلال والتحرير معاً، يفرقهما التاريخ وتجمعهما الجغرافيا في الكويت، والتي جاءت تسميتها تصغيراً للفظ «الكوت»، ويعني الحصن، والذي شيّد في القرن السابع عشر الميلادي مع دخول أسرة آل الصباح إليها. والكويت تقع في الركن الشمالي الغربي للخليج العربي، على مساحة تقدر بـ 17،818 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانها يزيد على ثلاثة ملايين نسمة طبقاً لإحصاء العام 2013.
الكويت قديمة بقدم تاريخها الذي يرجع إلى القرن السادس قبل الميلاد، إذ كشفت التنقيبات التي أجريت فيها عن وجود آثار تاريخية في جزيرة فيلكا تعود للعصر الهلنستي. كما وردت منطقة «كاظمة» الواقعة في محافظة الجهراء في تاريخ الفتوحات الإسلامية، إذ جرت عليها معركة ذات السلاسل العام 21هـ، والتي انتصر فيها المسلمون على الفرس، ومنها دخلت الكويت تحت نفوذ الدولة الإسلامية ولم تخرج إلا بدخول القرامطة، وبانتهاء حكمهم دخلت الكويت تحت نفوذ القبائل المحلية حتى القرن الرابع عشر الميلادي، عندما أصبحت الكويت ضمن نفوذ مملكة هرمز، والذي زال بدخول البرتغاليين الكويت في القرن الخامس عشر. وخرجوا منها بتعاون قبائل القرين وكاظمة مع العمانيين.
في العام 1714 دخل العتوب الكويت، واختير صباح الأول حاكماً لها، وتعرّضت أسرة الصباح في مطلع حكمها لغزوات القبائل العربية، ما حدا بها إلى بناء ثلاثة أسوار حول مدينة الكويت، أولها في العام 1783م، وكان طوله 750 متراً، فيما بني السور الثاني للمدينة في العام 1815، وكان طوله 2300 متراً، أما السور الثالث فتم بناؤه العام 1920.
في العام 1899 ارتبطت الكويت بمعاهدة الحماية مع إنجلترا والتي وقعها الشيخ مبارك الصباح، وشهدت الكويت خلال فترة حكمه نهضة تعليمية، إذ بدأت بافتتاح المدرسة المباركية العام 1911، وسميت المدرسة باسمه تيمناً. وعرفت الكويت أول مجلس نيابي منتخب في تاريخها العام 1938. واستقلت الكويت في 26 أغسطس/ آب 1961، وأصدر الشيخ عبدالله السالم الصباح (المشهور بأبي الدستور) مرسوماً أميرياً، يقضي بإجراء انتخابات للمجلس التأسيسي، وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1962 تم إصدار الدستور الكويتي، وعلى إثره أجريت انتخابات في 23 يناير/ كانون الثاني 1963، لاختيار أعضاء مجلس الأمة الأول في تاريخ الكويت، والذي حُلّ في 1986 من قبل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بسبب الحرب العراقية الإيرانية، والذي عاد مرة ثانية بعد تحرير الكويت ليبدأ فصلاً جديداً من تاريخ الكويت.
في تاريخ الكويت هناك سنوات عنونت بأحداث خاصة طبعت في الذاكرة الكويتية، مثلاً سنة الطاعون (1831) حيث انتشر الطاعون بين الكويتيين ومات الآلاف منهم، وسنة الهيلق (1867) حيث عمّ الكويت الجوع، وسنة «طبعة» أهل الكويت (1871) لتفريقها عن «طبعات» أهالي الخليج، وسنة الهدامة (1931) إذ تعرضت الكويت لأمطار غزيرة أدّت لهدم العديد من البيوت وتضرر أكثر من 18 شخصاً، وسنة أزمة سوق المناخ (1982) حيث تعرضت لأكبر الهزات الاقتصادية، إذ انخفضت قيمة الأسهم في بورصتها انخفاضاً حاداً، وحلت الحكومة المشكلة بشرائها أسهماً بقيمة 2.5 مليار دولار، وسنة خطف «الجابرية» (1988) إذ اختطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية اسمها «الجابرية» وقام المختطفون بقتل بعض ركابها. وسنة الغزو (1990) إذ غزا النظام العراقي آنذاك الكويت.
يمثل النفط عصب الاقتصاد الكويتي، إذ تمتلك الكويت 10 في المئة من الاحتياطي النفطي العالمي، وتعد من مؤسسي منظمة «أوبك»، كما تمثل الاستثمارات الخارجية والداخلية أحد أهم إنجازات الاقتصاد الكويتي.
والكويت الواقعة بين مثلث القوى الإقليمية الكبرى، العراق وإيران والسعودية، هي أكثر الدول تأثراً بأي نزاع بينهم، وكانت تعيش حالة من الإرباك المحلي بسبب النزاع الدائم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والذي يفضي دائماً إلى حل إحداهما. فمتوسط فترة مجلس الأمة في السنوات الأخيرة لا يزيد على ثمانية عشر شهراً، ولم يستكمل أيّ من مجالس الأمة الأربعة الأخيرة مدته، والحكومة لم تكن بأفضل حالاً منه، حيث شكلت ست وزارات، وصل عمر بعضها إلى أربعة أشهر. هذا الإرباك يبدو أنه أزيل بخروج المعارضة من تحت قبة البرلمان، لكنه لم يحل الهمّ المحلي.
في الأخير... تبقى الكويت التي تمسك العصا من النصف، لتسير بقافلتها نحو بر الأمان.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ
بتموت قهر اللي في بالي
لايفوتنا في ذكرى استقلال الكويت وذكرى تحريرها من العدوان الغاشم . لايفوتنا ان نلعن صدام المجرم لعنة الله عليه
مقال رائع و معلومات قيمة
شكرا للكاتبة على المعلومات القيمة. نتمنى نرى الكويت في حال جيد ووقاها الله من ألازمات.