حذر الباحث الاقتصادي الرئيس السابق لجمعية الاقتصاديين البحرينية عبدالله الصادق من تأثيرات انخفاض أسعار النفط على المكتسبات الاقتصادية، قائلاً: «الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية له ثمن».
جاء ذلك في حلقة حوارية نظمتها جمعية المنتدى بالتعاون مع محلات أشرف مع الكاتب والباحث الاقتصادي الرئيس السابق لجمعية الاقتصاديين البحرينية عبدالله الصادق وذلك في مساء الثلثاء 24 فبراير/ شباط 2015.
وقد تطرق الصادق لعدة جوانب للوضع الاقتصادي البحريني الراهن قائلا: في البداية لابد من الاتفاق على ان الاقتصاد البحريني ليس اقتصاداً متخلفاً أو فقيراً ولكنه اقتصاد نام وحديث ومندمج في الاقتصاد العالمي. فعلى سبيل المثال، فإن البنك الدولي يصنف البحرين ضمن الدول عالية الدخل.
وأشار الصادق إلى موقع البحرين المتقدم في مؤشر التنمية البشرية HDI والذي يعده وينشره UNDP والذي يعتمد على فلسفة قياس القدرات البشرية وليس مؤشر الدخل فقط. ويتكون هذا المؤشر من ثلاثة مكونات: الصحة، الدخل والتعليم، ثالثا مؤشر الحريه الاقتصادية والذي يشير إلى المرتبة المتقدمة للبحرين في مؤشر الحرية الاقتصادية الذي يعده وينشره معهد Heritage Foundation. ولقد حازت البحرين على درجة متقدمة 75.5 على مقياس 100.
وقال: «عندما نتحدث عن آفاق وتحديات الاقتصاد البحريني ينبغي أن يتم النقاش ضمن هذا السياق العام». واستعرض الصادق عدة جداول بيانية توضيحية تبين فيها ان الاقتصاد كان يتميز بأداء جيد خلال الفترة الماضية، ثم تراجع سنه 2012 والمتوقع بالتراجع أكثر مع الوضع الراهن بسبب انخفاض أسعار النفط، كما تساءل قائلا: ما هو هذا التحدي الاقتصادي؟ ويتمثل هذا التحدي في عدم تحول فجوة العجز Deficit gap في الموازنة العامة إلى فجوة عجز في الحساب الجاري. وبالطبع هذا الأمر يعتمد على عاملين أساسيين هما: أسعار النفط في الفترة القادمة، وسياسة المالية العامة تجاه الإنفاق الحكومي. وهل ستكون السياسة المالية العامة توسعية، انكماشية، أو متوازنة.
وهنا أكد الصادق وجود حلول اقتصادية تحل مشكلة انخفاض أسعار النفط منها تنويع مصادر الدخل والتحديات الرئيسية على المدى القصير والمتوسط، وفي الأخير تطرق إلى الملامح الرئيسية للاقتصاد الجديد وخصائص هذا الاقتصاد ومدى ارتباطة بالعولمة وأن ذلك يتطلب استثمارات كبيرة في التعليم والتدريب والتكنولوجيا والبحث والتطوير. وأن المعجزة الاقتصادية التي شهدتها بعض دول شرق آسيا مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية تشير إلى هذا الطريق.
وقال الصادق: «البحرين حققت مكتسبات متقدمة في الكثير من المؤشرات العالمية في التنمية البشرية والاقتصادية وغيرها، والحفاظ على هذه المكتسبات له ثمن».
وقد تفاعل الحضور مع الاقتصادي عبدالله الصادق، وخلال الندوة تمت عدة مداخلات، حيث أدار الحلقة النقاشية عضو جمعية المنتدى رضى فرج مبتدئاً بمداخلة عمر العبيدلي حيث تطرق إلى مشكلة العجز في موازنة حكومة مملكة البحرين وسبل الحلول كما أشار الى ان حكومة البحرين تعتمد على تنفيذ سياساتها دون نقاش الأطراف المعنية مثل رجال الأعمال ومثال على ذلك ضريبة رسوم الصحة الأخيرة، ما يعمق المشكلة.
وجاء رد الصادق بالموافقة على رأي الأخير وأن الإيرادات النفطية تمثل جزءا كبيرا من المدخول وان معالجة نقص الإيرادات النفطية الحالي يكمن في ان تزيل حكومة البحرين دعمها عن المحروقات وتخصص هذا الدعم للمستحقين فقط .
وتداخل رجل الأعمال عادل فخرو قائلا ان «حضورنا لهذه الندوة هي لتوقعاتنا بطرح حلول ملموسة لمشكلة انخفاض أسعار النفط»، فقال المحاضر ان أسعار النفط منخفضة بسبب الركود الاقتصادي في أوروبا وان احد الحلول يستوجب الشراكة بين حكومة البحرين وغرفة التجارة والبرلمان.
العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ