العدد 4540 - الثلثاء 10 فبراير 2015م الموافق 20 ربيع الثاني 1436هـ

مجلس النُّواب أمام تحدي إصلاح بيته الداخلي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مجلس النُّواب شهد أَوَّل حراك جذب انتباه الشارع البحريني بقوة إِليه، حول موضوع حيويّ وهو «الفساد»، لكنه يتعلق بادعاءات ترتبط بالأمانة العامة للمجلس، وليس بالسلطة التنفيذية.

فقد شهدت الجلسة الاعتياديَّة أَمس انسحاب معظم أَعضاء كتلة الأَصالة، بعد اعتراضهم على اتهامات وُجهت إلى مسئولين في الأَمانة العامة للمجلس بالفساد، تمَّ تداولها عبر عدد من الصُّحف المحليَّة يوم أمس، وأشارت إِلى أَنَّ تغييرات ستطول المناصب العليا في الأمانة العامة لمجلس النُّواب، ضمن سياسة جديدة لـ «تحقيق استقلاليَّة المجلس».

لعلَّ القضية تعود إلى بداية تكوين الأَمانة العامة للمجلس النيابي في 2002، وحينها كانت الأَنظار تتَّجه نحو طبيعة التوظيف ذي اللون الواحد. وفي بداية الأَمر، كان التغليب يتمُّ على أساس الانتماءات المجتمعية، لكنَّ الحديث حاليّاً - كما عبَّر عنه رئيس مجلس النُّواب أحمد الملا - يتعلق برفضه «أن يتبع المجلس أو الأَمانة العامَّة أية جمعيَّة سياسيَّة أَو توجُّه معيَّن، فهذا مجلس الشعب البحريني، لكل أَبناء الوطن الواحد، وإِنَّ محاولة فرض أَجندات سياسيَّة في الأَمانة العامَّة بالمجلس أَمر مرفوض وغير مقبول، ولن يسمح به إِطلاقاً».

هذا يعيد إِلى الأَذهان، ما طرحته كتلة الوفاق النيابيَّة في برلمان 2006، عندما سعت إِلى تشكيل لجنة تحقيق في التمييز الوظيفي في الأجهزة التنفيذيَّة، لكنَّ مسعاها قوبل بالرَّفض من باقي الكتل النيابيَّة... والآن يُفتح الملفُّ للأسباب نفسها، لكن بقضيَّة مختلفة نوعاً مَّا، وهي تتعلق بسيطرة أتباع تيار سياسي على مفاصل الأَمانة العامَّة لمجلس النُّواب، كما تقول الادعاءات، والتي تسبَّبت في انسحاب 12 نائباً يوم أمس.

في المحصّلة، فإنَّ المفاضلة بين المواطنين قد تكون على أساس مذهبي، أو فئوي، أو على انتماء سياسي داخل التصنيفات المذهبيّة والفئويَّة. فالمشكلة تبقى في الجوهر واحدة، وهي اختلال موازين المواطنة القائمة على الكفاءة والمساواة أمام القانون واستبدالها بالمحاباة. وهذه المحاباة تبدأ في مجال وتنتقل إلى مجال آخر؛ لأنَّها عدوى تنتقل كما تنتقل الأمراض بين النَّاس. والوقاية من الأمراض تتطلب الالتزام بنهج واضح يقوم على مبادئ تشمل الجميع، وبالتالي يمكن الابتعاد عمَّا يفرّق بين الناس، ويبدد جهودهم في الصّراعات السلبيَّة. إنَّ مجلس النُّواب أمامه مسئوليات وطنيَّة، ونأمل أن ينجح في إصلاح بيته الداخلي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4540 - الثلثاء 10 فبراير 2015م الموافق 20 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 5:06 ص

      البلد

      البلد من زمان يستخدم العنصريه مو راضين يفهمون انه عيسى بدينه وموسى بدينه المشتكى لله راحت البحرين فى ايدى المتسلقين على رقاب العباد انهم حقا الظلام لايخشون ربهم اهمشى عندهم الاموال وهم يعرفون مصيرهم فى الاخره العذاب لانه الله لايرضى ظلم العباد الله اخلصنه من المصلحشيه الظالمين

    • زائر 15 | 3:16 ص

      رجاء خاص

      تحويل هذا الييت للايله للصقوط

    • زائر 14 | 2:45 ص

      المرض الطائفي

      المرض الطائفي ف التوظيف يصعب اجتثاثه من الاساس للانتشاره بصورة مذهلة ف أوساط هذا الشعب ; فانظر ال الوزرات كداخلية والدفاع مثلاً تجد أغلب عناصره من فئة معينة.

    • زائر 10 | 12:22 ص

      الامراض المذهبية صابة الجميع في كل مفاصل الحياة 0835

      هذا نتاج تدخل الديني في السياسة وعدم اتباع الشعوب المتحضرة العريقة في الديمقراطية

    • زائر 8 | 12:21 ص

      من يتخيل

      من يتخيل ان المجلس قد يصلح بعض المفاسد فهو متوهم اذ ان من جاء بطريقة ... لا يمكنه محاربة الفساد

    • زائر 7 | 12:05 ص

      الطائفية

      انا اعتقد ان الملا الغير المنتمي الي اي جمعيات سياسية يريد سحب البساط منهم وتوظيف نفس الطائفة ولكنها بدون عقال الإسلام

    • زائر 6 | 12:05 ص

      الطائفية

      انا اعتقد ان الملا الغير المنتمي الي اي جمعيات سياسية يريد سحب البساط منهم وتوظيف نفس الطائفة ولكنها بدون عقال الإسلام

    • زائر 5 | 12:00 ص

      يفضلون استثمار المحسوبية على استثمار العقول

      الدول المتقدمة تستثنر العقول المتيزة ذات الكفاءة العالية من اجل تحسين الانتاج وتحقيق التقدم العلني وهم يبحثون في التوظيف عن من على مذهبهم وملتهم وابن فلان وعلان يا امة ضحكت من جهلها الأمم فنحن نعيش في زمن التكنولوجيا وهم يختارون للتوظيف اناس لا يفقهون شيئا ويتركون أصحاب الكفاءات والمهارات بعيدا والدول تتقدم للإمام ونحن نسير للخلف خسارة يالبحرين كنت الرائدة في كل المجالات والآن محلك سر

    • زائر 4 | 11:28 م

      بالتوفيق لرئيس المجلس

      بالتوفيق لرئيس المجلس السيد الملا فهو يحاول تجديد الدماء في الأمانة

    • زائر 3 | 10:41 م

      التمييز

      للاسف التمييز في جميع في الوزارات والقطاعات في الدولة اذهب الى مركز المعلومات سترى جميع الموظفين من طائفة معينة وحراس الامن اجانب وهذا مثال

    • زائر 1 | 10:08 م

      لم أرى إصلاحاً قط في أي عملية "إصلاح" تُذكر.. ما نرى إلا "إلى الخلف سر" ..

      إنَّ مجلس النُّواب أمامه مسئوليات وطنيَّة، ونأمل أن ينجح في إصلاح بيته الداخلي.

اقرأ ايضاً