خير للمواطن العربي ألا يقرأ المذكرات أو يتابعها في الفضائيات وإلا مات قهرا، فعندما يطلع بعد فترة على اعترافات بعض المثقفين عن الجرائم التي ارتكبتها القيادات العربية في حق شعوبها وأمتها وورّطتها في مآزق وأزمات يدفع ثمنها المواطن يدرك إلى أي منحدر بلغوه وإلى أي مدى يخدمون مصالح أعداء الأمة.

إن الأفضل أن يكون المواطن العربي مثل ذلك الحكيم الصيني الأعمى الذي كان يثق بصديقه فيعتبره أوفى وأخلص صديق في العالم ويرى أن زوجته أعظم وأخلص امرأة في الكون وكان يتمنى دائما لو أنه كان بصيرا ليعيد ولو شيئا من الجميل الذي تراكم عليه من قبل صديقه المخلص وزوجته المخلصة، وفجأة حقق الله رغبته فأعاد إليه بصره فإذا به يتمنى لو بقي أعمى ولم يرد إليه بصره حتى لا يرى خيانة زوجته مع صديقه.

وخير للمواطن العربي أن يبقى أصم وأعمى وأميا لا يقرأ ما ينشر من مذكرات وإلا وجد ما لا يسره.

لقد هالني ما قرأته في الحوار الذي تنشره «الحياة» مع (القومي المتبعث) حامد الجبوري على حلقات، فإذا كان الهاشمي وراء توريط العراق في حرب بين جارين مسلمين استمرت ثمانية أعوام وكان له شرف إطلاق القذيفة الأولى فخدم بذلك الولايات المتحدة أيما خدمة، فالكويت لم يتم الحديث بعد عمن كان السمسار في جر ذلك الطاغية صدام حسين إلى معركة الأشقاء خدمة للولايات المتحدة ليفسح المجال أمامها للعودة إلى منطقة الخليج هذه المرة ولكن بدعوة من الشعب الكويتي والشعوب الخليجية حماية لأنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم من هجمة المهيب صاحب القادسية الثانية.

ترى كم تورطت أمتنا العربية والإسلامية من جراء هاتين الحربين؟ وكم خسرت من مليارات وكم تخلفت عن المسيرة الحضارية؟ وكم بلغت خسائر شعوب الخليج في الحربين؟ بل كم بلغت ديونهم التي يتحدثون عنها بمئات المليارات؟ إذا كان هذا القائد كما يدعي من بني هاشم فماذا يعمل في الخفاء الذين أصولهم تنتهي إلى بني قريظة وبني النظير.

اللهم تُب على هذه الأمة، وَوَلِّ عليها خيارها ولا تترك شرارها يا رحمن يا رحيم والطف بنا فنحن أمة بائسة غير قادرة على التغيير فابعث جنودا من عندك قبل أن يحتلنا الأميركان