يتفاخر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالنجاح الكبير للبطولة الآسيوية الجارية حاليا للمنتخبات بضيافة استراليا الضيف الجديد على البطولة إذ أن معدل التسجيل وغياب المباريات السلبية إلى الآن وكذلك ارتفاع المستوى الفني والحضور الجماهيري والوقت الفعلي للعب وغيرها من الأمور كلها اعتبرت عوامل نجاح منقطع النظير.
صحيح أن البطولة نجحت وصحيح أننا شهدنا مباريات مثيرة وممتعة ولكن الأصح أن السر يكمن فقط في استراليا وليس في أي عوامل أخرى.
فالبلد المضيف هو إحدى البلدان المتطورة في العالم، ومستوى ملاعبه وطريقة تصميمها ونوعية أرضياتها إلى جانب التفاعل الجماهيري كلها من المستويات العالمية، فالبلد استضاف أولمبياد سيدني 2000 وهو قادر على استضافة بطولة بحجم كأس العالم وليس فقط كأس آسيا.
البطولة حققت هذا النجاح لأنها تقام في بلاد الكنغر ولو كانت تقام في لبنان أو الأردن أو البحرين أو اليمن أو إيران أو الكويت أو غيرها من البلدان الآسيوية الكثيرة لما حققت نفس النجاح، بل لما حققت نفس معدل التسجيل ولكانت النتائج السلبية أكثر من الايجابية وخير دليل على ذلك بطولات الخليج العربي التي أقيمت في البحرين مثلا إذ أصعب ما يمكن أن تشاهده فيها هو تسجيل الأهداف.
الملاعب وطريقة تصميمها ونوعية العشب المستخدم كلها عوامل حاسمة في تحويل أي مباراة لمثيرة أو مملة، فالملعب الذي يتيح قرب الجماهير من اللاعبين كما يمنع تأثر اللاعبين بالعوامل الطبيعية وخصوصا الرياح والأمطار وكذلك استواء العشب بما يسمح بتناقل سلس للكرة كل ذلك يجعلك تشاهد مباراة ذكية أو غبية.
معظم المباريات التي تقام في منطقتنا هي من نوعية المباريات الغبية التي تكون مشاهدتها أشبه بمحاولة السير على البيض، فالمشاهد يتفاعل مع المطبات في الملعب ومع توقف اللعب ومع المناوشات والاحتكاكات أكثر من تفاعله مع اللعب الحقيقي، هذا عطفا على التمثيل وخصوصا من حراس المرمى الذين مازالوا يلعبون في عصر مختلف عن عصرنا الحالي.
عندما تقام البطولة الآسيوية في استراليا أو اليابان أو كوريا الجنوبية أو حتى الصين وإلى حد ما قطر فأنت كمشاهد وكلاعب وكحكم وكمدرب وحتى كإعلامي موعود ببطولة مختلفة تماما عن أي بطولة آسيوية أخرى، فالبطولة في هذه البلدان هي بمقاييس عالمية تفرض على الجميع أسلوبها، أما في غيرها فهي بمقاييسنا المحلية التي يمكن أن تطبع أي فريق أو منتخب عالمي.
الاتحاد الآسيوي إذا كان يبحث عن التطوير الحقيقي وعن النجاح المنشود فيجب عليه أن يبحث عن الأسباب الحقيقية وراء النجاح والعمل على محاولة تعميمها في بقية البلدان لكي نشاهد كرة قدم حقيقية وذكية بدل كرة القدم الغبية التي نلعبها.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4525 - الإثنين 26 يناير 2015م الموافق 05 ربيع الثاني 1436هـ