(رسالة موجهة إلى «المنتدى الدولي الأول لريادة الأعمال والاستثمار» المنعقد في البحرين بتاريخ 19 يناير 2015).
يسرني أن أتقدم بالتحية للمشاركين في هذا المنتدى مؤكداً ترحيبنا بتركيزكم على ريادة الأعمال والاستثمار من أجل تنمية صناعية شاملة ومستدامة.
لقد كانت الأزمة الاقتصادية المالية العالمية خلال الأعوام الماضية، فوق كل شيء، عبارة عن أزمة عالمية للتوظيف. لقد ألقت تلك الأزمة بآثارها في جميع الدول والأقاليم وجميع الشرائح الاجتماعية وعلى الأخص آثارها السلبية على تطلعات الشباب مثلما رأينا ذلك بوضوح على نطاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية.
يستمر الإدراك المتزايد بأن التنمية الصناعية إذا ما تمت بشكل شمولي مستدام فسوف تخلق المزيد من الوظائف وزيادة العائدات والانتاجية والتحولات الاقتصادية وتكون محفزاً رئيسياً للتنمية والتطوير. إن الحصول على تلك الثمرات مع الفوائد الأخرى يعتمد أولاً وقبل كل شيء على الاهتمام بحيوية القطاع الخاص. وبالأخص فإن الدول تحتاج لتعزيز قدرة الأعمال الصغيرة والمتوسطة التنافسية والتي تعتبر بمثابة المصدر الرئيسي للنشاطات الاقتصادية وأكبر مصادر التوظيف في الكثير من الدول النامية والمحركات الرئيسية لتمكين المرأة والشباب.
إن تعزيز ريادة الأعمال وتوسيع دائرة الحصول على خدمات التمويل من ضمن التحديات المحورية التي تواجهها الدول النامية في تطوير قطاع خاص يكون أكثر حيوية. إن منتداكم هذا سيعزز تبادل الخبرات ونشر أفضل الممارسات وإقامة الشراكات والتعريف بالفرص الاستثمارية. إن لقاءكم هذا ينعقد في الوقت المناسب بالتزامن مع قيام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتحديد معالم بنود التنمية لما بعد 2015م والتوصل للاتفاقية الهادفة بشأن التغير المناخي.
وبينما نحن نحرز التقدم نحو عصر التنمية المستدامة الحديثة فإنني سوف أعول على قدراتكم القيادية والاسنادية. إن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) سوف تظل شريككم في هذا العمل المهم. وتفضلوا بقبول أطيب أمنياتي بنجاح منتداكم.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4519 - الثلثاء 20 يناير 2015م الموافق 29 ربيع الاول 1436هـ