العدد 4509 - السبت 10 يناير 2015م الموافق 19 ربيع الاول 1436هـ

العبودية المعاصرة تمزق نسيجنا الاجتماعي وتحط من إنسانيتنا المشتركة

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

لما يربو على قرنين من الزمن، كانت الولايات المتحدة ولا تزال تسعى في سبيل النهوض لقضية الحرية ودفعها قُدماً. وأميركا، التي تلطخ تاريخها بالرق والعبودية وشكّل سكانها من أسلاف استُقدموا إلى هذه البلاد وهم مقيدون بالسلاسل، تشرق اليوم بوصفها نبراساً ومنارةً للأمل بالنسبة للناس في كل مكان الذين يعتزون بالحرية والفرص ويتوقون لهما.

إلا أن مجتمعنا لايزال بعيداً عن الكمال، وينبغي على دولتنا بذل المزيد من الجهد للتمسك بهذه القيم. وعلينا أن نواصل الكفاح هنا في الوطن وحول العالم من أجل كرامة الإنسان وحقوق كل إنسان غير القابلة للتصرف بها.

واليوم، هناك ملايين من الرجال والنساء والأطفال الذين وقعوا ضحايا الاتجار بالبشر. وإن ممارسات الرق المعاصر ترتكب في بلدان شتى حول العالم كما في المجتمعات الأهلية عبر أرجاء دولتنا. يواجه هؤلاء الضحايا قسوة لا مكان لها في العالم المتحضر: إذ يُجبر الأطفال على العمل كجنود، وتُضرب الفتيات المراهقات ويُرغمن على ممارسة الدعارة، ويستغل المهاجرون ويرغمون على العمل لقاء أجر زهيد أو دون أجر. إنها جريمة قد تتخذ العديد من الأشكال، وهي جريمة تمزق نسيجنا الاجتماعي، وتحط من شأن إنسانيتنا المشتركة، وتنتهك كل ما نمثله كدولة وشعب.

تأسست الولايات المتحدة على مبادئ العدل والإنصاف، ولا تزال تضطلع بدور قيادي في الحركة العالمية لإنهاء عبودية العصر الحديث. إننا نسعى لمكافحة الاتجار بالبشر، ومقاضاة مرتكبيه، ومساعدة الضحايا على التعافي وإعادة بناء حياتهم. أطلقنا مبادرات قومية لمساعدة العاملين في الرعاية الصحية، وطواقم الطائرات في شركات الطيران، وغيرهم من المهنيين للمساعدة في التعرّف على هوية ضحايا الاتجار بالبشر بصورة أفضل وتقديم المساعدة لهم.

كما نسعى لتقوية ودعم تطوير أدوات جديدة لمنع هذه الجريمة والتصدي لها، وزيادة إمكانية الوصول إلى الخدمات التي تساعد الناجين لكي يتمكنوا من الاكتفاء الذاتي. ونتعاون أيضاً مع شركائنا الدوليين والمنظمات الدينية لتعزيز جهود مكافحة الاتجار بالبشر في جميع البلدان حول العالم.

وخلال كفاحنا للقضاء على الاتجار بالبشر، فإننا نستمد القوة من شجاعة وعزيمة وتصميم الأجيال السالفة – ومن الانتصارات التي حققها عظماء الدعاة لإلغاء العبودية السابقين لنا، إذ نرى فيهم وعد دولتنا: بأنه حتى في مواجهة الصعوبات المستحيلة، يستطيع الذين يحبون بلادهم أن يغيّروا مسارها. يستطيع كل مواطن أن يسعى من خلال رفع الصوت عالياً والإصرار على أن الملابس التي يرتديها، والطعام الذي يأكله، والمنتجات التي يبتاعها لا يشوبها العمل القسري. وتستطيع قيادات شركات الأعمال والمنظمات التي لا تبغي الربح، التأكد من أن سلاسل إمداداتها لا تستغل الأفراد عن طريق استعبادهم.

إن حكومة الولايات المتحدة ستواصل معالجة القوى الأساسية التي تدفع هذا العدد الكبير من الناس للوقوع في ظروف عبودية العصر الحديث في المقام الأول.

إننا نقف خلال هذا «الشهر القومي لمنع الرق والاتجار بالبشر» إلى جانب الناجين منه، والمناصرين له، والمنظمات التي تكرس جهودها لبناء عالم لا يكون فيه شعبنا وأطفالنا معروضين للبيع. وسوية، دعونا نعيد التزامنا بإنشاء مجتمع يقول لنا فيه إحساسنا بالعدالة بأننا نحن حماة أشقائنا وشقيقاتنا، وحيث يمكن لكل إنسان صنع حياة متكافئة مع مواهبه وجديرة بأحلامه.

والآن، وبناءً على ذلك، فإنني أنا باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وبحكم الصلاحيات المخولة لي بموجب دستور وقوانين الولايات المتحدة، أعلن هنا شهر يناير/ كانون الثاني من العام 2015، شهراً قومياً لمنع الرق والاتجار بالبشر، الذي سيُختتم بالاحتفال السنوي باليوم القومي للحرية بتاريخ الأول من فبراير/ شباط. وأدعو الشركات والمنظمات القومية والمجتمعات الأهلية وجميع الأميركيين لأن يدركوا الدور الحيوي الذي يمكننا القيام به لإنهاء جميع أشكال العبودية، وأن يحتفلوا بهذا الشهر بتنظيم البرامج والنشاطات المناسبة.

وشهادةً على ذلك، أوقع على الإعلان في هذا اليوم الحادي والثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول من العام الميلادي الرابع عشر بعد الألفين، وفي العام التاسع والثلاثين بعد المئتين لاستقلال الولايات المتحدة الأميركية.

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 4509 - السبت 10 يناير 2015م الموافق 19 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:55 ص

      كلام يكذّبه الواقع المرّ لحكوماتكم المتعاقبة

      أبدلوا المزيد في دعم ومسادعدة الدول العنصرية وبذلك ستقضون على العبودية.
      ساهموا في قمع الشعوب المتطلعة للحرية والعدالة كشعب البحرين المسكين.
      عطّلوا المنظمات الحقوقية حتى لا تستطيع محاسبة أي دولة تضطهد شعبها وبذلك حققتم انجازا كبيرا.
      اجعلوا النفط والمصالح المادية هي قبلتكم وهدفكم وبذلك تكونوا حققتم اهدافكم

    • زائر 3 | 12:19 ص

      كذبت والله

      انتم الراعي الاول مع الغربيين وحكام .... راعين وممولين الارهاب والتخريب في العالم وبالتآمر مع .... لتمويل الارهاب

    • زائر 2 | 11:12 م

      انت

      انت كبيرهم الذي علمتهم النفاق والسحر. انت آخر من يتكلم

اقرأ ايضاً