العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ

الإعلان الخليجي لحقوق الإنسان

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

شهدت قمة مجلس التعاون الخليجي في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2014 إصدار الإعلان الخليجي لحقوق الإنسان، والذي تألف من 47 مادة. وكما أشار أستاذ العلوم السياسية الكويتي غانم النجار، فإن الإعلان تضمن إشارات مهمة، البعض منها إيجابي ومُرحَّب به؛ لأنه حسم «قضايا خلافية ومثيرة للجدل في علاقة شد وجذب بين المنظومة الخليجية وبين المنظومة الحقوقية العالمية لمصلحة الأخيرة، حيث أكدت الديباجة التزامها بما ورد في ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والميثاق العربي لحقوق الإنسان، وإعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام، والمواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة».

غير أن الإعلان الخليجي اشترط أن تكون هذه الحقوق وفق القانون أو النظام المعمول به في دول الخليج، وبمعنى آخر فإنه متناقض. فمن جانب يؤكد هذا الإعلان على التزامه بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في 1948، ولكنه في الوقت ذاته يشترط ربطه بالقانون أو النظام، وهذه الشروط غير محددة ومطاطة، ويمكنها أن تسحب الحقوق وتحولها إلى لا شيء في نهاية المطاف.

هذه الإشكالية جوهرية، إذ إن هناك من يطرح بأن تطبيق القانون هو الأساس، بغضّ النظر فيما إذا كان القانون ملتزماً بالحقوق الجوهرية للإنسان أم لا. أمّا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فينطلق من مبدأ أن الحقوق تسبق القانون وأن على القانون الالتزام بالحقوق، وليس العكس. الإعلان العالمي يؤمن، مثلاً، بأن جميع الأشخاص، بغضّ النظر عن انتماءاتهم وأصلهم ولونهم ونوعهم، جميعهم لهم حقوق متساوية، وأن الحكومات مسئولة عن حماية هذه الحقوق والعمل بها كواقع ملموس، وأن تلتزم جميع القوانين بهذه الحقوق نصّاً وجوهراً والتزاماً فعلياً. الإعلان العالمي يعتبر، مثلاً أن المساواة أمام القانون وفي الفرص المتاحة وعدم تعرض أي شخص للإهانة والتعذيب ومختلف أنواع الانتهاكات، وغيرها، وإفساح المجال للمشاركة في صنع القرار الوطني، إلخ، جميعها حقوق متأصلة في طبيعة الإنسان نفسه، وهي غير قابلة للتنازل عنها أو التعدي عليها تحت أي مبرر كان.

وبمعنى آخر، فإن الحكومات ليس لها حق التصرف بهذه الحقوق وفقاً للقانون أو النظام، وإنما يجب تغيير القوانين وضبط الأنظمة والتشريعات لضمان العمل بهذه الحقوق على أرض الواقع، وأنه لا يمكن المساس بأيٍّ من الحقوق الأساسية أو تجاوزها تحت أيِّ عذر كان.

ورغم أن الإعلان الخليجي يُعتبَر خطوة إلى الأمام، فإن الفكر الحقوقي العالمي يُعتبر غريباً على أفكار تنتشر في منطقتنا تؤمن بالغلبة وتكسير الرؤوس أو قطعها وحسم الخلاف مع الآخرين عبر إسقاط حقوقهم الإنسانية والتصرف بمجمل الحقوق عبر ممارسات لا تمُتُّ للعصر الذي نعيشه حالياً بصلة. إن ثقافة حقوق الإنسان تتطلب نقلة نوعية في طبيعة التفكير نحو التعايش مع الآخر واحترام الإنسان، كل الإنسان، بغضّ النظر عن أيّة اعتبارات لا تستقيم مع الضمير الإنساني.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 1:27 م

      يادكتور

      مفهوم حقوف الأنسان عدنا غير و مفهومه غير في الدول الغربية أحنا عندنا أسم للدعاية وهناك قول وفعل

    • زائر 19 زائر 18 | 12:26 م

      يبقاله

      يادكتور............
      ........... المفروض أنك تكتب وتنصح دول ............ أن يذهبوا ألى أيران .............
      يأخذوا كسورس في أيران ألأسلاميه وفي حقوق ألأنسان في المذهب ا........... ويكنون شاكرين لك .............

    • زائر 16 | 5:55 ص

      الدولة يا زائر 14

      الدولة تطبق القانون الدولة تطبق قانون .........الي انت واحد منهم الناس الي قى البحرين لاتريد...........

    • زائر 15 | 5:49 ص

      حكومات

      حكومات الخليج تقول للشعوووب ليس لكم اى حقوق انها اموالنا واى واحد من الشعب يطالب بحقه مصيره السجن والتعذيب او القتل تريد الناس ان يكووونووون اليها عبيد لاكن الله يقول لاتعبدووون سواى انا ربكم وقاوموا الظلام مهما جرى عليكم والله دائما مع المظلوومين وحتى لو تاخر نصر الشعوووب مصيرهم ينتصرووون على الظلم

    • زائر 14 | 3:06 ص

      الزم حدودك ولا تخاف

      مافي خوف على من يلتزم بحدوده ويحترم حرية الاخرين . الدولة هي المعنية بتطبيق القانون .. والا صارت الدنيا فوضى بلا تفسيرات ما لها معنى

    • زائر 13 | 2:53 ص

      لا توجد حقوق إنسان من غير أمن

      دكتور منصور، لنستوقف كلمة عند أمن الأنسان أولا .. حيث لا وجد الأمن وجدت بعدها الحقوق

    • زائر 11 | 12:37 ص

      بين الحقوق الانسانية و الحقوق المذهبية

      عندما نتحدث عن اسلام فنحن نتحدث عن مذاهب لأنه لا إسلام بلا مذاهب ، و وجود سلطة للأفكار المذهبية فإنه يتعارض مع الحقوق الإنسانية العالمية .. نقترح الاكتفاء ببندون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

    • زائر 10 | 12:23 ص

      زائر9

      المقال نغزة الي ...... الذي استشهد ببيت من الشعر لعنترة في قطع الرؤوس مع من يختلف معك

    • زائر 9 | 12:19 ص

      إن ثقافة حقوق الإنسان تتطلب نقلة نوعية في طبيعة التفكير نحو التعايش مع الآخر واحترام الإنسان

      ورغم أن الإعلان الخليجي يُعتبَر خطوة إلى الأمام، فإن الفكر الحقوقي العالمي يُعتبر غريباً على أفكار تنتشر في منطقتنا تؤمن بالغلبة وتكسير الرؤوس أو قطعها وحسم الخلاف مع الآخرين عبر إسقاط حقوقهم الإنسانية والتصرف بمجمل الحقوق عبر ممارسات لا تمُتُّ للعصر الذي نعيشه حالياً بصلة. إن ثقافة حقوق الإنسان تتطلب نقلة نوعية في طبيعة التفكير نحو التعايش مع الآخر واحترام الإنسان، كل الإنسان، بغضّ النظر عن أيّة اعتبارات لا تستقيم مع الضمير الإنساني.

    • زائر 8 | 11:05 م

      العنوان ناقص كلمة وهي (سلب)

      يجب اضافة كلمة (سلب) لكي يكون العنوان مطابق للحقيقة

    • زائر 7 | 10:46 م

      دول مارقة

      نعيش التناقض والصراع بين المبادئ التي نؤمن بصحتها والمثبتة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لكننا نتصرف كدول مارقة لا تعترف إلا بقوانينها المفصلة على مقاسات المصالح القبلية والطائفية والقومية التي تحافظ على الاستبداد والسيطرة، لهذا فقط نطالب بتطبيق القانون (التعسفي).

    • زائر 6 | 10:42 م

      من كتابات الأستاذ عبدالنبي العكري

      وإذا تفحصنا الدول العربية فإن معظمها دول مارقة، فعدا أنها لا تحترم القانون الدولي فإنها لا تحترم دساتيرها وقوانينها، مع انهم أعضاء في الأمم المتحدة ومنظماتها مثل مجلس حقوق الإنسان والعمل الدولية واليونسكو وغيرها، وبعضهم من مؤسسيها. كما أن معظم هذه الدول مصدّقة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالعلاقات فيما بين الدول وفي التعامل مع مواطنيها والمقيمين فيها من الأجانب وغيرهم.
      الوسط
      9-6-2013

    • زائر 5 | 10:34 م

      لاعبين

      لاعبين فينا الدومنه اي حقوق انسان اي بطيخ كل دول.......... لاتعترف بحقوق الانسان وكل شعوبهاعبيد في يد ........ المستبده.

    • زائر 3 | 10:24 م

      نحن فعلا مساكين

      الإعلانات والتقارير عن حقوق الإنسان غير والواقع الفعلي غير وبعيد عن هذه التقارير والإعلانات ، أكثر الدول والعربية بالذات توقع على تعهدات ومواثيق وقوانين دولية ولكن لا تمارس ولا تطبق بنودها ولا تعترف بها على ارض الواقع ، سهل أن توقع دول الخليج على إعلان حقوق الإنسان ولكن الإنسان في هذه الدول أكثر إنسان في العالم مضطهد ومحروم من حقوقه . لا تأمل خيرا في دولة تعتبر مواطنيها من الدرجة الثالثة وتريد أن تتخلص منهم وتستبدلهم بآخرين حتى لو كانوا لا ينطقون لغة الضاد.

    • زائر 2 | 9:55 م

      الامن والآ مان للمواطنين هو الاهم

      الامن والامان في دول الخليج العربي هو الاهم للمواطنين ولمطلب الرئيسي من جميع شعوب هذه الدول من الحقوق لارهابين والمجرمين وكما قالت الدولة الحقوقية والدمقراطية بريطانيا اذا ذهب الامن لا احد يتكلم عن حقوق

    • زائر 12 زائر 2 | 2:33 ص

      بحسب قاعدتك

      بحسب قاعدتك لا يمكن لأحد في العالم أن يطالب بحقوق ما دامت الدولة تقمعهم وتبطش بهم وتقوض الأمن فالحل عندك أن يسكت المظلومون حتى لا يحدث قمع ويقوض الأمن

    • زائر 1 | 9:48 م

      كلهم يوافقون على اعلان حقوق الانسان العالمي

      ويبقى التطبيق فهم يتفننون في خرق بنود حقوق الانسان العالمي ولك بدولتك

اقرأ ايضاً