سجلت سوق الإعلان الخليجية خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري نسبة نمو مقدرة، تجاوزت أكثر التوقعات تفاؤلا، في ظل تراجع صناعة الإعلان في مختلف أرجاء المعمورة، وارتباك السوق الإعلانية خليجيا، بل انكماشها في بدايات العام الجاري، نتيجة انعكاسات الحرب على العراق على أسواق المنطقة، وتعد نسبة الـ (5,7 في المئة) - التي حققتها السوق الإعلانية - نموا باهرا في سوق عرفت تناميا متصاعدا خلال السنوات العشر الأخيرة.
غير أن اللافت في نمو صناعة الإعلان، في مملكة البحرين على وجه التحديد، انفراد الصحف اليومية بالنسبة الغالبة من الإنفاق الإعلاني الأمر الذي يعزز موقع الصحيفة لدى قطاعات عريضة من المنتجين والمستهلكين على حد سواء في زمان كثر فيه الحديث عن تراجع دور الصحيفة وأثرها في المجتمع، غير أن الأيام تثبت يوما إثر آخر أهمية الصحيفة وحيويتها لدى أفراد المجتمع كونها الوسيلة الإعلامية الأرخص ثمنا، والأوسع انتشارا، والأكثر ألفة، والأيسر حفظا وأرشفة، الأمر الذي يدفع بالمعلن إلى الاتجاه صوبها للترويج لمنتجه متى احتاج إلى ذلك.
وتنامي سوق الإعلان يبشر باستقرار صناعة الإعلام، الذي يحقق بدوره قدرا من الاستقلالية للأجهزة الإعلامية، التي تتنفس بالإعلان، ودونه يصيبها الاختناق القاتل، وبناء عليه يمكن لسوق الإعلان المستقرة أن توفر قدرا من الأجواء الصحية التي تمكن الأجهزة الإعلامية من أداء دورها الطليعي والرائد في قيادة المجتمع، وخدمة اقتصاده، وتعزيز حرياته وتطلعاته.
محمد الأسباط
العدد 450 - السبت 29 نوفمبر 2003م الموافق 04 شوال 1424هـ