أجريت أمس (الاثنين) الانتخابات التكميلية للاتحاد البحريني لكرة السلة، وبغض النظر عن هوية الفائزين بالمقعدين الشاغرين إلا أن الأهم هو أن يستغل اتحاد السلة هذه الفرصة الذهبية من أجل اعادة ترتيب أوراقه بعد سلسلة من المشاكل والاخفاقات.

هذه الفرصة قد لا تتكرر في حال لم يستغلها الاتحاد، لأن الأمور بدأت في السير إلى حائط مسدود على مختلف المستويات إن لجهة العمل التنظيمي داخل الاتحاد أو لجهة المسابقات أو المنتخبات أو الحكام، فالجميع يعاني ولم يعد بالإمكان التغطية اعلاميا على الأمور.

فهناك فرق واضح بين الولاية الأولى لاتحاد السلة التي امتدت لأربع سنوات والتي كانت فيها الأمور مستقرة بشكل كبير، وبين الولاية الثانية للاتحاد التي بدأت بمشاكل كبيرة لناحية الاستقالة الفورية لنائب الرئيس السابق جاسم السندي وتبعها استقالة رئيس لجنة الحكام علي أحمد وصولا لإبعاد عبدالاله عبدالغفار من أمانة السر العام، وما رافق مشاركة المنتخبات الوطنية من اخفاقات تتحملها بدرجة أولى لجنة المنتخبات.

العمل في اتحاد السلة افتقد التنظيم الواضح في الفترة الأخيرة من خلال غياب اللجان المتخصصة وخصوصا اللجنة الفنية التي كانت تشرف على المسابقات وعلى تنظيمها، ولم ينجح الاتحاد في مسعاه لإنشاء لجنتي الانضباط والاستئناف بعد أن أثبتت اللجنتين فشلهما.

إدارة الاتحاد في السنتين الماضيتين امتازت بالكثير من الشخصنة وابتعدت عن العمل المؤسساتي، وإن كانت هذه الشخصنة قد تفيد هنا وهناك من خلال مراضاة هذا الطرف وجبر خاطر الطرف الآخر، فإنها على المدى البعيد تضيع من عمل الاتحاد ومن جهود أعضائه وهو ما بات واضحا في الفترة الأخيرة.

اتحاد السلة بحاجة إلى إعادة تنظيم شاملة، وأعتقد أن الفرصة مناسبة فالانتخابات النيابية قد انتهت وبات الأعضاء أكثر تفرغا للاتحاد، كذلك فإن الانتخابات التكميلية أجريت أمس ومن المفترض أنها ضخت دماء جديدة في الاتحاد بأفكار جديدة.

الرئيس النائب عادل العسومي رجل سياسي من الطراز الأول وهو قادر بخبرته على اعادة تدوير الزوايا في الاتحاد بما يعيد له العمل المؤسسي الذي يفرض هيبته على الجميع بدل سياسة الوعود البراقة.

الاتحاد بحاجة إلى إعادة تنظيم على المستوى الإداري الداخلي أولا بما يحقق العدالة للموظفين وللأعضاء، وبحاجة إلى إعادة تشكيل لجانه الفاعلة بمشاركة أصحاب الاختصاص والخبراء، وبحاجة أيضا إلى سياسة مالية شفافة تمنح الاطمئنان لجميع الأندية، وبحاجة كذلك إلى أفكار تطويرية من أمثال اجبار الأندية على صرف ميزانية كرة السلة في اللعبة فقط وعدم تحويلها لألعاب أخرى وهو ما يمنع موضة الانسحابات والتجميد الحاصلة حاليا والتي تؤثر على هيبة الاتحاد وعلى مكانة اللعبة.

سنتان وأكثر انقضتا من عمر الولاية الجديدة لاتحاد السلة بكل ما حفلتا به من مشاكل وترسبات، وجاء الوقت المناسب لإعادة تصويب البوصلة التي يشترط لها في المقام الأول فتح صفحة جديدة بعيدا عن ترسبات الماضي وبعيدا عن لعبة المصالح الشخصية، فهل يستغل الرئيس العسومي بحنكته الفرصة المؤاتية لإعادة السفينة لمسارها الصحيح أم تغلب المكابرة على الرغبة في التصحيح.