ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة فقيد الجميع، وفقيد التربية والتعليم، زميلنا وأخينا الكريم الأستاذ أحمد القواسمي لقد كان - رحمه الله - أحد أولئك الرجال الذين بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل خدمة العلم والتعليم في البحرين؛ حيث عاصر فترة مهمة من تاريخ التعليم فيها منذ مجيئه من منطقة في مصر قريبة من فلسطين في بداية السبعينيات من القرن الماضي إلى أن وافاه الأجل صباح الجمعة (19 ديسمبر / كانون الأول 2014)، وكانت قلة أعداد الخريجين الجامعيين من البحرينيين آنذاك تحمّل مَنْ ألقيت عليهم مسئولية التعليم من الإخوة الوافدين العرب أضعاف ما يحمله خريجو هذه الأيام بعد أن تكاثرت الأعداد بهم؛ لهذا حمل القواسمي العبء الذي ألقي على عاتقه وأفنى زهرة شبابه، وبذل خالص جهوده في ذلك حباً لهذا الوطن وأهله، والتزاماً بشرف المهنة، ولعل الكثيرين من منتسبي وزارة التربية، والطلبة الذين تخرجوا على يديه في البحرين يذكرون له هذا الفضل والوفاء. كما أنّ كل من يؤرّخ للتعليم في البحرين لايسعه إلاّ أنْ يذكر الأستاذ القواسمي - رحمه الله - في مقدمة أولئك الذين شادوا صرحه، وأقاموه عالياً على أكتافهم بهمة، ونشاط ،وإخلاص، ومثابرة.
لقد زخرت أيام الزمالة مع الفقيد بالمحبّة والأنس والذكرى الطيبة رغم قصر المدة ، وهذا يذكرني بقول الشاعر:
إنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى
لقد كان - رحمه الله - وفياً لأحبابه، محباً لزملائه ، دقيقاً في عمله، مخلصاً فيه إلى أقصى حد، يقصر حياته كلها عليه، جاداً فيه كلّ الجد، صارماً في أداء واجباته كل الصرامة، ولم يكن هذا يعني أنّ الجد والصرامة كانا سمته دائماً، وأنّهما قد أخذا منه كلّ مأخذ في كل وقت؛ فقد كان يستملح في وقت فراغه النكتة، ويستحلي الدعابة، ويتناول الطرفة مع أصدقائه وزملائه داخل العمل في مكتبه أثناء ترددنا عليه بالمفيد الجميل من الإمتاع والمؤانسة؛ فيأنس به الجميع ويحفلون.
فرحمه الله وغفر له على ما نذكره له من الإخلاص والوفاء، وعلى ما كان فيه من الظرف، واللطف ،وطيب المعشر التي تبدت لنا من خلال جلساتنا المشتركة، وأجزل مثوبته بقدر ما قام به وحمله من الأعباء التربوية والتعليمية، وعزاؤنا إلى طلابك، وكل من تتلمذ على يديك، وكل زملائك، ومحبيك، ومن عرفك.
حسين أحمد حسين سلمان
إدارة الإشراف التربوي- مجموعة اللغة العربية
لَستُ أَدرِي.... قَد أذَابَ العُذرُ عُمري...
لَستُ أَدري...
طِيلَةَ العُمرِ رَأَيتُ الفَخرَ عازة... وغُروراً وَنَجاسة لَستُ أدرِي
هَمَسَت لَيلى بِأذنِي... هَذِهِ الدُنيَا كُؤوسٌ مُستحازة!
فَأصَابَتنِي انتِكاسة... لَستُ أدرِي ما بِفِكرِي مِن خَساسة...
ألِأنِي...؟ أَم لِأنَ الـ... فَخرَ بَاتَ اليَوم كيساً من بَآسة...؟!
لَستُ أَدري
سارة المرباطي
أحاسيس صادقة وقلوب بيضاء كزهور الربيع تعطي من كل زهرة لون ورائحة منعشة، هذه هي الطفولة، هي قصص وروايات مشوقة تروى على أنغام نسمات الهواء وإطلالة القمر. كسحب سماء صيف تمر ذكرياتها بنا مروراً وتترك فينا النقاء والصفاء.
أدركت بلادنا البحرين الحبيبة أهمية الطفل والطفولة فقامت بالانضمام إلى اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، بموجب مرسوم بقانون رقم 16 لسنة 1991، وقد أوكلت هذه المهمة لوزارة التنمية الاجتماعية، للاهتمام بقضايا الطفل، وحماية حقوقه، والعمل على توفير الرعاية اللازمة له، فقامت بإنشاء مركز حماية الطفل أسس في عام 2007.
ولا يخفى على أحد أن الدور الركيزي والأساسي يعود على الأب والأم. سعادة الأبوين تنعكس على أطفالهم، وكذلك في المقابل تعاسة الآباء تنعكس على الأبناء، ونجاحهم وتفكيرهم يبني لهم تفكيرهم. ومن أهم الأدوار الذي يجب على الآباء القيام بها هو تخصيص وقت كافٍ للاستماع للطفل وإعطاؤهم فرصة للحديث، ومنحهم المجال للمشاركة في اتخاذ القرارات.
وفي الختام، لا يسعني القول إلا إن الطفولة عالم مخملي، مزود بقلوب كالدرر، الطفولة شجرة نقاء، وأغصان عفوية تحمل ثمار القبول والمتعة، فلنبذرها ببذور الخير، فمن يزرع الخير سيحصد خيراً، فالوطن جدير بالخير والحب والجيل الصالح.
هناء دويسان
نائب رئيس فريق البحرين للإعلام التطوعي
العدد 4494 - الجمعة 26 ديسمبر 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1436هـ