يصادف يوم غد، 27 ديسمبر، الذكرى العاشرة على صدور القرار رقم 12 لسنة 2004 عن المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة الذي أنشئت بموجبه لجنة التوعية والتثقيف البيئي، واعتماد نظامها الأساسي. واللجنة كمنجز نوعي في خارطة العمل البيئي من وجهة نظر البناء المؤسسي والإداري والتنظيمي ونظام العضوية وآلية ومناهج عملها، تعد مبادرة غير مسبوقة على المستوى الوطني والإقليمي أيضاً.
تضم اللجنة في تركيبتها التنظيمية آليات متنوع الوظائف والأهداف في منظومة العمل المؤسسي، تتمثل في لجنة المؤسسات كسلطة عليا في إعداد ومراقبة السياسات، والأمانة الفنية كسلطة تنفيذية مسئولة عن تخطيط وإدارة ومتابعة خطة العمل التنفيذي وتمثل الآلية المهة في تنشيط عمل اللجنة، إلى جانب لجنة العمل التطوعي ووحدات العمل المهني المتنوعة المهام والإختصاصات. وتشمل اللجنة في عضويتها قطاعات العمل الرئيسة في المجالات البيئية والبلدية والصحية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والانسانية والثقافية والاقتصادية والأمنية والقطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني.
إنشاء اللجنة تطلبته ضرورة توحيد الجهود المؤسسية إنجاز أهداف تنمية الوعي وبناء القدرات البيئة والإرتقاء بمفاهيم العمل البيئي، بما يفيد تعزيز قدرات ومقومات الرقابة البيئية وإنجاز أهداف الاستراتيجية الوطنية للبيئة وتعضيد مقومات الشراكة والعمل المؤسسي الذي يسهم في تعزيز التوجه الممنهج لتجسيد الإلتزامات المحدّدة في مبادئ المشروع الدولي البيئي ويفيد دعم خطة العمل التنفيذي الموجهة لإنجاز أهداف التنمية المستدامة.
الخطوات الاولى لأنشطة وعمل اللجنة بدأت في فبراير 2000 بمناسبة يوم البيئة الوطني لدولة الامارات وجرى التفكير في إنشاء اللجنة في إطار الاجتماعات المختصة ببحث الاتجاهات العملية وتحديد المخرجات المنهجية لتنفيذ أهداف إستراتيجية التوعية والتثقيف البيئي لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة. وجرت الاجتماعات برئاسة عبدالعزيز عبدالله المدفع (رئيس الهيئة سابقاً) الذي كان له الاثر الفعلي في بروز هذا المشروع الإستراتيجي.
النظام الأساسي للجنة وضعت مبادئه الرئيسة في سياق الاجتماعات الدورية لممثلي المؤسسات، وكانت الاجتماعات في بدايتها بسيطة وجرى في سياقها بحث الأنشطة وتنسيق الجهود المشتركة، وشهدت اجتماعات وأنشطة اللجنة تحوّلاً تدريجياً في آليات عملها بما يتسق ومتطلبات العمل البيئي والتفاعل المؤسسي مع الأنشطة البيئية.
المقومات الرئيسة التي ساهمت بشكل فعلي في تيسير عملية إنشاء اللجنة تمثلت في الرعاية الدائمة التي يوليها حاكم الشارقة بقضايا التوعية وبناء القدرات البيئية وتعزيز قيم ومفاهيم الثقافة البيئية في السلوك الاجتماعي، وتقديره وتحفيزه لفريق العمل التنفيذي للتوعية والتثقيف البيئي. كما أن نهج الادارة المفتوحة الذي تبناه رئيسها المدفع، والثقة التي يوليها لكادر إدارة التوعية البيئية وتوفر الكادر الكفؤ والمتفاني في عمله الذي أسهم بكفاءته التخصصية والمهنية في ابتكار وتطوير البرامج وآليات العمل التنفيذي للتوعية والتثقف البيئي، يشكل قوة دفع فعلية في تعزيز خطوات العمل لإنشاء اللجنة.
الأهداف الرئيسة للجنة تتمحور في توحيد خطط وبرامج الدوائر والهيئات الحكومية والمؤسسات الأهلية والخاصة، وتنظيم الجهود المجتمعية وتفعيل مساهماتها وتحقيق الخطط والبرامج، وتطوير مرتكزات وأسس التنسيق في مجال إعداد وتنفيذ خطط وبرامج التوعية والتثقيف البيئي، وتطوير البناء المؤسسي والإداري في المجال البيئي وتحفيز جهود العمل التطوعي وتوسيع مجالاته في الشأن البيئي؛ إلى جانب تحفيز مؤسسات القطاع الحكومي والخاص في تبني السياسات البيئية.
اللجنة تفتتح أعمالها في بداية أكتوبر وتختتمها في نهاية يونيو، ويجري في سياق اجتماعاتها الدورية إقرار خطة العمل السنوية وتنسيق العمل في تنفيذ البرامج المشتركة، ووضع متطلبات استحداث البرامج التي تسهم في الارتقاء بعمل اللجنة وإنجاز أهدافها. وفي نهاية دورة الانعقاد يجري إصدار تقرير تقييمي لأنشطة اللجنة يعالج الجوانب السلبية في العمل ويشخص المخرجات والمؤشرات الإيجابية للأنشطة للارتقاء بعملها.
الأهمية الاستراتيجية للجنة في الارتقاء بآليات العمل المؤسسي في مجال تنمية الوعي وبناء القدرات البيئية دفع مبتكري المشروع للعمل على تعميم فوائد التجربة، وتعزيزاً لذلك التوجه جرى عرضها في الحلقة النقاشية لمحافظات وبلديات دول مجلس التعاون الخليجي المعقدة في دولة الكويت (2-4 أكتوبر 2004) تحت شعار «دور المحافظات في حماية البيئة». ومن المفيد أن يجري الاستفادة من التجربة في تفعيل نهج الشراكة للعمل المؤسسي، البيئي والبلدي في مملكة البحرين خصوصاً أن رئيس مجلس أمانة العاصمة، محمد الخزاعي، عبّر عن النية باستحداث «لجنة الصحة والبيئة». ومن الأهمية أن تكون التوعية البيئية ركناً رئيساً في اللجنة المقترحة.
اللجنة مشروع نوعي في العمل المؤسسي ومنهج فاعل للشراكة في العمل البيئي، وبحكم ارتباطنا الفعلي بخطة عمل اللجنة كأحد العناصر الرئيسة في وضع مؤسسات الفكرة وصياغة نظامها الأساسي وتولي مهام الأمين التنفيذي حتى دورة انعقادها في العام 2012، يمكننا الجزم بالقول إنها منجز استراتيجي للشراكة وتجربة يمكن الاستفادة منها في إثراء العمل البيئي، إذا ما أُحسن فهم مناهجها في إدارة العمل لبناء الشراكة والتنسيق المؤسسي في المجال البيئي.
إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"العدد 4493 - الخميس 25 ديسمبر 2014م الموافق 04 ربيع الاول 1436هـ