عندما كنت صحافيا في الإمارات ونقلت لأكون مراسلا لصحيفتي في الإمارات الشمالية جعلت من إمارة عجمان مقرا لي وصرت عضوا في «جمعية الفنون الشعبية» فيها، فوجدت أن سبب شللهم في إقامة فعاليات ثقافية هو عدم وجود صالة عرض فقررت كصحافي له علاقاته تشجيع التجار وبعض المؤسسات الأهلية بإقامة صالة لأبنائهم من الشباب، وبالفعل تكفّلت كل مؤسسة وكل تاجر ببناء جزء من المبنى ولما اكتمل بدأ الشباب بهمة إقامة فعالياتهم الثقافية والفنية بحماس منقطع النظير، وأذكر أن أمسية شعرية أحياها الشاعر اليمني المعروف عبدالله البردوني وحضرها ضمن من حضر مدير عام مؤسسة الشباب والرياضة سلطان السويدي، فأعجب بشعر الشاعر الكفيف وجمال القاعة وسألني عند خروجه كم كلفتكم هذه القاعة، فقلت أقل من 120 ألف درهم فشهق شهقة خفت على حياته منها وكاد يقف شعر رأسه من شدة الدهشة، فقال كم؟ فأعدت على سمعه المبلغ فقال وسط ذهول غير عادي بلهجته الإماراتية (شو حقه طالبين مني لبناء قاعة بنفس عدد الكراسي تقريبا بحيث تسع قرابة 300 كرسي 5 ملايين درهم؟) أجبته لا شك أن البناء يكون أجمل من هذا المبنى الذي أقيم حائطه وسقفه من صفيح الألمنيوم ولكن مع ذلك فإن تكاليفها لن تزيد على مليون أو مليونين والباقي سيتوزع في جيوب الكثير من الأشخاص المحترمين، هذا الكلام ذكرني بالإعلان عن إقامة مسرح في البحرين تبلغ تكاليفه 7 ملايين دينار، هب أن الدولة ترغب في بناء مسرح متميز ولكن لماذا هذا الإسراف؟ هل يعقل إقامة مسرح بهذا المبلغ؟ وخوفا من قانون المطبوعات لا أقول كم في المئة سيدخل جيوب السماسرة والوسطاء غير أني أسأل لِمَ كل هذا الإسراف في دولة بائسة مثل بلادنا؟ ما عيب «مسرح الجزيرة» الذي قاعة عرضه تضم أكثر من 250 كرسيا مع كامل احتياجات العرض المسرحي إضافة إلى قاعة كبرى أخرى وبقية احتياجات المسرح الذي أقيم بمبلغ لا يزيد على 50 ألف دينار فقط؟

لماذا لا تتم بهذا المبلغ إقامة 6 أو 7 مسارح لتمليكها للفرق المحتاجة ليعود نشاطها بنصف ذلك المبلغ ويقام بالنصف الآخر مسرح مركزي للعروض الكبرى؟

لا أدري، ولكني أقول اللهم لا اعتراض ولكني أسألك اللطف بهذا الشعب فقد كفاه عذابا وفقرا