إن إهمال وتجاهل وزارة التربية وتهميشها لحراس المدارس البحرينيين الجامعيين الذين ينتمون إلى مكوّن وطني معين ليس بجديد، وقد أصبح واضحاً لكل منصف في البلاد وضوح الشمس في رابعة النهار. ولكن الوزارة في السنوات الأربع الأخيرة توسعت في هذه السياسة أكثر من السابق بعشرات المرات، فلم تعد تخفي ممارساتها كما كان سابقاً، بسبب ثقتها الزائدة بأنها بعيدة عن المساءلة والمحاسبة القانونية.
كانوا يظنون في الوزارة خيراً، ونقصد حراس أمن المدارس البحرينيين، وبأنها في حال حصولهم على الشهادات الجامعية مثل البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، ستبتهج كثيراً بإنجازاتهم العلمية وبإرادتهم القوية في مواصلة دراستهم الجامعية، ولم يخطر ببالهم أنها ستعاملهم بتمييز بهذه الصورة المفرطة، من دون مبررات قانونية. وكانوا في الوقت نفسه يرون من هم أقل تأهيلاً وكفاءةً وخبرةً، يُرقّون إلى مواقع متقدمة، وتصبح مسمياتهم الوظيفية «مشرف أمن» و«مشرف عام» و«حارس أمن أول»، وكأنها مطمئنة أنها لن تُحاسب على ممارستها التي تضر بالوطن. ويرون أنفسهم مازالوا حراساً على أبواب المدارس، وتتعامل معهم الوزارة كحطب الشطرنج، تنقلهم بين وقت وآخر من مدرسة إلى أخرى.
كانوا قبل أربع سنوات، وقبل بدء الأزمة السياسية في البلاد في فبراير/ شباط 2011، يترقبون كادر الحراسات الأمنية على أحر من الجمر، وكانوا يأملون من الوزارة إنصافهم من خلاله، ولم يكن في حسبانهم أنها ستعمق جراحهم وتزيد من ألمهم، بتكريسها للتمييز أكثر من السنوات الماضية. ولم يكونوا يتصوّرون أن الوزارة ستتخذه سبباً في إبعادهم عن استحقاقاتهم المهنية والمادية، وأنها ستتعامل معهم وكأنهم من المغضوب عليهم، على الرغم من أنها تعلم أن لديهم المؤهل والخبرة والكفاءة تفوق بكثير ممن رُقّوا لحسابات أخرى، وتشهد لهم إدارات المدارس التي يعملون فيها بالتفاني والإخلاص والانضباط والجودة في عملهم، ولم يطلع أحد من المنصفين على أوضاع حراس أمن المدارس الجامعيين المهنية المأساوية إلا ويقف مذهولاً، وتلوح أمامه علامات استفهام كبيرة، أولها لماذا؟ وكيف؟ وإلى متى؟
ولا نبالغ إذا قلنا أن الوزارة لا تستطيع تقديم مبررات واقعية وقانونية لامتناعها عن إنصاف هذه الفئة المستباحة الحقوق، لأن كل مبرراتها لا تصمد أمام القانون ومبدأ المواطنة الحقيقية وتكافؤ الفرص. والمصيبة عندما يعلم الطالب أن حارس مدرسته من خلال منطقه وتدبيره وحسن معاملته وأدبه وأخلاقه العالية، أنه يحمل مؤهلاً جامعياً، قد يصاب بنكسة نفسية شديدة، وخوف من المستقبل، ويقول: هل سيكون مصيري كمصير هؤلاء من حراس أمن المدارس الجامعيين؟ ممن يحرمون من استحقاقاتهم المهنية بهذه الصورة.
وجدنا العديد منهم وصلوا إلى درجة كبيرة من الإحباط واليأس، والكثير منهم يفكرون في الاستقالة براتب تقاعدي زهيد جداً، لا يغني ولا يسمن من جوع. وقضية هؤلاء المواطنين البحرينيين (حراس أمن المدارس) تحتاج إلى النظر إليها بعين الاهتمام من الجهات العليا، لما لها من تداعيات نفسية ومعنوية ومادية على نفوسهم وأوضاع أسرهم، فهم لم يطالبوا بغير استحقاقاتهم القانونية المشروعة، وكل ما يريدونه هو أن تعاملهم الوزارة بالعدل والمساواة، وعدم التعامل معهم بالتمييز في الترقيات والحوافز والمكافآت، فهل ما يطالبون به صعب التحقيق على وزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية رغم توافقه كلياً مع القانون؟
نقول للوزارة وبكل صراحة: من أجل أن تعطي لهذه الفئة حقوقها المهنية والمالية كاملة غير منقوصة، عليها أن تتجرد تماماً عن كل المؤثرات النفسية الطائفية السلبية التي توقعها في هذه التجاوزات، وتعيقها عن تطبيق القانون، الذي يجعل المعيار الأساس للترقيات هو المؤهل والكفاءة والخبرة والجودة في أداء العمل، وليست أية معايير نفسية وطائفية ومذهبية وعرقية. فالوزارة إذا ما فكّرت بجدٍ في مصلحة الوطن بكل مكوناته، وراحت تتعامل مع جميع موظفيها البحرينيين وفق مبدأي المواطنة وتكافؤ الفرص، ستجد نفسها في مقدمة المؤسسات التي يفتخر بها في كل المحافل التربوية.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4489 - الأحد 21 ديسمبر 2014م الموافق 29 صفر 1436هـ
شكرا للكاتب
نحن مجموعة من حراس التربية ، نشكر الأستاذ سلمان سالم على ابراز قضيتنا في الصحافة لإيصال صوتنا الى اعلى المسئولين بالمملكة لتصحيح مسار وزارة التربية عن التمييز والطائفية الى احقاق الحق
شكراً لك يا استاذنا الفاضل
شكراً لك يا استاذنا الفاضل على مقالاتك الناصرة للمظلوم الرائعة والجريئه والدقيقة والمهذبة ،،، في ميزان حسناتك
كلنا امل بأن ينصفنا الوزير
كلنا امل بل يقين بأن الوزير الدكتور ماجد النعيمي سينصف وسيحل مشكلة الحراس ولن يرضى بهذا اللون من الفساد في وزارته
عشر سنوات
عشر سنوات والوزارة لا تختشي تجعل مجموعة من حملة المؤهلات العليا حراس للمدارس !!! ومشرفين الامن من حملة الاعدادية والثانوية !!! هل يوجد فساد اكبر من هذا الفساد ؟؟؟،
تمييز واضح
تمييز واضح جدا في وزارة التربية وهي من فشل إلى أخر بسبب هذا التمييز
فضيحة يا تربية
بسكم فضايح يا تربية ! هذا الموضوع فشيلة عليكم ، شوفوا ليكم حل وقانون للترقي بدل فضايحكم ما تنتشر مثل الغسيل
فضيحة يا تربية
بسكم فضايح يا تربية ! هذا الموضوع فشيلة عليكم ، شوفوا ليكم حل وقانون للترقي بدل فضايحكم ما تنتشر مثل الغسيل
فشلتونة
حراس جامعيين على أبواب المدارس ؟! والله فشلتونة يا وزارة التربية يا وزارة العلم والمتعلمين !
حارس جامعي
ما المشكلة بتحويلنا لوظائف اخرى بالمدارس ؟! يوجد وظائف كثيرة بالتربية والازمة الاخيرة كشفت المستور
ديوان الخدمة المدنية
المشكلة في ديوان الخدمة المدنية ، لعدم وجود قانون يحفظ حق المتعلم وخصوصا في الوظائف مثل الحراسة أو المراسلين ! كان يجب وضع قانون للترقي في حال الحصول على المؤهلات الاكاديمية خصوصا للوظائف الصغيرة
فضيحة من العيار الثقيل
هذه فضيحة من العيار الثقيل ! يجب على وزارة التربية ايجاد وظائف للجامعيين ونقلهم فورا ! لأن وزارة التربية معنية بالعلم والمتعلمين وفضيحة عدم ترقية اصحاب المؤهلات الاكاديمية ورميهم على أبواب المدارس
الحراس الجامعيين
المشكلة الحقيقية ان رؤوساء ....ما يحبون يسمعون سيرة الجامعيين بالقسم لأنهم وببساطة شديدة غير مؤهلين ، لهذا السبب يحرمون الجامعيين من ابسط حقوقهم ولا يتم رفع اسمائهم للترقي !
طائفية
لو كان الجامعيين من طائفة معينة لرأيتهم في أفخم المكاتب لابسين غتره وعقال وامامهم جهاز الكمبيوتر ومن موقع لموقع ! لكنهم من طائفة غير مرحب بهم لهذا هم حراس مدارس وبدون حوافز ولا ترقيات
يا استادى
انهوا الحقد على الشيعة خصوصا الي واكفين مع الحق التربيه لاتريد ان توظفهم لانهم مع الحق تريد توظف الي ابيع دينه من اجل الفلوووس المشتكى لله وفاتل الله الجهل
حارس جامعي
عندما تطرح الوزارة وظائف داخلية للحاصلين على البكالوريوس تكون مشروطة بالمتقدمين العاملين بالادارات فقط ويستثنى من التقديم حراس الأمن الجامعيين
كلام لا يرتقي إلى الواقع
إن وظيفة حارس أمن لا تحتاج إلى مؤهل جامعي ،هذا رأي غريب جدا لا يتناغم مع عصرنا الحاضر الذي يتطلب من كل صاحب مهنة لها علاقة بالناس وكيف بالجوانب التربوية أن يكون متمتعا بمؤهلات علمية تمكنه من أداء عمله بإتقان ودراية
.................
ما عندك سالفة نبقى غير
بكاء ونواح
هذه الوظيفه لا تحتاج الى جامعيين ... حملة الشهادة الاعداديه تكفي لها... اذا انت حضرتك متخرج من جامعه ولا تستطيع ان تحصل على عمل بمؤهلك الجامعي لأي سبب ومنهم ضعفك العلمي والعملي وقلّة الخبرة.... لا تتباكى طائفيه..... اجتهد وابدأ من أول السلم تصل
نعم كل ماذُكر صحيح بل اقل من الواقع الذي يعانية الحراس الجامعيين
صحيح
تقريباً اكمل البكالوريوس قرابة ال 10 سنوات وحامله حارس على بوابة المدرسة ومن يحمل الاعدادية والثانوية وصل الى أن يكون هو المسؤول عليه !!!! هذا في وزارة العلم !!!
اهكذا يكون الجزاء ياوزارة التربية ؟؟؟
اهكذا يكون المكآفأه ياوزارة التربية ؟؟؟ ترقين حملة الاعدادية والثانوية وتستثنين الجامعييين ؟؟؟
عشر سنوات حارس مدرسة يحمل
عشر سنوات حارس مدرسة يحمل مؤهل عالي !!!! وفي دولة خليجية !!!!
انصفي الجامعييين ياتربية
انصفي الجامعيين ياتربية ولا كانوا قدوة لايحتذا بهم
نعم كل ماذُكر صحيح بل اقل من الواقع الذي يعانية الحراس الجامعيين
خدمنا في الوزارة قرابة 13 سنة ولانعلم ماهي الية الترقي
خدمنا في الوزارة قرابة 13 سنة ولانعلم ماهي الية الترقي في هذا القسم ،كثير من الناس يسألوننا كيف يصل الحارس الى درجة حارس امن اول - مشرف امن- مشرف عام - دورية) لانعلم الحواب
صحيح
انا اعمل في شركة خاصة كحارس مدرسة براتب 230 دينار مع اني حاصل على شهادة بكالوريوس منذ عدة سنوات، ترفض العديد من الشركات توظيفي بحجة أنهم لا يستطيعون دفع الراتب الأدنى المفترض لحملة الباكلوريوس (400 دينار) علماً أني قدمت أوراقي للعديد من الشركات الخاصة و الجهات الحكومية لكنهم يفضلون توظيف الأجنبي على ابن البلد المهمش.
هدهد
أعتقد جازماً انه بدت الأزمة الاقتصادية ليس للحكومة بل لهذا المواطن الغلبان حيث بدئت من وزارة التربية فقد قامة الوزارة بالبدء في أقتطاع المبلغ الأضافي للوقة الأضافي الذي جعلت الوقت يمتد ، ومن هنا مدرسة وهنا مدرسة لتسد العجز في الموازنة هذا الخبر من مدرسة في البلاد القديم