يعتبر الغذاء الصحي وضمان جودته أمرين ضروريين للحياة، حيث يؤثر تلوثه على سلامة الفرد. فالكثير منا أصيب بأعراض التسمم الغذائي الناتجة عن تناول الأغذية الملوثة، حيث يعتقد الكثير أن أسباب التسمم ناتجة عن أكل المطاعم فقط وهذا اعتقاد خاطئ.

وتنقسم الأسباب أو المخاطر الناتجة عن التسمم الغذائي إلى ثلاثة أسباب رئيسية وهي: مسبب بيولوجي وهو عبارة عن الكائنات الحية أو العضوية مثل: البكتيريا، الفيروسات، والطفيليات. أو مسبب كيميائي الناتج من الملوثات الزراعية والصناعية بما في ذلك المنظفات والمطهرات المتعلقة بالنباتات والسموم الحيوانية. أو مسبب فيزيائي وهو عبارة عن أية مادة غريبة أو ضرر قد يصيب الفرد إذا بلعها مثل العظام، البلاستيك أو الزجاج.

وتظهر أعراض التسمم على هيئة غثيان، إسهال، قيء واضطرابات معوية. وأي من هذه الأعراض يختلف ظهورها بحسب نوع العامل المسبب ومقداره.

أكثر من 90 في المئة من حالات التسمم الغذائي ناتجة عن طريق البكتيريا (مسبب بيولوجي)، فقط 4 في المئة من الحالات غير معروف نوع البكتيريا المسببة للمرض، وما تبقى هي عبارة عن بكتيريا غير مؤذية (بكتيريا نافعة) حيث يمكن استخدامها لإنتاج بعض المواد الغذائية مثل الجبن، اللبن، الخبز والعجين، ويمكن استخدامها أيضاً كعلاج من حساسية بعض الأطعمة، فكل من البكتيريا الضارة والنافعة نجدها منتشرة في كل مكان.

العدوى الغذائية الأكثر شيوعاً هي بكتيريا السالمونيلا المتواجدة في المياه والأغذية الملوثة مثل: اللحوم، الأسماك، الدواجن، منتجات الألبان، الآيسكريم، الصلصات، الحليب غير المبستر، والبيض. حيث معظم السالمونيلات ممرضة تظهر أعراضها عموماً خلال 12 إلى 36 ساعة وقد تستمر إلى 2 - 7 أيام وهي مشابهة لأعراض التسمم الغذائي، حيث يصاب 1.417.408 حالة / سنة و582 حالة وفاة بسبب هذه البكتيريا. وتنتقل من خلال التسخين الخاطئ والتبريد غير الكافي لأنها مقاومة للبرودة وحساسة للحرارة، أو عدم الطهي الجيد، أو الاحتفاظ أو تخزين الطعام في درجات حرارة غير ملائمة، أو تناول الخضراوات والفواكه من دون غسلها جيداً.

وتشير البحوث إلى أنه بالإمكان انتقال هذه البكتيريا من الدجاج المصاب إلى البيض لأن له علاقة قوية بالحيوان فهو يمكنه الانتقال ببساطة بين الإنسان والحيوان عن طريق الحشرات والأغذية والبراز لوجودها في أمعاء كثير من الحيوانات الأليفة، حيث من الضروري غسل الأيدي بعد التعامل مع مثل هذه الحيوانات.

نتيجة لذلك، بعض الدول والمؤسسات ولاسيما مؤسسة إدارة الغذاء والدواء للولايات المتحدة الأميركية لخدمات الصحة، (FDA) وحقوق الإنسان لديها قوانين للحد من هذه البكتيريا الضارة فهي تحظر استخدام البيض النيئ لاحتوائه على السالمونيلا.

يمكننا الوقاية وتفادي أضرار بكتيريا السالمونيلا من خلال الطهي الجيد للطعام وخاصة البيض واللحوم وبسترة الحليب، شراء اللحوم من أماكن معتمدة ذات خبرة في حفظ الأغذية والاهتمام بالنظافة وغسل اليدين جيداً، وعدم ترك الأطعمة مكشوفة وخاصة في الجو الحار لفترات طويلة، وعدم الخلط بين الأطعمة القديمة والطازجة.