قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن التهديدات في المنطقة تتطور وتزداد تعقيدا بتطور التكنولوجيا وتصاعد دور الجهات الفاعلة غير الحكومية، لافتاً جلالته إلى أن القضايا القائمة لاتزال تخيم على منطقة الخليج والشرق الأوسط، «ما يجعلنا في حاجة أكبر من أي وقت مضى لفهم الأدوار والمصالح والدوافع لكل من الدول الإقليمية والدولية، وبناء عليه، أصبحت معالجة هذه القضايا أمرا ملحا يتطلب انخراطا حقيقيّاً ومستنيراً».

جاء ذلك لدى استقبال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير أمس السبت (6 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، رؤساء الوفود المشاركين في حوار المنامة في دورته العاشرة والذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية في مملكة البحرين، والذي بدأ أعماله في البحرين مساء أمس.

وقد رحب جلالة الملك بضيوف البلاد وبمشاركتهم في حوار المنامة، كما تبادل جلالته معهم الأحاديث الودية عن أهم المحاور التي يناقشها حوار المنامة وما يطرحه من قضايا أمنية وسياسية واقتصادية تهتم بالشأن الإقليمي والعالمي.

وقد تفضل عاهل البلاد بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:

«أصحاب السمو، أصحاب السعادة،،،

الضيوف الكرام،،،

انه لمن دواعي سرورنا أن نرحب بكم في مملكة البحرين، متمنين لكم جميعا إقامة طيبة ومثمرة.

إن استضافة مملكة البحرين، على مدى العقد الماضي، لجلسات حوار المنامة، تأتي من منطلق قناعتنا بأن الحوار الواسع هو الوسيلة الأنجع في التعزيز والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

فلا يسعنا اليوم إلا وأن نهنئ جميع المشاركين في حوار المنامة، في ذكراه العاشرة، وأن أشكر الدكتور جون تشوب مان على ما بذله من جهود كبيرة خلال الفترة الماضية، متطلعين إلى سنوات عديدة قادمة، مكللة بالنجاح على صعيد تعزيز الحوار والمناقشات بين جميع الشركاء في المصلحة الإقليمية.

فمنذ العام 2004، والتهديدات في المنطقة تتطور وتزداد تعقيداً بتطور التكنولوجيا وتصاعد دور الجهات الفاعلة غير الحكومية، في حين لا تزال القضايا القائمة تخيم على منطقة الخليج والشرق الأوسط، مما يجعلنا في حاجة أكبر من أي وقت مضى لفهم الأدوار والمصالح والدوافع لكل من الدول الإقليمية والدولية، وبناء عليه، أصبحت معالجة هذه القضايا أمراً ملحّاً يتطلب انخراطا حقيقيا ومستنيرا.

وإذ نثمن عاليا مشاركة هذا العدد الكبير من كبار المختصين في مجال الأمن من مختلف أنحاء المنطقة وخارجها، نأمل أيضاً في أن يكون حوار المنامة لهذا العام مرة أخرى ملتقى مهمّاً، نتوصل من خلاله إلى فهم متبادل أفضل للقضايا الأمنية الإقليمية والاستجابة إليها.

ولذا، لا يسعنا إلا أن نرجو لكم كل النجاح في نقاشاتكم، وأن نجدد ترحابنا بكم في رحاب مملكة البحرين».