أظهرت الحرب في سورية سوآت لنا كثيرة. لم يعد المشهد مقتصراً على حَزِّ الرقاب، ولا تفخيخ الأجساد، بل تعداه ليصل إلى أمور أكثر شَراً. إلى وقتٍ ليس ببعيد، كنتُ أعتقد بأن «الصورة الجنسية» التي تُقال عن التنظيمات الجهادية المسلحة في سورية، هي ضربٌ من الحرب الدعائية المضادة لا أكثر.
اليوم، تبيَّن أن الأمر حقيقة، وهو ينطوي على كثير من التفاصيل التي تُدمي القلب. وهو يُظهِر يوماً بعد آخر، أن المسألة ليست «جهاداً نسائياً» بقدر ما هو استغلالٌ جنسي، واتِّجارٌ صريحٌ بالبشر، يُمارَس ضد فتيات بعضهن لم يبلغن الخامسة عشرة من العمر.
قبل فترة، كَتَبَ كل من نيكولاس فينوكور وبولين ميفل تقريراً مفزعاً في «رويترز». التقرير أفاد بأن فرنسياً من أصل مغربي ذهب إلى سورية للبحث عن شقيقته ذات الـ 15 عاماً، والتي استقطبتها تنظيمات تُوصَف بالجهادية في سورية عبر وسطاء، وهي اليوم تُحتَجَز في مكان مجهول هناك.
فتاة «مراهقة حساسة سريعة التأثر، كانت تحب أفلام ديزني قبل سفرها إلى سورية»، حسب وصف شقيقها، ترى نفسها بين لحظةٍ وأخرى أمام أوردة الرقاب وهي تتمزَّق بحد السكاكين، ورؤوس مقطوعة تتدحرج.
قال الرجل الفرنسي بأن شقيقته عندما رأته وهو يدخل غرفة اللقاء معها «لم تستطع أن تتوقف عن البكاء والتشبث بي». ثم يضيف بأنه قال لها بعد أن شاهد بكاءها: «إذن ستعودين معي؟ فبدأت تخبط رأسها في الحائط وهي تقول لا أقدر. لا أقدر. لا أقدر»!
كانت هذه الفتاة -وحسب نيكولاس فينوكور وبولين ميفل- قد «طلبت مراراً من أسرتها عبر الهاتف إنقاذها من المتشددين الذين وصفتهم بأنهم منافقون وكذابون».
بطبيعة الحال، فإن انجذاب فتيات في عمر الزهور إلى هكذا أفعال هو سؤال يُطرَح بشكل دائم. بالتأكيد، فإن التفسير اللائق لذلك، هو أن الحدث ناتج عن الآلية التي يتم استخدامها من قِبَل تلك التنظيمات مع الفتيات. فبعضهم يتغلغل إليهن من خلال حساسية أعمارهن، التي يكُنّ فيها أكثر قابليةً للاندفاع نحو المغامرة، والانجذاب للمثاليات، حين يعتقدن بأن أولئك المقاتلين، هم غاية في الزهد.
يُرسِّخ من ذلك الاعتقاد وجود فتيات «من أسر ملحدة أو كاثوليكية أو يهودية، منها الغني والفقير، ومنها من نشأ في المدن» كما جاء، ولا علاقة لهن بالعوائل التي يُمكن أن يكون لها ارتباط تاريخي وسوسيولوجي معتدل بالإسلام كما هو الحال بالنسبة للعائلات التركية أو المغربية أو الجزائرية والتونسية وخلافها ممن عِشْنَ في أوروبا.
وما يشير إلى أن الأمر له علاقة بمسائل المغامرة والمشاعر الجيّاشة التي تحكمها أعمار تلك الفتيات، هو الرسالة التي بعثت بها إحداهن ممن ذهبن إلى سورية (وهي الفتاة المجتهدة في دراستها والحساسة والطفلة في تصرفاتها حسب التقرير) في بداية افتضاح وصولها إلى سورية، حيث قالت لهم بأنها «سعيدة وتأكل جيداً وكأنها في عالم ديزني»!
يُضاف إلى ذلك الأسلوب الحميمي الذي تتبعه الجماعات المتشددة في سورية عبر نساء يقمن بدور الوسيط والسمسرة، حيث يتم إغراء المراهقات بمسائل الحب والغرام عبر الشبكة العنكبوتية. وهو ما أشار إليه رئيس المخابرات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن بكل وضوح في إحدى الجلسات البرلمانية وأطلق عليه «رومانسية الجهاد».
هذا الأمر يبدو مخيفاً جداً. فهو يعتبر في جوهره نوعاً من الاتجار بالبشر كما أسلفت. فكل الدلائل تشير إلى أن تلك الفتيات هنَّ أشبه بالمختَطَفَات. حيث يخضعن إلى رقابة تنظيمية شديدة بمجرد وصولهن إلى مناطق الصراع. إحدى الأمهات قالت بأن الكلمات الخشبية التي تكتبها لهم ابنتهنّ في نظام الدردشة الالكترونية بالنت هي أنها بخير ولديها ما تحتاج وأنها لن ترجع إليهم، وكأن أحداً يراقبهن وهن يكتبن.
لم يعد ما يُشاع ضد تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المسلحة المتشددة في سورية حول مسائل استغلال الفتيات الصغار في مسائل جنسية ضرباً من الدعاية المضادة لتلك التنظيمات. لكن ما ظهر الآن هو أن ذلك أمرٌ لا مِراءَ فيه، بعد أن بانت تفصيلاته ومن اعترافات شخصية أو حتى من عوائل تورّطت بناتها في ذلك الفعل الغريب.
قبل فترة، نشرت صحيفة «الشروق» التونسية، أخباراً وتقارير صادمة حول ذلك الموضوع. أحد التقارير أشار إلى أن امرأة تونسية ثلاثينية ذهبت إلى سورية عبر ليبيا ثم تركيا، ومنها إلى مدينة أعزاز السورية لمحاربة الكفار، قدّمت اعترافاً بأنها مارست «الجنس مع لا يقلّ عن 100 داعشي في 27 يوماً قبل الفرار من جحيم الجهاد إلى بلادها بطرق ملتوية».
من الأشياء اللافتة التي تتفق مع القول بأن ما يجري لهن هو نوعٌ من الاتجار بالبشر، أن هذه المرأة قالت بأنها كانت في سورية محبوسةً في عمارة سكنية بها سبعة عشر امرأة، تحت عنوان «مجاهدات»، ينتمين إلى سبع جنسيات أو أكثر، حيث كُنَّ يخضعن إلى مسئولة تنظيمية صومالية الجنسية تدعى «أم شعيب».
هذا الأمر لم يعد سراً ولا هراءً، بل هي حقائق تُدمي القلب. إذ كيف تحوَّلت عناوين كبيرة كالجهاد في سبيل الله إلى صور وسلوكيات مؤسفة، يندى لها الجبين. هذا الأمر يحتاج إلى توعية مُشدّدة، فعادةً ما تجذب الشعارات الدينية والمذهبية الكثيرين للتعبير عمّا يريده منهم الآخرون، وكأنهم لا خيار ولا قرار بأيديهم. إنها مسئولية يشترك فيها الجميع، لحفظ الجيل من أفعال يرفضها العقل والدين، ومن علاقات ثعبانية مع أمثال أم شعيب وغيرها.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4473 - الجمعة 05 ديسمبر 2014م الموافق 12 صفر 1436هـ
محرقي بحريني
أخي محمد أنت ذكرت أن أمراه ذهب لسوريا للجهاد ومارست الرذيلة مع 100 داعشي
وأنا اسالك المعروف أن داعش رجال متزمتين دينياً ووصل بهم الغلو الى أعلى الدرجات فكيم يدخل في عقلك أنهم يمارسون الجنس بواقع 100 شخص لامراه واحده خلال 27
يا أخ محمد قد نقول أن داعش مجرمين يقطعون الرؤس وعندهم أسراف في الدماء ولكن أن يمارسون الزنا الجماعي فهذا لايصدق
هناك أجندة كثيرة عند جماعات وأفراد فأن لم تستطيع هزيمة خصمك على الارض فعليك بهزيمته بالاشاعات
أخ محمد أنت ماشاء الله عليك باحث محترم فهل تصدق كل مايقال أو يشاع
ليس كذلك
ليست إشاعة بل هي اعترافات من ضحية ضمن تحقيق صحفي
محرقي بحريني
اقراء ردي عدل بتمعن بارك الله فيك
نحنوا لانختلف أن داعش تسبي النساء الغير مسلمات وقد يتم بيعهن في سوق الرقيق وغيرها من ذلك ولكن أن يمارسون الزنا ونحنوا نرى تشددهم في جرائم الزنا ومنها الجلد والرمي والاعدام
أما أن تخرج فتاه مدفوعة الاجر وتصرح بغير المنطق فهذا شئ مضحك
باعطيك مثل الحين لو أعطينا فتاه مبلغ مقابل أن تصرح أن القاده في حزب الله تناوبوا عليها فهل نصدق ذلك ونحنوا نعرف أن حزب الله ذات توجه ديني
نعم هناك الكثيرين الكارهين لداعش ومستعدين لعمل أي شئ لتشويههم ولكن ليست بهذه الطريقة العقل نعمة
عايش في فلم هندي
( من قتل أطفال درعا هم النظام ) هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها ، روح بعينك جوف في اليوتيوب عناصر التظام تطلق النار على الأطفال ، إلى متى تظلون نائمين ، النظام نفسه يعترف بوقوع جرائم من أفراده ، والمدافعين عنه من البحرين ينكرون ، ( بعثيون أكثر من البعث نفسه ) !!!
إنت اللي نايم
الأستاذ محمد كتب عن داعش وعن اجرامها وممويليها وتفكيرها مقالات طويلة قبل أن تسمع حضرتك عنها في الاعلام ، لكن ان شاء الله يأتي اليوم التي تصحو فيه حضرتك وتعرف أنه ما في فرق بين جهاد النكاح الداعشي و اغتصاب النساء البعثي في السجون بل وفي داخل البيوت ، آلاف المغتصبات السوريات وعشرات الآلآف المعذبات من النساء على أيدي عصابات البعث الإجرامي لم تحرك فيكم ساكنا يا عديموا الضمير ، ومن رضي ببشار البعثي محشور معه ان شاء الله ، فلا تلم الأستاذ الذي تبرأ من ارهاب داعش وبشار بل ومن عسكرة الثورة ، ولم نفسك
الى الزوار 6 و 7 و 3و 8 و غيرهم
الكاتب لم يمدح النظام بل قرأت له في اكثر من مرة انتقاد للنظام بشدة و لكن النقطة الاساس هي استغلال الدين من اجل مأرب سباسية من بعض الدول و السماح بل التحفيز من بعض السلطات في الدول لوعاظ السلاطين للدعاية للجهاد بينما يعلم هؤلاء الوعاظ بل الجميع ان الموضوع ابعد ما يكون عن الجهاد و لكنه حشو لرؤوس المؤمنين من البسطاء حتى يكونوا جنود في حرب بالوكالة. اما بالنسبة للنظام فالمثل يقول "اختكي مثلكي" و هذا هو حال جمبع الدول العربية و على الخصوص الذين يتباكون و بإسم الدين على ما يحدث في سوريا.
انهم مجرمون
انهم مجرمون ولا احد يقدر انكار هذه مجموعة المجرمة ، ولاكن لم أرى من اي كاتب يكتب عن جرائم بشار او احساب التي عملت تبعة ومعرفين من كذا دولة ايرا عراقي ولبنان ورأينا كثير من فيديوهات مقززة ولاكن اقلامكم لم تتحركا ساكنة والفيديو المقزز الذي وصل للعالم كله عندما قامو بادخال عصى مكنسة في ..... شخص حي هاذا اجرام ولا ناس وناس
بهتان واضح
ذاكرتك تحتاج تنشيط
واقع مؤسف
سلام الله عليك يا رسول الرحمة
صح النوم استاذ
المشكلة ان الكلام متاخر ولو كان في بلد غير سوريا والعراق لكان الكلام صدر قبل الفعل للتحذير منه ، على كلا ان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي
تستنسخون مواقفكم من مواقف النظام السوري
هو نفس منطق بشار الأسد وحزب البعث!!! يقولون لقد حذرناكم من قبل!! ازدواجية قاتلة
داعش
لماذا التركيز على داعش فقط بس عرفنهه ان داعش مجرمين مجرمين مجرميين وينكم عن اجرام النظام السوري البشع اللذي يفوق اجرام داعش بمرات بس هوى النفس لاينطر الا الى داعش وينسى نظام البعث السوري وشكرا
ركز
الكاتب موضوعه عن استغلال الفتيات تحت مسمى الجهاد .. قضية اجتماعية اكثر من سياسية
نفس الحقيقه
نفس حقيقة من قتل اطفال درعا اتهم النظام والحفيقة تقول هم من اجج الثورة ومولها من من بقائهي مرهون بدعم الاول