العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ

المطلوب أميركيا تجريد حملة عسكرية على سورية... ولكن

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

تتواصل التهديدات الأميركية والإسرائيلية ضد لبنان وسورية، وهنا كاتب أميركي لم يعجبه «قانون محاسبة سورية»، الذي أقره الكونغرس الأميركي قبل فترة وجيزة، ليس لأن فيه ظلما لدولة عربية بل لأن المطلوب أميركيا تجريد حملة عسكرية أميركية على سورية وهكذا استهل جيد بادن في موقع ناشونال ريفيو على الإنترنت مقالته المخصصة للحديث عن المسألة السورية بالقول «ان الولايات المتحدة لم تستطع أن تقنع سورية بأهمية تنفيذ المطالب الأميركية بل على العكس جعلتها تتعلم أسلوب تجاهل التهديدات والتحذيرات الأميركية»، وهو أمر أدّى إلى تشويه صورة الولايات المتحدة في سورية والعالم. واختار بادن، لتدعيم نظريته هذه التذكير بأمرين: أولا ان وزير الخارجية الأميركي السابق وارن كريستوفر، تعرّض للإهانة حين قام بزيارة لمن وصفه بالديكتاتور السوري حافظ الأسد، الذي جعله ينتظر لساعات قبل أن يستقبله آنذاك.

وأسف بادن، لأن لا كريستوفر ولا الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون، أدركا ان الحادث ذاك أضعف مكانة الولايات المتحدة، ليس فقط في سورية، بل في العالم بأسره. ثانيا رأى بادن، ان الزيارات المتكررة التي قام بها وزير الخارجية الحالي كولن باول، لسورية حيث لم يحصل سوى على وعود كان الأسد الابن، يتراجع عنها ما أن يصعد باول إلى الطائرة مغادرا سورية. ولكي يظهر مدى الخطر الذي تمثله سورية، زعم بادن، ان دمشق تشكل مخزنا آمنا لأسلحة النظام العراقي السابق من جهة ومليارات الدولارات التي نهبت من العراق من جهة أخرى.

وتابع مزاعمه بالقول ان «الإرهابيين» الذين تدعمهم سورية، لا يزالون يرسلون المتطوعين والأسلحة والأموال إلى العناصر البعثية و«الإرهابية» الذين يقومون بقتل الأميركيين في العراق. وخلص إلى ان سورية، تغذي «الإرهاب» في الشرق الأوسط، لذلك فهي عدو الولايات المتحدة، وآن الأوان لإيجاد حل للمشكلة السورية. غير ان بادن، أشار إلى عقبة تعرقل المقاربة الأميركية للمسألة السورية ألا وهي سوء فهم طباع الرئيس بشار الأسد وطريقة تفكيره.

مذكرا بأنه بعد وفاة باسل الأسد الشقيق الأكبر للرئيس الحالي بشار ومن بعده والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، تنفس الأميركيون الصعداء ظنا منهم ان الرئيس الجديد بشار الأسد سيكون أكثر ليونة فيما يتعلق بموضوع محاربة «الإرهاب». غير ان ظن الأميركيين خاب كليا. مشيرا إلى ان الغارة الإسرائيلية على ما وصفه بأنه معسكر «إرهابي» قرب دمشق، لم تردع الأسد ولا «حزب الله» عن مواقفهما الراسخة (في هذا إيحاء بأن الغارة على عين الصاحب تمت بضوء أخضر أميركي) فـ «حزب الله» لم يتوقف عن إطلاق الصواريخ اتجاه «إسرائيل». وبشار الأسد لم يكتفِ بعدم تنفيذ تعهداته للولايات المتحدة، لوقف دعم بلاده «للإرهاب» بل تعدى ذلك إلى إطلاق تهديدات بشن هجمات في مرتفعات الجولان.

وأضاف بادن، ان الأسد الابن، رجل خطيرعلى رغم ان الجيش السوري بحسب تقديرات بادن لن يصمد أكثر من ثلاثة أيام أمام القوات التقليدية الأميركية، موضحا ان خطورة الأسد تكمن في عدم القدرة على توقع مواقفه أو قراراته. وهو أمر عززه التقلب الأميركي في التعامل مع الرئيس السوري و«الإرهابيين» الذين يستخدمهم الأسد أداة في السياسة الوطنية. وأوضح زاعما ان حزب الله، الذي هو أداة في يد سورية وإيران، قتل 200 أميركي في بيروت العام 1983، وكان الرد الأميركي على ذلك أن سحبت الولايات المتحدة قواتها من بيروت، تجر وراءها أذيال الهزيمة. وتابع بادن، توضيح وجهة نظره بالقول ان الولايات المتحدة، أخطأت في اللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة مع سورية، لأن ذلك لا يؤدي سوى إلى إضاعة الوقت.

وأصر بادن، على ضرورة شنّ حملة عسكرية أميركية على سورية، لأن وضع لائحة بالمطالب الأميركية لدمشق، لن يكون سوى دعوة إلى مفاوضات لا تؤتِ أية ثمار. حتى ان بادن، وصل إلى حد رفضه «قانون محاسبة سورية»، باعتبار انه يدخل في صلب الوسائل الدبلوماسية التي لجأ إليها الأميركيون «للجم» سورية، مكررا مطالبته بالكف عن الكلام والتحرك سريعا على الأرض.

من جهته، لاحظ ديك لوغار (رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي) في ميامي هيرالد، ان الآمال بترسيخ حملة الإصلاح في سورية بعد سقوط النظام العراقي، تلاشت. وبدلا من ذلك تزايدت حدة التوتر بين دمشق وواشنطن. وساد من جهة أخرى موجة من الانتقام والثأر وقفت في وجه أي احتمال في تقدم «خريطة الطريق» التي ترمي في الحقيقة إلى إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وشدد لوغار، على ان سورية لم تضع حدا للمجموعات «الإرهابية» التي ما زالت تتخذ من الأراضي السورية مقرا لتدريب الانتحاريين والتخطيط للعمليات الانتحارية.

كما ان سورية برأي لوغار، لم تقم بأي خطوات قد تدعم «خريطة الطريق»، وهي تكدس أسلحة كيماوية وتعمل ضد مصالح قوات التحالف في العراق عبر رفضها الدائم الإفراج عن الأموال العراقية في المصارف السورية. وإذ أبدى تأييده لـ «قانون محاسبة سورية»، لفت لوغار، إلى انه فيما تحصل أميركا، على المزيد من العصي لتضرب بها سورية، فلابد لها من أن تكون حذرة وأن تحافظ على مرونتها فتتجاوب مع أية فرصة دبلوماسية تلوح أمامها.

وأكد انه فيما تضيّق واشنطن الخناق على دمشق، لابد للإدارة الأميركية أن تظهر للسوريين ان من مصلحتهم أن يعاد النظر في العلاقات السورية الأميركية. وتوقع لوغار، أن تجد سورية، حافزا يدفعها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات. مؤكدا ان من مصلحة السوريين أن يتم التوصل إلى اتفاق حول هضبة الجولان، لأن اتفاقا كهذا يضمن احترام السيادة السورية. وختم لوغار، بالقول انه على رغم ان نجاح اتفاق كهذا يعتمد على الأطراف المعنية به فقط، إلاّ انه لابد لأميركا، أن تؤمن بعض المصالح السورية سعيا وراء تسوية مناسبة للجميع

العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً